الملف الإخباري- أكد وزير الاتصال الحكومي السابق فيصل الشبول، أن كلية الإعلام في جامعة اليرموك، تمثل واحدة من أهم الكليات الأكاديمية الرائدة المتخصصة في فنون الاتصال والإعلام، التي قدمت وما زالت تقدم مخرجات وكفاءات إعلامية قادت وتقود المشهد الإعلامي الأردني والعربي والدولي.
وأضاف خلال محاضرة له مع مجموعة من طلبة الكلية، بحضور عميد الكلية الدكتور أمجد القاضي، حول تنظيم المحتوى الإعلامي العربي، أن الأردن قدم ورقة استراتيجية للجنة الدائمة للإعلام العربي في إطار جامعة الدول العربية، هدفت إلى تنظيم وسائط التواصل الاجتماعي عبر قانون استرشادي عربي يحمي المستخدمين ويُنظم منصات البث والضرائب الرقمية.
وعرض الشبول العناوين الرئيسة لهذه الاستراتيجية، عبر آلية تنفيذية لجميع الدول العربية بغية تنظيم منصات التواصل الاجتماعي في سياق قانون استرشاد، تكون الاستفادة فيه من أفضل الممارسات الدولية وخصوصا الأوربية، لافتا في ذات السياق إلى قانون الخدمات الرقمية الأوروبي الموحد DSA.
وأشار الشبول إلى أن وسائط التواصل الاجتماعي، تحصلت على 81 مليون دينار كإعلانات من السوق الأردني، مبينا أن التكنولوجيا الحديثة سهلت التعامل مع وسائط التواصل الاجتماعي، معتبرا إياها من أهم الإنجازات الإنسانية غير المسبوقة في التواصل البشري، ولكن من سلبياتها مثلا أن “طلبة الإعلام” يدرسون في كلياتهم ومساقاتهم الدراسية النظرية والعملية القواعد الأساسية للعمل الصحفي المهني، في المقابل نجد أن كل فرد في المجتمع يجد نفسه بسبب وسائط التواصل الاجتماعي موازيا لـ “طالب الإعلام” طالما أنه يستطيع الكتابة في أي من هذه الوسائط، مشددا على ما يحكم العمل الصحفي المهني من اخلاقيات وقوانين ومواثيق.
ودعا إلى إنصاف المحتوى العربي وخصوصا الفلسطيني في وسائط التواصل الاجتماعي، والتصدي بشكل أوسع لخطاب الكراهية الذي بات منسوبه في تصاعد بمجتمعاتنا وبأشكال متعددة، لافتا في الوقت نفسه إلى حجم الأخبار الكاذبة والمزيفة والمفبركة، التي أصبحت تسلل إلى وسائل الإعلام، معتبرا إياها الخطر المباشر على الإعلام.
وأرجع الشبول السبب في ذلك إلى المنافسة بين وسائل الإعلام وضيق سوق العمل الذي استحوذت عليه وسائط التواصل الاجتماعي، فأصبحت الكثير من وسائل الإعلام تنحدر في خطابها لمستويات غير معهودة.
وتابع: لقد عمدت وسائل الإعلام إلى تعظيم حضورها في وسائط التواصل الاجتماعي على حساب تواصلها التفاعلي المباشر مع جمهورها، محذرا من الاستمرار بهذا النهج، لأن سيؤدي إلى اختفاء العديد من وسائل الإعلام في المنطقة خلال السنوات القليلة القادمة لانخفاض حجم التمويل.
وكان القاضي، قد أكد أن هذه المحاضرة تأتي في سياق نشاطات كلية الإعلام، في استضافة القيادات الإعلامية الوطنية، وافساح المجال أمام طلبتها لمحاورتهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم.
وأشار إلى أهمية هذه المحاضرة في ظل ما نعيشه من ثورة في عصر الاتصالات، تحقيقا لرؤية الكلية بأن تكون كلية رائدة ومتميزة على المستويين المحلي والعربي في إعداد وتأهيل الكوادر الإعلامية المنافسة في سوق العمل.
وفي ختام المحاضرة، أجاب الشبول على ما طرحه الطلبة من استفسارات ووجهات نظر حول موضوعها وما تضمنته من محاور.
زر الذهاب إلى الأعلى