مقالات

المستشار الملكاوي: الأطراف والتنظيمات الإرهابية والإجرامية سعت لإضعاف وتفكيك كازاخستان تمهيداً لإرسال جماعات إرهابية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إليها

الملف الإخباري- لم يستبعد المستشار والمحلل السياسي والأمني الأردني محمد الملكاوي بأن تكون الأحداث التي شهدتها جمهورية كازاخستان مؤخراً مخطط لها من قِبل بعض الدول والجماعات الإرهابية والإجرامية الدولية والإقليمية، وذلك بهدف إضعاف وتفكيك كازاخستان تمهيداً لإرسال بعض الجماعات الإرهابية والإجرامية إلى هناك، وإثارة الفوضى ليس فقط في كازاخستان وإنما في بعض دول آسيا الوسطى المجاورة لروسيا والصين، على غِرار ما يحدث في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال في لقاء صحفي مع مراسل وكالة (كاز KAZ) الإخبارية الدولية في عمّان أرسين أوتيشيف بأن بعض الأطراف العدوة الخارجية لكازاخستان والجماعات الإسلامية ومنظمات إجرامية أرادت أن تنفذ مخططات للسيطرة على كازاخستان وإقحامها وزجها في صراعات شعبية داخلية وإقليمية، في منطقة تعاني أصلاً من صراعات وحروب، خاصة في أفغانستان بعد عودة استيلاء طالبان على الحُكم، والصراع والحرب بين دولتي أذربيجان وأرمينيا، إضافة إلى الصراع الساخن جداً بين الولايات المتحدة وروسيا على جمهورية أوكرانيا.
ويعتقد المستشار الملكاوي بأن الأعمال التخريبية التي رافقت الاحتجاجات الدموية تؤكد بأن هذه الأطراف والجماعات الإرهابية والإجرامية والخلايا النائمة كانت جاهزة مسبقاً ومبرمجة للقيام بأعمال التدمير لبعض مؤسسات الدولة الاستراتيجية في المدن الكازاخية التي جرت فيه الاحتجاجات.

برامج إرهابية وإجرامية مبرمجة
وأوضح بأن هذه الأطراف والجماعات قد قامت بتنفيذ مخططاتها وفق برنامج واضح وسريع وتم إعداده بشكل مسبق على غِرار الخلايا النائمة للإرهابيين والمجرمين، لهذا حوّلت الاحتجاجات الشعبية البسيطة في بعض المدن جراء ارتفاع الأسعار، إلى أعمال تدمير وتخريب متعمّد والسيطرة على بعض الأهداف الاستراتيجية والمفاصل الرئيسية في بعض المدن، وذلك بهدف إضعاف الدولة وإضعاف الأجهزة الأمنية والعسكرية كذلك.
ولفت المستشار الملكاوي إلى أن الأطراف المعادية والجماعات الإرهابية والإجرامية تمتلك دائماً بنكاً سرياً للأهداف الاستراتيجية في الدول التي تريد مهاجمتها، لهذا تسعى بشكل عاجل للسيطرة على هذه الأهداف، أو تدميرها إن لم تستطع السيطرة عليها، مثلما حدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن من قِبل التنظيمات والجماعات الإرهابية. لهذا حاولت هذه الأطراف والجماعات القيام بذلك في بعض المدن الكازاخية التي جرت فيها الاحتجاجات، وخاصة مدينة (ألما آتا) المعرفة عالمياً، والتي كانت العاصمة الأولى لكازاخستان.

قرار الرئيس الكازاخي يتصف بالحكمة
واعتبر بأن الإجراء الفوري الذي اتخذه رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف بإعلان حالة الطوارئ في البلاد وإقالة الحكومة وإعادة الأسعار إلى ما كانت عليه كان قراراً حكيماً، يتماشى مع المطالب الشعبية حينذاك.
ولكن (والكلام لا يزال للمستشار الملكاوي) فإن إصرار الأطراف والجماعات الإرهابية والإجرامية على مواصلة الشغب ومضاعفة أعمال العنف والاعتداء على رجال الجيش والأمن والمواطنين المدنيين الأبرياء، والاستيلاء على بعض المؤسسات الوطنية المهمّة كالمطار وغيره من الأهداف المدنية الاستراتيجية دلل وبشكل واضح على أن المخططات لها كانت أكبر من مساندة الاحتجاجات على ارتفاع الأسعار، حيث كانت تهدف إلى العمل على نشر الفوضى وتخريب وتدمير المؤسسات الحيوية والاستيلاء على السلطة.

إحباط مخططات الأطراف والجماعات الإرهابية والإجرامية
كما اعتبر بأن قرار الرئيس الكازاخي توكاييف الاستعانة بقوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي كان قراراً حكيماً ومبرراً وجاء في الوقت المناسب، وقد أسهم وبشكل سريع جداً بإحباط مخططات هذه الأطراف والجماعات الإرهابية والإجرامية، والتي كانت تسعى لتوسيع مساحة التخريب والتدمير التي كانت تقوم بها في المدن التي قامت بها الاحتجاجات.

وأوضح المستشار الملكاوي بأن هدف هذه الأطراف والجماعات الإرهابية والإجرامية هو جعل كازاخستان دولة مفككة حتى تكون مسرحاً للأعمال الإرهابية والإجرامية في وسط آسيا، وبالقرب من دول عالمية وإقليمية مهمّة كروسيا والصين وقيرغيسان وأوزباكستان وتركمانستان وشواطئ بحر قزوين، مشيراً إلى أنه لم يكن مستبعداً أن تكون الجهات التي أدارت الأحداث الدموية في كازاخستان قد خططت مسبقاً لنقل تنظيمات إرهابية من الشرق الأوسط (الشمال السوري على سبيل المثال)، وشمال أفريقيا (من ليبيا تحديداً) إلى كازاخستان، وذلك بهدف إغراق منطقة وسط آسيا بالإرهاب، بعد أن بدأ الإرهاب يتقلص في الشرق الأوسط إثر القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتراجع نفوذ تنظيم (القاعدة) في الشرق الأوسط، هذا إلى جانب أن التنظيمات الإرهابية بدأت تنحسر أيضاً في بعض دول شمال أفريقيا.

الإشادة بالموقف الأردني الداعم لكازاخستان
وأشاد بالموقف الأردني الرسمي الداعم والمؤيد لقرارات ئيس جمهورية كازاخستان لحماية الدولة، خاصة وأن الأردن يدعم السلام والاستقرار في هذه الدولة الصديقة، التي تعتبر أحد الأركان الرئيسية لإحلال السلام والاستقرار في العالم بشكل عام، وفي وسط آسيا بشكل خاص، مشيراً إلى أن كازاخستان تعتبر جسر التواصل الحضاري والثقافي والإنساني بين آسيا الوسطى والدول العربية والإسلامية والعالم.
وقال: لقد عبرت الحكومة الأردنية عن دعمها الأخوي للإجراءات والقرارات التي اتخذها الرئيس توكاييف لإعادة الأمن والاستقرار في كازاخستان. كما أن الشعب الأردني لمس عن قرب حرص جمهورية كازاخستان في الحفاظ أمن وأمان أبناء الجاليات العالمية الذين يقيمون فيها، ومنهم أبناء الجالية الأردنية الذين يعملوا أو يدرسوا في كازاخستان.
ولفت إلى أن الأردن قيادة وحكومة وشعباً قد شعروا بالراحة والاطمئنان بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية والعسكرية الكازاخية من استعادة السيطرة على كافة الأوضع والأمور في كازاخستان، وتم بحمد الله إحباط كافة محاولات الأطراف المعادية والجماعات الإرهابية والإجرامية من تنفيذ مخططاتها التخريبية والتدميرية في كازاخستان.

الإشادة أيضاً بخطة عمل الحكومة الجديدة
وثمّن المستشار المكلاوي القرارات والإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية توكاييف والحكومة الجديدة بوضع خطة عمل عاجلة تخدم الشعب الكازخي، تعتمد على توفير النفقات أولاً، وذلك من خلال تعليق زيادات كبار المسؤولين، هذا إضافة إلى وضع الخِطط لتوفير بيئة سليمة وصحية لتحسين الوضع الاقتصادي في الدولة والذي سينعكس بشكل مباشر على للمواطنين، هذا إلى جانب تشجيع إقامة المشروعات التنموية والاستثمارية التي تسهم في توفير فرص العمل وتعالج مشكلتي البطالة والفقر، خاصة بين فئات الشباب وخريجي الجامعات وتوجيههم لإقامة مشروعات تنموية صغيرة ومتوسطة.

واعتبر بأن توجه الحكومة الكازاخية لافتتاح (5) فروع لجامعات دولية في الدولة سيسهم دون شك في توسيع الاستثمار في هذا القطاع، خاصة في التخصصات والمهن التي تحتاجها أسواق العمل الكازاخية والمنطقة، وفي مقدمتها التخصصات التقنية، مما يعني أيضاً زيادة فرص العمل في هذه الجامعات بشكل مباشر، هذا علاوة على فرص العمل غير المباشرة التي ستوفرها مثل هذه الجامعات في المناطق المحيطة والقريبة منها، إضافة إلى استقطاب الطلبة من الدول المجاورة والدولية للدراسة في الجامعات الكازخية، وأثر ذلك في توسيع قاعدة الاستثمار في برامج التعليم العالي، وانعكاس ذلك على الوضع الاقتصادي والتنموي في الدولة وعلى المواطنين.

كازاخستان قادرة على تجاوز الأخطار والتحديات
ورداً على سؤال حول تقييمه للوضع في كازاخستان كمحلل سياسي وأمني قال الملكاوي بأنه على قناعة بأن جمهورية كازاخستان قيادة وحكومة وشعباً قادرون على تجاوز هذه الأخطار والتحديات التي تواجهها، لافتاً إلى أن هذه الدولة التي احتفلت العام الماضي بالذكرى الثلاثين لاستقلالها، هي دولة عريقة تمتلك إرثاً حضارياً عميقاً، كما أنها تقوم على مبادئ التسامح والوئام والتعايش من خلال احتضانها لحوالي (130) قومية.

وأعرب عن تفاؤله بأن هذه الدولة التي تعتبر ملتقى الحضارات والثقافات القديمة والمعاصرة والحديثة قوية، ولن يستطيع الأعداء والخصوم والإرهابيين والمجرمين أن ينالوا من عظمتها، ولن يتمكنوا أيضاً من إضعافها، مؤكداً بأن تاريخها الطويل الذي قرأ جزءاً منه في أشعار الشاعر (آباي) يؤكد ذلك.

وتمنى المستشار والمحلل السياسي والأمني الأردني محمد الملكاوي في ختام اللقاء من الله عز وجل بأن يرحم كل أولئك الأبرياء من الشعب ومن الأجهزة الأمنية والجيش الكازخي الذين سقطوا شهداء خلال دفاعهم عن بلدهم، ضد أعمال العنف والإرهاب والإجرام التي جرت مؤخراً، ، لافتاً إلى أن كازاخستان التي تتخذ النسر الذهبي شعاراً لها هي دولة تحلق دائماً في الأعالي بفضل قوة شعبها الذي يسعى دائماً لترسيخ السلام الأهلي والإقليمي والعالمي. (م. م.)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى