الملف الإخباري- شارك الباحث الأردني د. مطلق ملحم في المؤتمر الدولي الثالث المدمج بعنوان “التكامل العلمي والمعرفي الإنساني في ظل تحديات المرحلة الراهنة – التحديات والطموح”، والمقام من قبل كلية الامام الكاظم/ الجامعة فرع النجف، حيث عقد في قصر الضيافة بمدينة الكوفة/العراق خلال الفترة 27-28 تموز 2022م. وعنوان ورقة البحث بـ ـ”الاستثمار في البنوكِ الإسلامية وآثاره الاجتماعية والاقتصادية”. وقد شارك العديد من اساتذة الجامعات وذوي الاختصاص من الدول العربية والاسلامية.
وأوضح ملحم في ورقته المحكمة علمياً: في الواقعِ أن موضوعَ ورقة البحث الموسوم (الاستثمار في البنوك الإسلامية وآثاره الاجتماعية والاقتصادية)، تفوق أهميته أهمية البنوك الإسلامية من ناحيةِ أنه يمثل النموذج الذي يمكن أن تلتقي عليه الإرادة المشتركة في ظلِ التطلع لنوعٍ جديد من النهضةِ الاقتصادية يشعر فيها المواطن أنه جزء من هذا الكيان الذي يسمى الدولة، فهو عنصر إيجابي في هذا الكيان وليس عنصر سلبي التصرف والسلوك.
واضاف ملحم: اتجهت المصارف الإسلامية، حين تأسست، صوب الشريعة الإسلامية تبحث عن صيغ لتوظيفِ أموالها، وكانت من هذهِ الصيغ بيوع المرابحة، وهي إحدى الصور المناسبة لطبيعةِ عمل المصارف في تمويلِ الأنشطة الاقتصادية المختلفة، وتطبق فيها على نطاقٍ واسع، ومع ذلك فهي تكاد تكون الصورة الوحيدة التي ثار حولها جدل كبير، ليس من حيثِ الفكرة كما أوردها الفقهاء القدامى، وإنما من حيثِ أسلوب تطبيقها في المصارفِ الإسلامية المعاصرة، وبما أن هذا التطبيق يمثل صدى للأفكارِ النظرية حولها، فقد أثر الخلاف النظري بين الفقهاء المعاصرين في الاجراءاتِ العملية لبيوعِ المرابحة، الأمر الذي جعل هذه الصورة محور الاهتمام في جميعِ الندوات والمؤتمرات والدراسات التي جرت حول المصارف الإسلامية، ويقوم هذا البحث برصد الاجراءات التفصيلية للعديدِ من المواضيعِ الخاصة لتحديدِ الفروق بين تطبيقها في المصارفِ الإسلامية، ثم تقييم هذه الفروق شرعياً واقتصادياً.
إن تجربةَ البنوك الإسلامية تجربة جديرة بأن تلقى منا جميعاً الدعم والتأييد كله، وعلينا أن نعملَ على تعزيزِ البنوك الإسلامية بصفتها مؤسسات تنموية إنسانية، وأن يتجهَ جهدنا ليكون الاستثمار إنسانياً بكلِ ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. وهذا الجانب الإنساني للاستثمارِ في البنوكِ الإسلامية وتوفير الأموال، لاستثمارها في مشروعاتٍ إنسانية يعم خيرها على الأمةِ الإسلامية في أقطارِ العالم الإسلامي كافة، من خلالِ خطة تنظم انتقال رؤوس الأموال بين الأقطار الاسلامية، يكون للقطاعِ الخاص دور مميز فيها. مع أن عددَ الأبحاث في الاقتصادِ الإسلامي والعمليات المصرفية الإسلامية اللاربوية قد ازداد زيادة هائلة خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه ما يزال قدر كبير من التحليلِ يجب القيام به في هذا الموضوع، ويعتبر ما في هذهِ الورقة محاولة لتقديمِ وصف نظري للتمويلِ القائم على أسسِ المشاركة في الربحِ والخسارة، عن طريقِ صياغة نموذج اقتصادي عام، ويشمل هذا النموذج القيود التي تفرضها المبادئ الشرعية الإسلامية على القيامِ بالعملياتِ المالية، لاقتصادِ تتعامل فيه العوامل المختلفة والقطاعات الاقتصادية معاً، على أساسِ عقود المشاركة في الربحِ والخسارة.
واضاف ملحم: إن الهدفَ العام لهذا البحث هو المساهمة العلمية في إنجاحِ مسيرة المصارف الإسلامية، وذلك عن طريقِ دراسة إحدى أهم صور توظيف الأموال فيها وهي بيوع المرابحة- لتحقيقِ ما يلي:
تحديد الاجراءات التفصيلية لبيوعِ المرابحة في المصارفِ الإسلامية بصورةٍ مجمعة في بحثٍ واحد، حتى يمكن تبادل المعلومات والخبرات بين المصارف التي يجمعها هدف مشترك.
تحديد الفروق التطبيقية لبيوعِ المرابحة بين المصارف المختلفة، ثم تقييم هذه الفروق شرعياً واقتصادياً، على نحوِ يساعد عدداً من المصارفِ في تعديلِ التطبيق، استرشاداً بالقواعدِ الشرعية وبما يتم تطبيقه في مصارفٍ أخرى.
بيان مدى تناسب التطبيق مع الأفكار النظرية الشرعية والاقتصادية، على نحوِ يوضح للمسؤولينِ في هذه المصارف مدى التزامهم بالأحكامِ الشرعية في تطبيقِ عقود المرابحة، ومدى مسايرة هذا التطبيق للأفكارِ الاقتصادية.
وقد تضمن البحث المذكور المحاورِ التالية: المقدمة، أهداف البحث، منهجية البحث، مشكلة البحث، نشأة البنك الاسلامي، مفهوم البنوك الإسلامية وأهدافها، اختصاصات البنوك الاسلامية، بنوك الاستثمار والأعمال، المحددات النظرية لدور المصارف الاسلامية في تعبئة الموارد المالية للتنمية، المشاكل التي تواجه المصارف الإسلامية، دور المعاملات المصرفية الإسلامية في الاستقرار المالي والاقتصادي، مستقبل العمل المصرفي الإسلامي في مواجهة العولمة، اشكال الاستثمار في المصارف الإسلامية، أهم العمليات المالية في البنوك الإسلامية، حق الضمان وموقف المصارف الاسلامية منه، موارد البنوك الإسلامية. الخلاصة والتوصيات.
