الملف الإخباري- يروى عن الأستاذ نمير الكيلاني حين كان معلما في العقبة، أن قام ولي امر احد الطلبة بتقديم شكوى ضد معلم لأنه ضرب ابنه، حيث أرفق تقريراً طبياً مبالغاً فيه، فقام مدير المركز الأمني بتوقيف المعلم بالنظاره، وحين سمع وزير التربية آن ذاك، ذوقان الهنداوي، بالخبر ، اتصل بمدير المركز الأمني للإفراج عن المعلم، إلا أن مدير المركز الأمني رفض ذلك، فما كان من الوزير ذوقان الهنداوي إلا أن جاء شخصياً إلى العقبه من أجل حل المشكله، لكن دون فائدة، وحين علم أن المعلم سيبقى في النظارة إلى يوم الأحد، قام بإحضار فرشة إسفنج ومخدة وطلب من مدير المركز الأمني أن يسمح له بالمبيت مع المعلم، وهنا شعر الجميع بالندم وخجلوا من تصرفهم، وتم إخراج المعلم والمصالحة مع ولي أمر الطالب وعاد كل إلى بيته، تروى هذه القصة عبر الأجيال لرجالات دولة حقيقيين متوجين بروح الأكاديميا والتربية، تستحق هذه الرجالات ان يدرس فكرها وأخلاقها وسلوكاتها في جامعاتنا ومدارسنا.
أين ذوقان رحمه الله من إدارات أكاديمية وتربوية عابثة غير مؤهلة، قزمت الإدارات والجامعات، وأمعنت في تشويه صورة الأستاذ الجامعي والنيل من قيمته وكرامته بافتعال كل الموبقات والمكائد والتحريض، دون رادع من أخلاق أو ضمير أو دين، أين هذا العبق الغائر في صفحات التاريخ، والذي أسس لنظام تعليمي كان إلى فترة قصيرة مضرب المثل ومنبع التطور لكل من حولنا، أين ذوقان ممن أفسدوا التعليم والجامعات وبعضهم تشعر أنه يعمل بتوصيات من أعداء الوطن لقتل كل جميل في جامعاتنا وتفريغها من كفاءات أكاديمية بشتى السبل القبيحة وإلباسها ثوب التشريعات المسكينة، والتي أصبحت مطية وديباجه لتزيين وتمرير قبحهم، ألا شاهت الوجوه، نظامنا التعليمي وجامعاتنا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لنضع الأمور في نصابها، ونبعد وكلاء الغباء والإستغباء وأعداء النجاح والناجحين من جامعاتنا، كيف نستذكر موقف ذوقان ونحن نرى صباح مساء أساتذة إحدى جامعاتنا وقد امتهنوا مراجعة المحاميين وأروقة المحاكم للحصول على حقوقهم الطبيعية أو التخلص من مكائد ومسرحيات هزلية تحاك بليل مظلم من رئيس غاشم لبعضهم للتنكيل بهم، وإبعادهم عن هدفهم الأسمى في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، فقط لأنهم متميزون أو لأنهم يقولوا كلمة الحق، أو ينقدوا كل تقصير،( أو لأنهم وضعوا لايك لأحد من أضداد الرئيس..) أو لأن الرئيس لا يطيق رؤيتهم وقرر بكل سوداوية التنكيل بهم وإبعادهم، والأمثلة موجودة ولو قدر لهم أن تعلنوا قضاياها على الإعلام، لاهتزت صورة جامعاتنا وتعليمنا العالي لتصل الحضيض، ولكنهم يعملون بحس وطني، وما زالوا قابضين على جمر الظلم والجور من أجل مُثل عليا تحكمهم وتسكن فضاءاتهم الرحبة، كيف يجري كل هذا تحت نظر وسمع مجلس التعليم العالي..! لا ندري… والإجابات إن وجدت فهي مؤلمة للجميع.
اليوم ننتظر من صاحب القرار ومن مجلس التعليم العالي أن يضعوا الوطن بين أعينهم، ويخلصوا جامعاتنا من كل غث وهنٍ مسيء، وأن يكون التغيير ملبيا لطموح الأردن ومليكه… وطن المحبين وهو يدخل المئوية الثانية، وأن لا ينخدعوا بالتقارير الممتازة والإنجازات الوهمية والتدخلات من أصحاب النفوذ الذين يرون الوطن من ثقب إبرة..!، ويعتبرون تعيين عميد لا يستحق أو تمرير ترقية دون استحقاق، أو نقل موظف أو غير ذلك من الأمور التي يجب أن يحكمها معايير الكفاءة والتشريعات، جل هدفهم المصلحي الصغير، يقدموه على مصلحة الوطن،(يتصل رئيس جامعة بنائب منطقه الجامعة ويقول له سجل عندك، فلان رقيتلك اياه، فلان نقلته زي ما بدك، فلان عينته مساعد مدير وحده فلان ثبته، وهيني بوقع قراراتهم بلغهم انت، ويلتفت النائب مزهواً ومخاطباً من حوله، هذا رئيس الجامعة تبعتنا..! وشو بطلب منه بينفذ وبيتصل في أبلغهم..!) القصة ليست من نسج الخيال لكنها حقيقية والشهود أحياء يرزقون، هل يصح هذا؟ لنشتري الغالي بالرخيص… هل يقبل وطن يكبر ويتسع ويحتاج أن نضعه في حدقات العيون كل هذا العبث من إدارات صقيعة صفيقة ضعيفة… !، ننتظر أن يكون مجلس التعليم العالي بمستوى الوطن ولن نقبل بغير ذلك… حمى الله الأردن.
زر الذهاب إلى الأعلى