الملف الاخباري : يحتضن العراق، السبت، مؤتمر “بغداد للتعاون والشراكة”، بمشاركة 9 دول إقليمية ودولية كبرى، حسب ما صرح المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء العراقي الوزير حسن ناظم.
وكشفت الحكومة العراقية عن مشاركة كل من الإمارات ومصر والسعودية والكويت وفرنسا وتركيا وقطر والأردن وإيران، في قمة الحوار الإقليمي التي ينتظر منها العراق تحقيق التقدم في ملفات أمنية واقتصادية، بدعم من دول الجوار.
ووصف خبراء ومتخصصون في الشؤون الأمنية والسياسية، القمة، بأنها محاولة لتثبيت حالة الاستقرار عقب اتفاق الانسحاب الأميركي من الأراضي العراقية، والاتفاق على آليات تعاون إقليمي ودولي بين قوى المنطقة فى إطار تصالحي، بما يحول دون انجرار العراق إلى سيناريو الفوضى على “الطريقة الأفغانية” التي تمثل أبرز التحديات على الساحة الدولية حاليا.
التصدي للخطر الأمني
ويقول السفير أشرف حربي، مدير مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية سابقاً، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن القمة تشاورية بالأساس وتهدف للتنسيق الأمني بين الدول الفاعلة بالمنطقة في ملفات الإرهاب ومكافحة الجماعات المتطرفة، فضلاً عن التعاون الاقتصادي بين العراق ودول الجوار.
ويضيف الدبلوماسي المصري، أن سيطرة طالبان على أفغانستان من المحتمل جعلها نواة لتصدير الجماعات المتطرفة، بما يؤثر على أمن آسيا الوسطى، والشرق الأوسط، والملاحة البحرية، مما يستوجب التنسيق الأمني والاستراتيجي دوليا.
ويشير حربي إلى أن عدم اكتمال الاستقرار واستمرار وجود مليشيات متطرفة بالعراق قد يمهد لجعلها ما يشبه “الترانزيت” للجماعات المتطرفة، وهو ما سيفرض نفسه على مشاورات قمة بغداد.
تقريب وجهات النظر
ويري السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن حرص العراق على جمع دول الجوار، وعدد من الدول الفاعلة في الأزمات الإقليمية، والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي خطوة جادة لتقريب وجهات النظر وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم.
وثمَّن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، مساع الحكومة العراقية لعقد القمة فى الوقت الحالي، مؤكداً اهتمام بغداد بتحسين العلاقات مع دول الجوار.
دعم العراق
من جهته، يقول اللواء دكتور محمد الغباري، أستاذ العلوم الاستراتيجية والعسكرية ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا في مصر، إن حسابات القوى الشاملة التي تجري بمعادلات علمية تشير إلى امتلاك العراق إحدى أكبر حسابات القوى الشاملة، من حيث عدد السكان الكبير، والإمكانيات الهائلة في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة، لكن ينقصها تحقيق الاستقرار، وتواجد دعم للدولة العراقية في الداخل والخارج.
ويوضح أستاذ العلوم الاستراتيجية، أن قمة بغداد محاولة لإحداث توازن استراتيجي في المنطقة وفقا للظروف الحالية، ومصر والإمارات والسعودية والأردن كلها دول تسعى لأداء دور لاسترداد العراق مكانته الإقليمية، والتي تعتبر مصدر قوة كبيرة للوطن العربي، ومواجهة أطماع بعض القوى الإقليمية والدولية.
ويلفت الخبير المصري إلى أن موقف الدول العربية سيكون واضحا بضرورة التعاون الاقتصادي لتنفيذ حزمة مشروعات اقتصادية كبرى، مثلما يحدث حالياً بالتنسيق بين مصر والعراق والأردن.
ويتابع أستاذ العلوم الاستراتيجية قائلا إن “قمة بغداد” تنقصها مشاركة واشنطن التي تمتلك العديد من “مفاتيح اللعبة” في العراق.
زر الذهاب إلى الأعلى