ارشيف

افتتاح المؤتمر الثامن عشر في “النقد والأدب واللغة” باليرموك

الملف الإخباري- مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك افتتح الدكتور موفق العموش نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية فعاليات المؤتمر الثامن عشر في النقد والأدب واللغة بعنوان “قراءات في المنجز من الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية في القرن الحادي والعشرين”، والذي ينظمه قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب بالجامعة.

وقال العموش في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر أن جامعة اليرموك ترنو بخطوات ثابتة وراسخة نحو مواكبة كل ما هو عصري وجديد، وتسعى إلى الإفادة من الثورة الصناعية الرابعة واقتصاد المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتحرص أشد الحرص على تنشيط دور الجامعة في خدمة المجتمع والنهوض بمؤسساته تحقيقاً للتنمية المستدامة.

وأضاف أن اليرموك تحرص على تحديث خططها الدراسيّة برؤية حديثة تواكب روح العصر وحركته، مؤكدا أن الجامعة لا تتوانى لحظة في إنشاء التخصصات والبرامج الجديدة التي تسعى من خلالها إلى تكوين شخصية الطالب المسلّح بالعلم والمعرفة والمهارة، لافتا إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يعكس رسالة اليرموك الساعية إلى ترسيخ وشائج التعاون بين علماء الأمة ومفكريها، وما هذا المؤتمر إلا شاهداً على دور جامعة اليرموك التنويري الذي يؤمن بالحوار بين الثقافات وتأسيس منطلقات ومنصات علميّة تشاركيّة قادرة على التأسيس لمستقبل واعد، يتّصف بالتميز وتحقيق معايير الجودة الأكاديمية، والسعي نحو العالميّة.

وأوضح العموش أن هذا المؤتمر يأتي تأكيد على دور الجامعة في المحافظة على إرثنا الثقافي والأدبي، وحرصها مواكبة روح العصر، والانفتاح على الآخر والتطلع إلى إحداث نقلة نوعية في الدراسات الأدبيّة والنقدية واللغوية، فجامعة اليرموك إذ تحتضن مثل هذا المؤتمر انطلاقاً من دورها الريادي في تحقيق الرؤية الشمولية القائمة على التفاعل وإدراك الواقع، وتجاوز الصعاب من أجل تحقيق تنمية شاملة في قطاع التعليم والتعليم العالي في الأردن، وهي تنمية طالما نادى بها و رسم خطواتها الأساسية خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ليكون الأردن رائداً من خلال نهضة علمية شاملة تتناغم مع متطلبات العصر.

بدوره القى عميد كلية الآداب في الجامعة الدكتور موسى ربابعة كلمة رحب فيها بضيوف المؤتمر والمشاركين فيه، لافتا إلى أن الدراسات الأدبية والنقديّة واللغوية تمر بمرحلة مفصلية لا سيما وأن العالم العربي يقف اليوم على عتبات التغيير بعد مراجعة جذرية شاملة، و مُساءلة جوهريّة لواقع الدراسات النقديّة و الأدبيّة و اللغويّة في خضم الإقبال على الآخر أو الإحجام عنه، فالأفق لا يزال ضبابياً ولابد أن تنبلج اللحظات التي تبزغ فيها هويتنا اللغويّة والأدبية والنقديّة المتجددة التي تواكب مستجدات العصر.
وشدد على ان كسر التقليد والانطلاق نحو التجديد ضرورة من ضرورات العصر، و إلّا سنبقى أسيري لحظة تاريخية عابرة، فرهانات المنجز العربي في الدراسات النقدية والأدبية واللغوية واشتراطاته تحتاج إلى دراسات جادّة و معمقّة تؤكد أهمية حركة الإبداع في أطره ومجالاته المتعددّة، ولا بد من تجاوز المحطات المؤلمة وتخطيها لنصل إلى مرحلة متقدمة تتشكل فيها هوية جماعية تعرف بنا و نُعرف بها، فالعمل يتطلب منا تكاتف الجهود واستغلال الطاقات والقدرات لخلق جو من الإبداع والإنجاز.

كما ألقى رئيس قسم اللغة العربية وآدابها رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور مصطفى حيادرة كلمة قال فيها أن فعاليات هذا المؤتمر تأتي من أجل التباحث في الشؤون النقدية والأدبية والشعرية والدراسات الاستشراقية، ولنتفحص ونتابع المنجز الأدبي والنقدي واللغوي في العقدين الأولين من الألفية الثالثة بمشاركة باحثين وأكاديميين وأدباء من مختلف الدول العربية الشقيقة من مصر والامارات، والسعودية، وسوريا، والبحرين، والعراق، والمغرب، والجزائر، وليبيا، وفلسطين، وعُمان، لافتا إلى أن فعاليات هذا المؤتمر جاءت بالتزامن مع الاحتفالات بمدينة اربد عاصمة للثقافة العربية لعام 2022، وبأحد أبنائها الشاعر الأردني عرار رمزا من رموز الثقافة العربية.

من جانبها ألقت الدكتورة كوثر جبارة من العراق كلمة باسم المشاركين قالت فيها إن الدراسات النقدية تنهض بصناعة المشهد النظريّ والتطبيقيّ في الميدان العربيّ، الساعي إلى بلورة المشروع الحضاريّ والإنسانيّ ، المتجه نحو عطاءات لا حدّ لها من المعرفة، وتنطلق من إمكانيات تنظيرية متشعبة، وتشتغل بفضاءات ثقافية متنوعة، وتتقارب وتتقاطع وتلتقي مع مسيرة البحث العلميّ المعاصر الذي انفتح على العلوم والمعارف كلها، وسعى جاهدا إلى الانتفاع من معطيات النهج العلميّ المنبثق من تصورات العلوم الإنسانية.

وأضافت انّ التوجهات النقدية المعاصرة تتبنى استثمار جوانب العطاء المعرفيّ، الذي يُبرز النهج العلميّ المزدان بالتصور الإنسانـيّ ، ويتبنى التعامل مع المنظور النصيّ، لافتة إلى أن المنجزات النقدية العربية في عصور خلت قدمت لنا دروساً مهمة في التعامل مع النص قراءة وتحليلاً وجماليات بدءاً من التصورات العقلية، وصولاً إلى المُدركات الإنسانية وليس انتهاء بالنُظُم النصية، فإن السعي النقديّ اليوم يحتم علينا التوجه نحو رسم استراتيجية ناجعة للتعامل مع النصوص بوصفها منظومات من معارف عدة تتشكل باللغة، وتتفاعل بالتحليل، وتمنح جمالية بالتأويل، وتستدعي المرجعية بالتعليل، منتجة قراءات وتأويلات وتصورات مهمة لإدامة عجلة الفنون والظواهر النصية وتطويرها، منتفعة من الكشوفات التراثية والمعاصرة والاستشرافية والاستشراقية على حد سواء.

وأكدت جبارة على أن الدراسات النقدية تشكل لبنة علمية مهمة تسعى لرسم مشهد المعرفة الإنسانية، وتمثل ضرورة لتحقيق التواصل والتطوير في المشروع الإنسانيّ، وتشتغل في صياغة قراءات متنوعة في المنجزات الأدبية واللغوية والنقدية، وإيجاد صيغ التوافق التي تحيل إلى تحقيق الناتج الجماليّ الحضاريّ.

وتضمن حفل افتتاح المؤتمر عرض فيديو توثيقي لمسيرة مؤتمر النقد الأدبي منذ دورته الأولى.

ويتضمن برنامج المؤتمر عقد 15 جلسة علمية تناقش 62 ورقة علمية على مدار يومين.
وحضر افتتاح المؤتمر نائب رئيس جامعة اليرموك للشؤون الإدارية الدكتور رياض المومني، وعدد من العمداء وأعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الجامعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى