اعذوروني
فقد سئمت البكاء و العويل
ففي كل مرة نعيد الكرّة
يقتلون و يقصفون و يحرقون
نغضب قليلا ،،،و نبكي كثيراً
نشجب،،نستنكر،،ندين،،نتوعد
و في النهاية نكتفي بتغير صورة البروفايل و نرسم وجهاً باكياً و قلباً منكسر و نهرول الى الله طالبين العون و ان ينتقم لنا من اعداءنا و نحن جلوس في بيوتنا
نكتفي بالدعاء و بقليل من التنديدات و بضع دراهم في صندوق إعادة الإعمار
وكأننا لم نقرأ في كتاب الله { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم }
و في صباح اليوم التالي نبدأ في التجهيزات و التحضيرات لجمع الاموال و المساعدات لإعادة الإعمار و نعاود المرة تلو المرة
يقتلو و ينكلوا يقصفوا و يهدموا و نحن نزيل آثار الهدم و نمحوا آثار القدم الهمجية و ننسى كل ما عملوا
ننسى الارامل و الثكالى
ننسى اليتم و الفقر و القهر
نعيد الإعمار كي نزيل كل ما يذكرنا بعجزنا و قهرنا و امتهان كرامتنا
ولا نقف لنتساءل
متى ينتهي هذا الدمار
متى ينتهي هذا الذل و الإنكسار
متى نعيد كرامتنا و عزتنا
متى نعود خير أمة اخرجت للناس
فما عدنا نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر
و لم نعد ننصر المظلوم و نضرب بيد من حديد يد الظالم
اعذروني فلم اعد احتمل تكرار نفس رودود الافعال منذ عشرات السنين ، قتل و هدم و تشريد ، ثم بدلاً من أن ننتفض و نثور نهرول لجمع التبرعات لنعيد الاعمار و يعاودوا لهدم ما بنيناه ، و كأن حالنا يقول إن عدتم عدنا
الم نتعلم الدرس بعد
فكيف لواقعنا أن يتغير و نحن ما زلنا ندور بذات الدائرة و نعيد تكرار نفس ردود الافعال الباهته
و ننتظر أن نجني نتائج مختلفة
حتى شعاراتنا التي نخطب بها باتت جوفاء تخلو من روح النضال في سبيل تحرير الارض و الإنسان
نشارك في المسيرات و الوقفات الاحتجاجية حتى نوثقها على صفحات الفيسبوك ، اكثر ما نستشعر اهميتها و تأثيرها ، لذا اعود و اقول
عذراً غزة لن اتبرع لاعادة اعمارك ، لأن المخطط ابعد من ذلك
فالهدف ليس فقط تدمير غزة و ازالتها عن بكرة ابيها
بل الهدف اعظم و اعمق
اشد الماً و ا عمق جرحاً
ف والله غزة ما هي الا بداية النهاية
بداية لنكبة جديدة في حُلةِ براقة شارك في تطريزها ابناء جلدتنا و اقرب الاقربون الينا
عذراً غزة فما عدت ارغب في ان اذرف المزيد من الدموع و النحيب و انا اشاهد مسرحيات اعادة اعمارك
فحيلة اعادة الإعمار لم تعد تنطلي علينا
لقد سئمنا من استغفالكم لنا
نستحلفكم بالله
كفى ،، كفى
فغزة لا تحتاج إعادة اعمار ، بل تحتاج رجال إشداء يذودون عنها ضد قوى الاستعمار و الظلم البغيض
و تجدني في كل مرة اعود لاقول عذراً غزة ،،، لكن لا تصدقي شعاراتهم
بدعم صمودك و مقاومتك
لقد كان اولى أن يدعموا حقك في الحياة
فلقد قرأت يوماً في كتاب اوهام الحقوق و خرافة الإنسان
عن دعم حق الانسان في الحياة
و لكني لم اقرأ يوماً عن دعم الحق في الموت او الفناء ؟!
زر الذهاب إلى الأعلى