الملف الإخباري- نتداول كثيرا واحدة من مقومات الحياة الأنسانية وهي الكرامة “Dignity” وتفسرها ويكبيديا: “الكرامة هي حق الفرد في أن يكون له قيمة وأن يُحترم لذاته، وأن يُعامل بطريقة أخلاقية، الكرامة هي موضوع ذو أهمية في كل من الأخلاق والأخلاقيات والقانون والسياسة كامتداد لمفاهيم عصر التنوير للحقوق الطبيعية والحقوق القانونية. يُستخدم المصطلح أحيانا لوصف التصرفات الفردية مثل “التصرف بكرامة”. والكرامة هي في النهاية شعور انساني إما يحافظ عليه الفرد بذاته ومن خلال سلوكاته، وإما أن يُنتزع منه وأيضاً من خلال سلوكاته السلبية أو من خلال مسببات خارجية أفراد أو مؤسسات أو حكومات أو جماعات توصف بامتهانها لكرامة الإنسان بطرق مختلفة، فالكرامة عقد بين الفرد ونفسه إذا سلك ما يحافظ عليها، وشر يستجره إذا كان مسلكه مسيئ ومؤذي لذاته أو للآخرين، وأن يعيش الإنسان دون كرامة فهذه مقبرة الحياة لمن يعي معنى الحياة، لأن فقدان الكرامة يأتي من خلال ممارسات اهمها، الإذلال، والإستغلال، والإمتهان ووضع الفرد بصورة العدو والسلوك السلبي نحوه، وهذه الصور لفقدان الكرامة إما أن تكون فعلاً يمارس من جهات مختلفة كما أسلفت، أو تقع على فرد ذو كرامة فيرفضها بما استطاع، أو يقبلها مقابل مركز أو مصلحة أو وظيفة أو منفعة وغيرها، وهنالك من يقبلها على مضض نتيجة ضعف أو إنعدام القدرة على رد الفعل، وللأسف أصبح فقدان الكرامة لدى البعض شيء عادي..! وهذا سر إنحطاط المجتمعات الإنسانية.
في النتيجة الكرامة عنوان لأي شخصية إنسانية وحاجة من الحاجات الأساسية، لأنه إذا ضاعت الكرامة ضاعت الأخلاق ولحقها الضمير والمبادئ والمثل والأعراف وكل ثوابت الحياة السليمة.
أسوق هذا، ونحن نشاهد مسؤولين ديست كرامتهم ويمتهنون أنفسهم ويبيعون ذاتهم وأخلاقهم من أجل منصب ما أو الإستمرار فيه بغض النضر عن كرامة الذات وهم يعرفون أنهم مكروهون من الجميع..!، وقديما حدثني أحدهم عن والده حيث كانت اكثر مواعظه تكرارا( يا أبني لا تنتظر عودة الكرامة لأحد إذا فقدت)، وها نحن نشاهد من فقد كرامته، ومسح الجوخ، ولعق الأحذية وفعل كل الموبقات ليتشبث بكرسي الرئاسة أو السلطة، ولم يترك جهة إلا توسط لها بذُل ليستمر في السلطة، ويخرج على الناس موزعاً إبتسامات خادعة بالنصر، وفي داخله هو مهزوم وفاقد لأدنى حيثيات الكرامة، الواسطة والنفاق والكذب قد تأخذك للرئاسة أو السلطة، لكنك حتما رئيس بدون كرامة، تعيش صراعا في ذاتك، وتشعر في الصغارة وإنعدام الثقة بالنفس كل حين، هذا إذا حدثتك نفسك ذات صحوة عن الكرامة..!
للكرامة معاني كبيره، إذا فقدها الفرد فقد كل شيء، ولهذا يثور الناس ويحتجون ويهاجرون ويستقيلون من أجل حفظ كرامتهم، ولكن هنالك نوع من البشر، ممن فقدوا كرامتهم، وارتضو ذلك، لأن شخصياتهم أضعف من أن تحمل معاني الكرامة السامية، لا يهمهم العيش بذل التزلف والنفاق وفعل المكائد والموبقات وامتهان الكذب والنفاق ليحققوا أمجاداً وهمية، ما قيمتك يا هذا وما وجودك وإنسانيتك وأنت فاقد للكرامة حتي لو تسنمت أرفع المناصب، ما قيمتك وأين إنسانيتك وأنت تمارس وتحاول إفقاد الآخرين لكرامتهم، فما ترضاه لنفسك من ذل فقدان الكرامة، لن يسوغ لغيرك بأن يقبل بها أصحاب الكرامات ذوي التنشئة الصحيحة.
الكرامة الإنسانية عنوان كبير لنا جميعاً، يدركه كثيرون ويجهله قليلون، ولو وضعناه عنواناً لحياتنا، لما فعلنا أي فعل يحط من كرامتنا، ولا قبلنا بكل ما ينتقص منها، أصحاب الكرامات يعيشون حياتهم أحياء، وفاقدوا الكرامة يعيشون حياتهم أيضا؛ ولكن أموات في ثياب أحياء ولو عليت مناصبهم أو واسطاتهم،… حمى الله الأردن.
زر الذهاب إلى الأعلى