الملف الاخباري : قال أخصائي الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة: «ان الموجة الثالثة لفيروس كورونا في المملكة والتي بدأت المرحلة الأولى منها ستشهد تباينا واضحا بين أعداد الإصابات وإدخالات المستشفيات».
وتوقع ان تكون أعداد الإدخالات للمستشفيات خلال الموجة الحالية للفيروس أقل مقارنة بعدد الإصابات والموجات السابقة، بسبب تلقي عدد لا بأس به من المواطنين لقاح كورونا، مبينا ان المرحلة الأولى من الموجة الثالثة في المملكة بدأت، حيث ارتفعت أعداد الفحوصات الإيجابية والإصابات خلال الأيام الأخيرة بشكل واضح.
وأشار الطراونة الى ان الفترة الأخيرة كانت بيئة خصبة لانتشار المتحور دلتا عندنا، نتيجة فتح القطاعات بكافة أشكالها، والاختلاط الكبير بين الناس، وعدم التقيد بارتداء الكمامة او التباعد، وإقامة المناسبات الاجتماعية وعودة صالات الأفراح والتجمعات، وأيضا موسم الأعياد الذي انتهي قريبا، ناهيك عن عدم المتابعة والمراقبة من قبل الجهات المعنية بالتزام المواطنين والمنشآت والمؤسسات المختلفة بالتعليمات والإجراءات.
ونوه الى انه من الطبيعي بعد حالة الانفتاح تلك، ان نشهد ارتفاع الإصابات بالفيروس المتحور كونه أسرع انتشارا، إذ ان سرعته تصل الى 250% عن الفيروس الأصلي، و 150% عن المتحور ألفا (البريطاني)، وعلى الرغم من ذلك وزيادة ادخالات المستشفيات نتيجة الالتهابات الرئوية خلال الأيام الأخيرة، إلا ان أعداد هذه الإدخالات ستكون اقل عن الموجة الثانية والأولى، لوجود اللقاح الذي عمل الفرق بين شدة موجات كورونا، علما ان اللقاح لا يمنع الإصابة انما يقلل نسبة الأعراض الشديدة ودخول المستشفيات.
وفيما يتعلق بالانتشار المجتمعي للمتحور دلتا بالمملكة، أكد الطراونة اننا نشهد ذلك حاليا، بسبب عدم اتخاذ الجهات المختصة اجراءات مشددة للقادمين من البؤر كالهند، فعندما ظهر دلتا لدينا كانت هناك 3 حالات غير معروفة المصدر، واذا بها لقادمين من الخارج، بعدها تضاعفت الحالات بشكل أكبر، لافتا الى ان منظمة الصحة العالمية وجهت تحذيرات سابقة للدول باتخاذ اجراءات اكثر تشددا ووضع قيود للسفر فيما يخص هذا المتحور.
ودعا جميع المواطنين الى ضرورة الاسراع للحصول على اللقاح، لأنه الطريقة الوحيدة للحماية من الإصابات الخطيرة ومضاعفات الفيروس في حال وصلت العدوى، مع اهمية ان يكون شعار المرحلة هو اللقاح والكمامة والتباعد، الى حين الوصول للمناعة المجتمعية، ووصول من تلقى اللقاح بجرعتيه الى نسبة 70% من القانطين على الأراضي الأردنية.
كما دعا الطراونة الى ضرورة تسريع وتيرة التلقيح في المملكة، بحيث تسبق وتيرة العدوى بالمتحور دلتا، عن طريق تثقيف المواطنين وكسب ثقتهم لا بتخويفهم، وان يكون الإعلام الصحي التابع لوزارة الصحة اقوى مما عليه الان، حتى لا يبحث المواطنون عن مصادر أخرى للمعلومة تكون غير موثوقة، وتبث معلومات غير صحيحة.
اما أماكن البؤر التي قد ينتشر فيها المتحور دلتا، فقد ركز على أهمية زيادة جمع البيانات بشأنها، وزيادة أعداد الفحوصات، وان يكون لدى الحكومة خطة تشاركية مع دول الإقليم على مستوى وزير الصحة، لأن اي انتكاسة وبائية في الدول المجاورة قد نتأثر بها وتنعكس علينا.
وفي سياق متصل، نادى الطراونة بضرورة التأكد من جاهزية القطاع الصحي في المملكة، وتوزيع الكوادر الطبية على جميع المحافظات، وان لا تكون كلها متجمعة بالمركز اي العاصمة عمان.
وكشف عن ان محافظات عدة تعاني من نقص بالاختصاصات الفرعية والكوادر، ما يشكل ضغطا على العاصمة، ناهيك عن متابعة المستشفيات الخاصة المستأجرة، والخدمات الطبية المساندة التي لا تقل أهمية كفنيي الكهرباء والاكسجين ومهندسي المعدات الطبية وغيرهم، لتفادي الكثير من الأخطاء فيما بعد.
وبالنسبة للمستشفيات، أكد على أهمية ان تحتوي على مولدات الغازات الطبية ومولدات الأكسجين داخلها، دون الحاجة لشراء خزانات الأكسجين من شركات خاصة. واعتبر الطراونة ان الآراء الطبية يجب ان تكون مفصولة كليا عن السياسة، لافتا الى ضرورة إعادة تفعيل المركز الوطني للأوبئة الذي أنشئ بإرادة ملكية، وان تكون هناك لجنة تصدر توصيات للحكومة باراء طبية حسب البيانات والدراسات والمعطيات العلمية، بحيث تكون حيادية وغير مرتبطة بوزير الصحة، أسوة بدول العالم المتقدم.
الرأي
زر الذهاب إلى الأعلى