فلسطين

أبو عبيدة: معركة طوفان الأقصى تمثل بداية النهاية لأقدم احتلال بالتاريخ الحديث

الملف الإخباري: تواصل كتائب القسام لليوم الـ 133 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة عن مقتل (572) ضابطاً وجندياً وإصابة أكثر من (2908) آخرين حسب اعتراف جيش العدو، وما يزيد عن (6600) جريح حسب تقارير المستشفيات الصهيونية، إضافة إلى تدمير مئات الآليات كلياً أو جزئياً، كما واصلت قصف مواقع ومغتصبات العدو في غلاف غزة، ودك تحشداته العسكرية في مختلف محاور التوغل.

وقد تمكنت كتائب القسام منذ اليوم الأول في 7 من أكتوبر من قتل مئات الجنود وأسر نحو 250 صهيونياً، فيما دكّت صواريخ القسام مطار بن غوريون وعسقلان وأسدود والتحشدات وغيرها برشقات صاروخية كبيرة، في إطار عمليات معركة طوفان الأقصى، والتي انطلقت بأمر من قائد هيئة أركان القسام، دفاعاً عن الأقصى والمقدسات وتلبيةً لنداء الحرائر في القدس والأقصى.

وفي خطاب صوتي للناطق العسكري باسم كتائب القسام؛ اليوم الجمعة 6 شعبان 1445هـ، الموافق 16 فبراير 2024م، أكّد أبوعبيدة: “أن معركة طوفان الأقصى غيّرت وتغيّر وجه المنطقة، وكتبت منذ صباح السابع من أكتوبر بداية النهاية والأفول لأطول وآخر احتلالٍ في التاريخ المعاصر”، وأضاف: “إن طوفان الأقصى الذي انطلق من أجل أقدس غاية وأجل هدف وهو نصرة مسرى رسول الله “صلى الله عليه وسلم” لن يهدأ بعون الله، وسيتشكل أكثر فأكثر ليزيل الظلم والعدوان عن الأقصى وعن أرض الإسراء والمعراج، وسيكون نقطةً فاصلةً في تاريخ أمتنا بإذن الله تعالى”.

وقال أبوعبيدة: “إن المقاومة الفلسطينية في غزة وشعبنا المرابط الصامد يواجهون للشهر الخامس على التوالي حرباً صهيونية أمريكية لا زالت عاجزة أمام شعبٍ عظيمٍ معطاء”، وتابع: “أنّى لهم بهزيمة شعبٍ أطفاله يعلمون الكبار العاجزين دروساً في الرجولة، ونساؤه خنساوات يخرجن الأجيال يصنعن الرجال، ومقاومته أسطورة العصر، وأيقونة الزمان في القتال والبطولة والعطاء”، وتساءل: “كيف سيهزمون شعباً تعيش مقاومته في وجدانه، وتتقاسم معه المعاناة والألم والأمل، وتضحي معه بفلذات الأكباد، وتقدم القادة والجند في سبيل الله، وفي سبيل الحرية، ودفاعاً عن أقدس المقدسات وأعظم القضايا.

وشدد الناطق العسكري: “إنّ مجاهدينا في كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية، يواصلون وسيواصلون مواجهة جيشٍ مجرمٍ نازي، لم يمرّ في التاريخ المعاصر له مثيل، في ساديته وهمجيته وعقيدته العنصرية المقيتة، فيوقع مجاهدونا في جيش العدو خسائر فادحة، لم يسبق لها مثيلٌ أيضاً في تاريخ ثورة شعبنا.

وأضاف: “إنّ مجاهدينا يدمّرون آليات العدو ومدرعاته، ويطبقون على جنوده المدججين بالسلاح والمدعومين بالدبابات والطائرات والبوارج الحربية، ويوقعونهم في كمائن محكمة، ويصطادون ضباطهم في عمليات قنصٍ احترافية، ويهاجمون قطعان جنودهم من مسافة صفر”.

وتابع أبوعبيدة: “أنّه كلما ظن العدو أنه بات آمنا في منطقة محروقة من الأرض خرج له مجاهدونا من حيث لا يحتسب، في عمليات نوعية وقاتلة، بعون الله وتأييده وتوفيقه”، وأضاف: “وبالتوازي فإن المعارك مع مقاتلي أمتنا وقواها المقاومة تتواصل على كافة الجبهات بل وتتسع وتتعاظم أمام عنجهية العدو وغطرسته وعدوانه النازي الهمجي”.

ولفت: “إننا لا نود أن نُسهب في تعداد عمليات كتائب القسام، إذ نعلن عنها أولاً بأول على مدار الساعة، كما أن الظروف الميدانية لبعض مجاهدينا في العقد القتالية، تؤخر الإعلان عن بعض المهام، وإنّ ما نبثه من إعلانات ومشاهد، هو جزءٌ مما نفذه وينفذه مجاهدونا في الميدان، إننا نؤثر تأجيل أو عدم الإعلان عن بعض العمليات، وعدم بثّ بعض المشاهد لأسباب أمنية وظروف ميدانية معقدة”.

وأشار الناطق العسكري إلى التصريحات والأكاذيب التي يطلقها قادة العدو قائلاً: “إنّ ما يطلقه العدو من تصريحات وأرقام ومعلومات هي دعاية كاذبة، وإنما يبثه من صور تضخم إنجازات وهمية يأتي في ذات السياق، وكثيرٌ مما يعلنه ويبثه العدو ملفقٌ ومختلق لأغراض داخليةٍ ومعنوية، فليقل العدو المجرم الكاذب ما يشاء، وليروج لجمهوره المغفل الذي يدرك وسيدرك كذب قيادته.

وأوضح أنّ الخسائر في صفوف أسرى العدو باتت كبيرة جداً، مضيفاً: “لم نكن نود أن يصل الحال إلى هذه المرحلة من الخسائر والمعاناة للأسرى، وقد حاولنا حماية ورعاية هؤلاء الأسرى منذ شهور، وصولاً إلى هدف إنساني سامٍ ونبيل، وهو تحرير أسرانا المظلومين المقهورين وتحقيق حقوق شعبنا المشروعة والإنسانية، ولا نزال نسعى لذلك بكل السبل”.

وأكّد الناطق باسم القسام أنه في هذه الأثناء يعيش أسرى العدو المصابين والمرضى أوضاعاً صعبة للغاية، ويكافحون للبقاء على قيد الحياة، مضيفاً: “وهذا ليس مستغرباً؛ فكل ما يعانيه شعبنا من جوع وعطش وإنعدام للمستلزمات الطبية وغيرها، يعانيه وسيعانيه أسرى العدو وقيادة العدو وجيشه الهمجي، هم وحدهم من يتحمل هذه المسؤولية كاملة، فالوقت ينفذ بشكل متسارع جداً، وقد أعذر من أنذر.

وختم الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة مخاطباً الشعب الفلسطيني: “يا أبناء شعبنا العظيم لقد كتب الله علينا أن نعيش على هذه الأرض، لنقاتل هذا العدو المجرم الذي لعنه الله في كل كتاب، وغضب عليه وكتب عليه ليبعثنَّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب، وأضاف: “نحن كشعب وكمقاومة نرابط على هذه الأرض، ونقاتل على هذا الثغر على عين الله، فقد اصطفى الله منا الشهداء واختبرنا بالتضحيات العظيمة، التي سيعقبها فرج ونصر قريب بإذن الله”.

وبدأت معركة طوفان الأقصى فجر السبت السابع من أكتوبر لعام 2023م بسلسلة من عمليات اقتحام المجاهدين للمغتصبات والمواقع العسكرية في غلاف غزة براً وبحراً وجواً، وقتل وأسر مئات الجنود والمغتصبين الصهاينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى