منذ الاحتلال الغاشم للأراضي الفلسطينية وضع الأردن وبحكم الجوار والعروبة امكاناته السياسية والاقتصادية والعسكريه وسخرها للوقوف في وجه الاحتلال ومناصرة للإشقاء في فلسطين فخاض الجيش العربي معارك وحروب ١٩٤٨ و١٩٦٧ ومعركة الكرامة الخالدة عام ١٩٦٨ وقدم قوافل الشهداء على أرض فلسطين الطاهرة دفاعاً عن الأشقاء ودعماً لحقهم في تحرير الأرض وكبح جماح الطغيان الإسرائيلي.
ولأن الموقف الدولي الداعم لإسرائيل سياسياً واقتصادياً وعسكرياً كان أكبر من الإمكانات فرض الموقف بشكل عام لجوء الأشقاء وكان الأردن الوجهة الأقرب ففتحت الأبواب لإستقبال الشعب الذي ظُلم في عقر داره وسُلبت حقوقه نتيجة سياسات ظالمة ومؤامرات دنيئة.
الأردن وبقيادته العروبية انتهج عنواناً سياسياً وهو أن القضية الفلسطينية لم ولن تنتهي إلا بعودة الحقوق المغتصبة لأصحابها الشرعيين فوضع الأردني يده بيد شقيقه الفلسطيني وتعاهدوا الله تعالى على العمل المقدس في سبيل تحقيق هذه الغاية.
وعلى أرض الوطن ومنذ آخر موجة لجوء عام ١٩٦٧ اندمج الأخوة معاهدين الله كمواطنين أردنيين وتحت قيادة واحدة بأن أمن الأردن من أمن فلسطين واقسموا بأن القضية المقدسة في قاموس الجميع هي القضية الفلسطينية.
واليوم تزخر مؤسسات الوطن بنسيج وظيفي وطني من مختلف المنابت والأصول فمن الأخوة من هم في جميع مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والعلمية والصحية وغيرها من المؤسسات ولن يغيب عنّا الرافد الرئيس للإقتصاد الوطني وهو القطاع الخاص الذي يزخر بالكفاءات.
وفي ظل مايدور في غزه ومنذ اندلاع الحرب وقف الأردن موقفاً قومياً مناصراً للأهل هناك من خلال وصف الإجرام والهمجية والغطرسة التي تقوم بها إسرائيل بحق أهلنا في غزة الصمود والذين قدموا أروع صور التضحيه.
وعلى الصعيد السياسي قاد جلالة الملك حراكاً دولياً داعياً لوقف هذه الحرب الهمجيه ومحاسبة إسرائيل على ماتقوم به وعلى ماارتكبته من جرائم إبادة ودمار في قطاع غزه وقطع الأردن كافة أشكال الاتصال معها .
وعلى الصعيد الإنساني كان الأردن من الدول السباقة في تقديم الدعم الإغاثي لأهلنا هناك فتم فتح المستشفيات الميدانية في مسرح العمليات رغم خطورة الموقف لكن وحدة الدم والهدف حالت دون التردد وقام الأردن بتسيير قوافل الإغاثة البرية وتسيير الجسر الجوي الإغاثي حتى تصل احتياجات الاهل لكل مكان رغم صعوبة الظروف.
واليوم يدخل بين صفوفنا مغرض وخبيث لتحقيق غايات أمليت عليه من أسياده الذين لايريدون الخير لا للأردن ولا لفلسطين فينفث سمومه محاولاً فاشلاً لإثناء الأردن عن دوره وموقفه المقدس تجاه مايجري في غزه وما هذه الغايات إلا بسياسات وبدون أدنى شك لها ارتباطات بعصابات وقوى إقليمية خدمة لإسرائيل في ماتقوم به بحق شعبنا المناضل والذي ضرب أروع الأمثلة في البطولة والصمود وأعطى درساً لكل العالم بأن الحق لا يُنسى ولا يموت مادام هناك رجال آمنوا بالله ولايخشون بالحق لومة لائم
حفظ الله الوطن وقائد الوطن ونصر أهلنا في غزه إنه نعم المولى ونعم المجيب.
زر الذهاب إلى الأعلى