الملف الاخباري : بينما توقع مراقبون أن ترفع الحكومة أسعار المشتقات النفطية الشهر المقبل بنسب قد تصل إلى 11 % تساءل آخرون عن إمكانية اتخاذ هذا القرار في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
وأعاد هذا الارتفاع ملف الضريبة المقطوعة التي تفرضها الحكومة على المحروقات إلى الواجهة إذ دعا خبراء إلى تخفيضها بدلا من تحميلها إلى المواطن الذي لم يعد يحتمل رهانات أكثر.
وقال الخبير في قطاع المشتقات النفطية فهد الفايز إنه “لا يمكن اخفاء حقيقة الزيادة الكبيرة في الأسعار والتي لن يقل انعكاسها محليا عن زيادة تتراوح ما بين 8 % إلى 10 % على الديزل(السولار) وبنسبة 4 % إلى 6 % للاصناف الأخرى”.
إلا أنه يرى أن الحكومة قد تصل إلى تفاهمات وحلول وسط مع شركات تسويق المشتقات النفطية المستوردة للمشتقات والمتأثرة بالأسعار خصوصا وان عوائد الحكومة ثابتة من خلال الضريبة المقطوعة، من شأنها التخفيف من حدة الزيادة على المستهلكين لاسيما في فصل الشتاء.
وذكر الفايز بأن الحكومة ووفقا للعادة تقوم بتثبيت سعر مادة الكاز كل عام اعتبارا من مطلع كانون الأول (ديسمبر) وحتى نهاية آذار(مارس) كل عام.
من جهته، توقع الخبير في قطاع المشتقات النفطية هاشم عقل أن تطرأ زيادة بنزين 90 بمقدار 50 فلسا للتر بنسبة 6 % وعلى البنزين 95 بمقدار 50 فلسا بنسبة 5 %، وأن تكون الزيادة الأكبر على الديزل بمقدار 70 فلسا بنسبة تصل إلى 11 % معتبرا ان هذه الأرقام فوق طاقة المواطن خصوصا مع قدوم فصل الشتاء.
وطالب عقل بخفض نسبة الزيادة مبينا أنه تم اقرار الضريبة المقطوعة على سعر 66 دولارا للبرميل وليكن هو السعر المرجعي ويتم البناء عليه بخفض الضريبة في حال ارتفاعه عن السعر المرجعي ورفع الضريبة في حال الانخفاض.
وقال “مشروع الموازنة للسنة الحالية تم اقراره السنة الماضية وكان سعر خام برنت 46 دولارا وهو تقريبا بداية مناقشة مشروع الموازنة وهذا يعني انه تم تقدير إيرادات الضريبة المقطوعة في مشروع الموازنة حسب الأسعار السائدة في ذلك الوقت.
وقال الخبير في مجال النفط عامر الشوبكي من “المرتقب أن يطرأ ارتفاع كبير على أسعار المحروقات بنسبة من 5-11 % وبواقع من دينار إلى دينار وثلاثين قرشا على كل تنكة أو من 5-6.5 قرش على كل لتر من السولار والبنزين بنوعيه، بعد ارتفاع كبير على أسعار النفط العالمية وصل أيضا إلى 11 % خلال شهر تشرين الأول (اكتوبر) الحالي عن معدل الشهر الماضي. وبين ان الضرائب “المبالغ فيها” والمفروضة محلياً على المشتقات النفطية، تسببت في ارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة تاريخياً، مما سيرفع من وتيرة الرفض الشعبي ويعمق المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.
والضريبة الحالية مرتفعة مقارنة مع سعر المشتق الأصلي فعلى سبيل المثال فإن الضريبة المقطوعة التي تحصلها الحكومة على مشتق البنزين أوكتان 95 تبلغ 57 قرشا وبالنسبة للبنزين أوكتان 90 فإن الحكومة تفرض على كل لتر ضريبة مقطوعة بمقدار 37 قرشا وعلى الكاز والديزل ضريبة مقطوعة على كل لتر 16 قرشا ونصف القرش.
ودعا الشوبكي الحكومة ممثلة بوزارة الطاقة إلى وضع حلول سريعة في سقوف سعرية لارتفاع فاتورة المشتقات النفطية على المستهلك كما تفعل العديد من الحكومات، وعدم الاكتفاء بتثبيت سعر الكاز فقط، والتحوط قبل اجراء هذه القفزة في الأسعار وإعادة دراسة الضرائب المفروضة على البنزين والسولار، وكاجراء مؤقت تقسيم الارتفاع الحاصل وتحميل الحكومة جزء منه، حتى التمكن من ايجاد بدائل وإيرادات بعيداً عن جيب المستهلك.
وقال الشوبكي إن فاتورة الطاقة تستهلك أكثر من 40 % من دخل المواطن بمتوسط دخل شهري 350 دينارا دون توفر بدائل سواء في النقل وقال الشوبكي إن فاتورة الطاقة تستهلك أكثر من 40 % من دخل المواطن بمتوسط دخل شهري 350 دينارا دون توفر بدائل سواء في النقل أو في التدفئة مع الدخول في فصل الشتاء البارد وعودة جميع القطاعات للعمل بعد قيود فرضتها جائحة كورونا. في التدفئة مع الدخول في فصل الشتاء البارد وعودة جميع القطاعات للعمل بعد قيود فرضتها جائحة كورونا”.
وزارة الطاقة من جهتها أعلنت أمس أن أسعار المشتقات النفطية ارتفعت في الأسواق العالمية في الأسبوع الثالث من شهر تشرين الأول (أكتوبر)الحالي مقارنة مع معدلات أسعارها في الأسبوع الثاني. حيث سجل البنزين أوكتان 90 سعرا بلغ 834 دولارا للطن مقارنة مع معدل سعره في الأسبوع الثاني والذي بلغ 809.5 دولار وبنسبة ارتفاع بلغت 3 %، كما سجل سعر البنزين أوكتان 95 سعراً بلغ 869.6 دولار للطن مقابل 833.8 دولار المسجل الأسبوع الثاني وبنسبة ارتفاع بلغت 4.3 %، كما ارتفع سعر الديزل من 714.9 دولار للطن الى 722.8 دولار وبنسبة ارتفاع بلغت 1.1 %، كما ارتفع سعر الكاز من 747.4 دولار للطن الى 755.4 دولار وبنسبة ارتفاع بلغت 1.1 %. أما سعر زيت الوقود فقد انخفض من 503.4 دولار للطن إلى 480 دولار للطن وبنسبة انخفاض بلغت 4.6 %.
من ناحية أخرى استمر سعر الغاز البترولي المسال في شهر تشرين الأول (أكتوبر)عند 796.3 دولار للطن مقارنة مع سعره المسجل في شهر أيلول الماضي والذي بلغ 664.7 دولار وبنسبة ارتفاع بلغت 19.8 %.
وسجل سعر خام برنت في الأسبوع الثالث من الشهر الحالي سعرا بلغ 84.7 دولار للبرميل مقابل 83.9 دولار المسجل في الأسبوع الثاني من شهر تشرين الأول (أكتوبر)الحالي.
وقامت الحكومة بداية الشهر الحالي تشرين الأول (اكتوبر) بإجراء الرفع السابع على أسعار المشتقات النفطية خلال العام 2021، ليصل سعر لتر البنزين 95 الى 106 قروش لكل لتر، وسعر البنزين 90 الى 82.5 قرش لكل لتر، وسعر السولار والكاز إلى 61.5 قرش لكل لتر، كما واستمر تثبيت فرق سعر الوقود على فاتورة الكهرباء عند صفر ، واستمر تسعير أسطوانة الغاز عند 7 دنانير.
…. الغد
زر الذهاب إلى الأعلى