الملف الاخباري : اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، تلبية لدعوات جماعات يهودية متطرفة لتنفيذ اقتحامات واسعة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، واستباحة باحاته.
يأتي ذلك على وقع قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق رئيس الأركان أفيف كوخافي، بزيادة عديد قواته وتوسيع نشاطاته العملياتية في الأسابيع المقبلة في جميع أنحاء الضفة الغربية، في إطار استعداده لاحتمالية حدوث تصعيد”، سواء تحسباً من انتهاكات الاحتلال ضد القدس المحتلة، أو رداً على العملية الفلسطينية التي تمت في حاجز زعترة جنوب نابلس، وأدت لإصابة 3 مستوطنين بجروح بليغة.
وفي الأثناء؛ أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن المستوطنين، بينهم 20 طالباً يهودياً، اقتحموا الأقصى، من جهة “باب المغاربة”، بحماية قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية داخل باحات المسجد، إلى حين غادروه من “باب السلسلة”.
وقالت “دائرة الأوقاف” إن شرطة الاحتلال وفرّت الحماية الأمنية الكاملة للمستوطنين أثناء الاقتحام، وأدائهم الطقوس التلمودية داخل المسجد واستباحة باحاته.
وكثفت الجماعات المتطرفة، مثل ما يسمى جماعات “الهيكل”، المزعوم، حشدها ودعواتها لتنفيذ اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الأقصى، في الأيام ألأخيرة من شهر رمضان، لاسيما في اليوم 28 منه، احتفاءً بما يسمى “توحيد القدس”، واعتبرته “يوماً فاصلاً”، وفق ما ورد عبر مواقعها الالكترونية.
ودعت تلك الجماعات المتطرفة المستوطنين لاستباحة المسجد الأقصى، وإنشاد النشيد الصهيوني “هتيكفا” بداخله، في ظل موافقة شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام الاقصى خلال العشر الأواخر، بعدما كانت تغلق برنامج الاقتحامات خلال العشر الأواخر من شهر رمضان في كل عام، لكنها وخلال السنوات الأخيرة سمحت للمستوطنين بتنفيذ الاقتحامات للمسجد خلالها .
وما تزال شرطة الاحتلال تفرض قيوداً على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، وتدقق في هوياتهم عند بواباته، وتقوم باحتجازها في كثير من الأحيان، فضلاً عن قمّع أي تحرك فلسطيني للدفاع عن الأقصى.
وطبقاً لدائرة الأوقاف الإسلامية؛ فإن الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى، خلال شهر نيسان (إبريل) الماضي، بأكثر من 20 تدنيساً، عبر مجموعة كبيرة من المستوطنين وغلاة التطرف امثال الحاخام “يهودا غليك”.
وقالت إن “المسجد الأقصى شهد، مؤخراً، أحداثاً متسارعة وهجمات من قبل قوات الاحتلال على المصلين والمتواجدين بباب العامود، فيما كثف غلاة المستوطنين من اقتحام المسجد واستفرزاز المصلين والمواطنين الفلسطينيين”.
وأوضحت بأن الأمر تصاعد حدّ قيام ما تسمى مؤسسة “تراث جبل الهيكل”، بتوجيه رسالة إلى وزير “الأمن الداخلي” الإسرائيلي طالبته خلالها بالسماح للمستوطنين بإدخال صناديق وأكياس الطعام والشراب إلى الأقصى، والسماح لهم بتناولها داخل ساحاته في نهار رمضان.
كما أقدمت شرطة الاحتلال على اقتحام مآذن المسجد الأقصى وتعطيل مكبرات الصوت، في خطوة تشي بمحاولات الاحتلال للسيطره على الاقصى، وسط حملة الإبعادات عن الاقصى.
ونوهت إلى انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه المستمرة ضد مقبرة باب الرحمة، التي تتعرض للاقتحامات والحفريات والتهويد والطمس، فضلاً عن الاستيطان وتدمير المنازل وتدنيس الأقصى ومساعي السيطرة عليه.
وكشفت عن مساعي الاحتلال لإحاطة المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقبور الوهمية، لفرض السيادة الكاملة عليها، عبر تزييف التاريخ والحضارة العريقة الاسلامية للقدس، واختلاق تاريخ يهودي مزعوم، وترويج روايات تلمودية مضللة.
وقال وكيل وزارة الأوقاف الإسلامية، حسام أبو الرب، إن الاحتلال يحاول ثني الفلسطينيين عن القدوم للمسجد الاقصى والرباط فيه، عبر سلسلة من الإجراءات والتعقديات والحواجز، فضلاً عن سياسة التهويد والقتل والاقتحامات وقطع الكهرباء عن سماعات الاقصى، بما يستدعي قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته كافة، ولجم الاحتلال عن انتهاكاته.
ونوه إلى أن الاحتلال منع رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي، خلال نيسان الماضي 44 وقتاً، فيما أقدم مستوطنون على إجراء عمليات مسح هندسي لأحياء محيطة في الحرم في البلدة القديمة، ورفع الأعلام الإسرائيلية على جدرانه الحرم الابراهيمي بحجة الأعياد.
في غضون ذلك؛ وأمام انتهاكات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، لاسيما في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، فقد بعث وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، رسالة شارحة إلى المدعية العامة للجنائية الدولية، فاتو بنسودا، حول ما يتعرض له الحي المقدسيّ والمستجدات المتعلقة بقضيتهم، مطالباً المحكمة باتخاذ موقف علني وواضح تجاه الجريمة بحقهم.
وأوضحت الوزارة، أن “المالكي يتابع تطورات قضية حي الشيخ جراح بالتنسيق الكامل مع الأشقاء في الأردن، في سياق الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها الوزارة لدعم واسناد العائلات المهددة بالطرد والتهجير فيه”.
ولفتت إلى أنه أجرى الاتصالات مع كافة ألأطراف المعنية، مؤكدة أن المخاطبات والوثائق التي صدرت عن الأشقاء في المملكة تثبت بما لا يدع مجالا للشك حقوق أهالي الشيخ جراح في منازلهم، الذي يتعرضون لأبشع حملة تهجير قسري من مدينتهم المقدسة، كجزء لا يتجزأ من مخططات الاحتلال التهويدية.
وحملت “الوزارة”، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن مخططاتها ومشاريعها الاستعمارية التهويدية العنصرية ضد أهالي القدس وأحيائها، خاصة ما يتعرض له حي الشيخ جراح وحي البستان في بلدة سلوان، مشددة على أنها تواصل العمل لفضح هذا الانتهاك على المستويات كافة.
وطالبت وزارة الخارجية المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإجبار دولة الاحتلال على الانصياع للقانون الدولي، ووقف التعامل معها كدولة فوق القانون، ويجب مساءلتها ومحاسبتها.
الغد
زر الذهاب إلى الأعلى