الملف الإخباري- الجامعات منارات العلم وبيت الخبرة الوطنية وصانعة الأجيال ومخزن ومداد عقل الدولة، إن افلحتم بصيانتها وتعزيز دورها وتطورها ولم تجروها إلى مناكفاتكم واجنداتكم.. وعبثيتكم ..فلن تخذلكم ولن تخذل الوطن.
منذ مطلع لا بل بدايات القرن الحالي، بدأ التدخل يزيد في الجامعات من جهات مختلفة، وهي التي خلقت مستقلة… وهكذا يجب أن تستمر (لأن العقول لا تعلب)، والتدخل الزائد وصاية على العقول… والتدخل أخذ أشكالاً مختلفة، تراوحت بين الوصاية والواسطات، وتبادل المصالح، وعبثية التقييمات، والتدخل في القيادات وبرمجتها لتحقق مآرب البعض، ولم يبقى إلا تنزيل مقرر جامعي نسميه (كيف نغير الرؤساء101… !)، ويضاف إليه مساق ثاني ( التقييم والتقليم..102… !)، وننسى بقية ملفات التعليم العالي الملحة… إلى ما يشاء الله… !، إلى ماذا أوصلنا كل هذا..؟، تراجع واضح في التعليم العالي، وضياع هيبته ومركزه الإجتماعي، وفعله، وأصبح التعيين والتقييم للرؤساء… سوط يحمله وزير ما كلما حلف اليمين للتو…!، فالجامعات لا تتبع الوزراء ولا الوزارات، ومجالس الأمناء التي لم تحدث الفرق لا بل اصبح بعضها عبئاً على الجامعات والرؤساء… وهي الأجدر بالتقييم… ولم اسمع لتاريخه أن احدها جلب تمويلاً للجامعات، بل أن بعضهم نسي دوره واعتقد انه هو رئيس الجامعة… ولا ننسى الضغوط التي تمارس من بعض أعضائها على الرؤساء لفرض تعيينات ومصالح وواسطات خارجة عن العرف الأكاديمي والتشريعات، ولدينا مثال صارخ منذ فترة لمجلس اشتغل طبالاً لرئيس مارق فاسد، لأنه خدمهم بتعيينات ومصالح يندى لها الجبين…والأسماء لدينا نحجم عن نشرها حفاظاً على ما تبقى من سمعة جامعاتنا.
ما حدث في جامعة البلقاء كشف عن وهن العلاقة والتفرد لرئيس مجلس الأمناء… مع أن التقييم لرئيس استلم جامعة منذ سنة غير صحيح ولا يستند لتشريعات من اصله، فبرامج الجامعات وملفاتها تحتاج لخطط طويلة المدى، علاوة على أن الرئيس الجديد ورث تركة لا يحسد عليها، مظالم وقعت على أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية لا تجدها في قانون الغاب… ! تطاول على المال العام وتكسب ومكافآت لها أول وليس لها آخر لذات المجموعة التي تحيط بالرئيس… فما بالكم برئيس يصرف لنفسة 33 ألف دينار خلية ازمة كورونا…والحكومة اصدرت أمر دفاع للإقتطاع من الرواتب وحجب العلاوات..! والآف الدنانير لذات المجموعة… والمخالفات ليست من جيبي…! هي من تقرير ديوان المحاسبة المكون من تسع صفحات…السري والمكتوم والذي انتشر… ويعج بحالات الفساد المالي والإداري وغيره مما اكتشف لاحقاً.. وأعتقد أنه منظور لدى الجهات الرقابية والقضاء…وكل ما فيه قابل للفتح بأي لحظه حتى لو تمت الطبطبه عليه… فهذا مال عام لا يحق لأحد المتاجرة فيه…! وأدعو دولة رئيس الوزراء لإعادة التحقيق وفتح الملفات كاملة ليأخذ كل مخالف وفاسد عقابه، ولا ننسى ملف التعيينات الذي استخدم للواسطات والترضيات وتبادل المصالح، وكذلك ملف الترقيات الذي حمل كل الموبقات وأطاح بكل الاعراف الاكاديمية وقيم النزاهة والشفافية… ولكم أن تتخيلوا استقبال الرئيس الجديد لما يقرب من ألف مظلمة من المدرسين والإداريين… ومازالت اللجان تعمل لإحقاق الحق وتبييض وجه الجامعة ورسالتها… التي شوهها البعض، عن سابق اصرار وضعف وتسلط… ونسأل… ! ماذا فعلت التقييمات في حينه؟ لقد مررت كل الموبقات ولم تخلص الجامعة مما حل فيها لا بل صم مجلس الأمناء أذنيه عن فعل الحقيقة وكان يحفظ كل الشكاوي والتظلمات لأن الثمن دفع سابقاً… ولأنهم ما الهم عين يحاسبوا….
لست في مجال المدح الشخصي للرئيس الجديد، لأنها ليست مهنتي، ولكني اتطلع إلى حجم الإنجازات التي أحدثها والفرق الذي أحدثه في الجامعة المكلومة؛ برامج جديدة، تعديلات للتشريعات التي كرست الظلم على العاملين، عطاءات مباني وصيانة كبيرة وكثيرة لم تحدث منذ تأسيس الجامعة، عطاءآت تجهيزات فنية كثيرة وبارقام طموحة، تلاشي سيادة مناخ التهديد البوليسي الذي كان سائداً، حل الكثير من مظالم الناس، أجواء عمل مريحة، انقشاع غيمة العنجهية والتسلط والأمراض النفسية التي جلبت الويلات وقطعت ارزاق الكثيرين، والوفر المالي الجيد وضبط النفقات التي كانت تستنزف بغير وجه حق… ولا ننسى الخطط الإستراتيجية التي وضعت لوضع الجامعة على المسارات العالمية وبطرق حقيقية لا ببيانات للتصنيفات مزورة… !
معروف ان الوظيفة لا تصنع أثرياء… ولكن هنالك من أثرى من ممارسة الفساد…في مؤسسات العباد… وأصبح البعض تجار باله وعمارات واراضي… هل هذه قيادات جامعية أكاديمية؟ وهل لو طبق قانون من أين لك هذا سنجدهم بيننا..؟ أم في السجون..!.
تركة جامعة البلقاء ثقيلة… والرئيس والطاقم يعمل بكل نزاهة وشفافية… وأصبح من الممكن مقابلة الرئيس ونوابه بأي وقت، وفي وقت سابق كان عضو هيئة التدريس بحاجة لأشهر ليقابل أحد نواب الرئيس الذي كان يأتي للدوام بعد الساعة الحادية عشرة صباحاً…! حكايا وموبقات تسمعها ولا تصدق… ويخرج عليك من ينظر… بقلم اخرق… ويتناسى ما سببه من مآسي وظلم للمؤسسة والعاملين والوطن، معتقدا أنه لديه الفانوس السحري… وينسى أنه بدون كاز… !
الجامعة بدأت تتعافى وتتطور ويسودها اجواء اكاديمية حقيقية وليس هنالك شللية والنظافة والأمانه عادت لنصابها… ولا نريد من التقييم أن يكون معول هدم يعيدنا إلى مربع الظلام الأول…ولهذا فزع وفزع أبناء الجامعة وأبناء الوطن الذين تجرعوا كأس الظلم والتسلط وعاشوا قانون الغاب والمزرعة التعيسة إنتصاراً لجامعتهم وللوطن… ولكي لا يتم اجترار حقبة سوداء تنكل بهم مرة اخرى… .
نحن مع التقييم الذي اقرته الإستراتيجية الوطنية والتي باركها جلالة الملك كل 3 سنوات… ومع التدخل المباشر والعزل في مواقف خارجة عن العرف، ومع وضع نظام للتقييم وشرعنته لا يترك الامر لمزاج وزير أو مجلس، جميع رؤساء الجامعات الحاليين يديرون جامعاتهم ضمن ميزانيات شحيحة ومديونيات كبيرة…ولا يحسدون على مناصبهم… وهذا لا يصنع الإبداع المأمول… وبعضهم لديه أخطاء وهنات هنا وهناك… وليكن التقييم نظامي طبيعي يحفظ هيبة الجامعات والرؤساء… ولتتوقف تقييمات (الغفله) والتي جربناها خمس مرات وكانت النتائج استبعاد اصحاب التقييمات المتقدمة غالباً وتكريس القيادات السيئة والتمديد لها… التعليم العالي بحاجة لإخلاص النوايا والعمل الجاد… وليس لتقارير تقييم متفق عليها مسبقاً… لإزاحة س وتعيين ص… وتثبيت ع… ، وأنا اعرض من حديث مجتمع الجامعات… الذي أصبح لا يثق بشيء،
لأن التقييمات ومن التجربة فقدت مصداقيتها من زمن….!.
بلدنا وجامعاتنا تستحق الأفضل… فكونوا بقدر مسؤولياتكم يا رعاكم الله… .حمى الله الأردن.
زر الذهاب إلى الأعلى