مقالات

استراتيجيات غائبة عن الإعلام الرسمي أمام مخرجات اللجنة الملكية وتوصياتها أ.د.محمد ماجد الدَّخيّل

الملف الإخباري- يضطلع الإعلام الرسمي بمهمات تنظيمية هيكلية عند إنشاء وزارته ومؤسساته المقروءة والمسموعة والمرئية التي تتبع لها من جهة الوظيفة والمهام والسياسة ، وفي المقابل يقوم الإعلام الرسمي بمهمات إعلانية وإعلامية بقدرات فنية وتقنية بمهنية ومصداقية عالية وحرفية علمية قائمة على أُسس أدبية وأخلاقية وموضوعية تعتز بالمنجزات والإنجازات الوطنية ،وتعلي من شأنها وتفتخر بمسيرة وطنها ،عندها إذا حقق هذا الإعلام هذه الشروط يمكن أن ينال صفة “العالمية ” شريطة أن يحظى بالديمومة و

الاستمرار بنهج قائم على تطوير نفسه بنفسه وفق استراتيجيات وخطط وبرامج تدريبية مكثفة تهدف إلى تقديم المعلومة الصحيحة بكل موضوعية وموثوقية ،من خلالها تبقى الثقة مرتفعة بين الحكومة والمواطن .
فمثلاً ، المنجز الوطني الكبير ، الذي تحقق ، ونحن على أول عتبة من عتبات المئوية الثانية للدولة الأردنية الراسخة رسوخَ الطود ،والذي حظي بدعم ملكي كبير ،هذا المنجز هو مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية برئاسة دولة الأستاذ العين سمير الرفاعي ،الذي أعطى كل ما عنده خدمةً للوطن وللمليك وللشعب بحكمته وخبرته وفطنته وإدارته وجُل وقته وجهده الكبير ،الذي نشكره عليه .
ومن نافلة القول إن دولة الرفاعي أطلق موقعاً إلكترونياً غايته التواصل والتفاعل مع آراء كافة المواطنين وتوجهاتهم وأفكارهم ،عند بداية شروعه بالتحديث والإصلاح السياسي ،ولغاية تسليم دولته وثيقة مخرجات اللجنة الملكية وتوصياتها لجلالة الملك ،حفظه الله ،ظل دولته مهتماً بالموقع الإلكتروني كصورة من صور الإعلام والإعلان عن المخرجات والتوصيات.
أما عن الاستراتيجيات الغائبة عن إعلامنا الرسمي في ظل مرايا المخرجات والتوصيات ،فإضافةً للقاءات التي تعقدها وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية و وزارة الدولة للشؤون القانونية مع الإعلاميين الأردنيين ،ومؤسسات المجتمع المدني الدوليين المقيمين في الوطن والمختصين والمهتمين ،والشباب الأردني والمرأة الأردنية ،فيمكن ذكر هذه الاستراتيجيات الغائبة بالنقاط الآتية فهي :
١- تفعيل الشراكة الحقيقية والفعالة ذات الدور التنظيمي للمهام الإعلانية بين وزارة الدولة لشؤون الإعلام و الإعلام الرقمي والصحف الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي ،وشبكة الفضائيات التلفزيونية تتوافق على ثنائية الافتخار والاعتزاز الكبير بأبرز حدث تاريخي من بداية عُمر الدولة الأردنية بمئويتها الثانية ،التي تُحدّث قوانينها وتشريعاتها وأنظمتها ؛ كي تواكب متطلبات المرحلة المقبلة ؛كدولة حديثة تُقيم للتحديث السياسي قيمة كبيرة بموازاة التحديث الاقتصادي والإداري قريباً .

٢-تخصيص حلقات وبرامج خاصة بتحليلات وتفسيرات من ذوي الاختصاص بأعمال اللجنة الملكية عبر الدورات البرامجية الحالية والقادمة التي يُنظمها التلفزيون الأردني والإذاعة الأردنية ،وتُصادق عليها إدارة الإذاعة الأردنيةوالتلفزيون الأردني ،واستضافة شخصيات وطنية كان لها الجهد الأكبر في اللجنة الملكية.

٣-إطلاق موقعاً إلكترونياً نشطاً ينشر القوانين والتشريعات الناظمة للحياة السياسية بعد إقرارها من الحكومة ومجلس الأمة وصدور الإرادة الملكية .

٤-التعاون المشترك بين وزارة الدولة لشؤون الإعلام من جهة ،و الجامعات والمعاهد والكليات الحكومية والأهلية والخاصة والأحزاب السياسية والنقابات المهنية ولجان المرأة الأردنية والهيئات مثل هيئة شباب كلنا الأردن ،والجمعيات والأندية الشبابية والمنتديات والملتقيات ومراكز البحث والدراسات الاستراتيجية من جهة أخرى ؛لغايات توضيح وتحليل وشرح وتقديم المعلومة وحق الحصول عليها الخاصة بمخرجات اللجنة الملكية وتوصياتها .

٤-وزارة الدولة لشؤون الإعلام الرسمي يُطلب منها عقد المحاضرات والندوات وورش العمل الحوارية والنقاشية وتوعوية لقطاع الشباب والمرأة حول مخرجات المنجز الكبير وتوصياتها.
٥-دوام المؤتمرات الصحفية تحت رعاية وزارة الدولة لشؤون الأعلام بشكل مستمر ،بالتعاون مع وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية ووزارة الدولة للشؤون القانونية للغايات نفسها .

٦-الصحف المحلية الرسمية التي تنشر باللغتين العربية والإنجليزية ،عليها تخصيص عدداً ورقياً خاصّاً أسبوعياً للمقالات والمساهمات والمشاركات التفاعلية مع مخرجات اللجنة الملكية وتوصياتها ،ووكالة الأنباء الأردنية “بترا” عليها واجبات خاصة بهذا الإنجاز الوطني الكبير ،واجب تسويقي إعلامي وإعلاني .

٧-خريطة تحفيزية تشجيعية ذات أبعاد توجيهية تدفع بمعنوية المواطن الأردني وتُعزز ثقته وتردم الهوة ؛
لاستيعاب المخرجات والتوصيات ،على أسس علمية مدروسة تصل بالمخرجات والتوصيات إلى اختلافها عما كان يظهر للمواطن من مخرجات وتوصيات من لجان سابقة ،وليكن الحديث عن هذا الإنجاز الذي تحقق بنجاح حديث الساعة ،وليكن الإعلام خلية عمل مستمر حول الذي تحقق ،لا ينفك الكلام عن المنجز ولا ينقطع ولا يتدحرج؛ليبقى عنواناً كبيراً في أذهان المواطنين وذاكرتهم الجمعيةبشكل يومي بوساطة إلحاح الإعلام على ذكر هذا النجاح وتميزه ،وتكرار الحديث عنه لترسيخه و تثبيته في أذهان المواطنين.
إنّ الإعلام الرسمي الذي ينهض بمنجزات وطنه ويُعظّمها قادر على الإقناع والتأثير بالرأي العام بسهولة متناهية ؛فالجهد الوطني الذي قدّمه دولة سمير الرفاعي يُعدُّ تطويراً جديداً لمفهوم العلاقة بين الدولة والمواطن ،ويوضحها بشكلٍ أكبر من ناحية ،ومن ناحية أخرى تجاوز دولته بمقدار الشجاعة والنُهى متاهات القول والإفك والاستهداف المتعمد منسجماً مع تطلعات الرؤى الملكية ومتوافقاً معها حدَّ الانسجام والتماهي ،فهذا الجهد الضخم يتطلب من الإعلام الرسمي ترسيخ ثقافة “المناعة الوطنية”لدى المجتمع بكل أطيافه وإدلوجياته ومشاربه ورؤاه الفكرية .

ستبقى القوانين والتشريعات علامة فارقة في مسارات الدولة الأردنية الحديثة وفلك مدارات وزاراتها ومؤسساتها و دوائرها ؛لأنّ جلالة الملك أعطى القوس لِباريها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى