الملف الإخباري- قدم سفير جمهورية كازاخستان في الأردن إيداربيك توماتوف إضاءات على الإصلاحات التي تجري حالياً في كازاخستان في ضوء الخِطاب الذي ألقاه الرئيس قاسم جومارت توكاييف مؤخراً في افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب الكازاخي، والتي تراءي لي من خلالها بأن السفير توماتوف كان يتحدث بثقة كبيرة عن “كازاخستان جديدة” يعمل على ترسيخها وتطويرها الرئيس توكاييف، بعد الأحداث التي قام بها إرهابيون ومجرمون في عدد من المدن الكازاخسية أبرزها العاصمة الاقتصادية (ألما آتي) مطلع العام الجاري، والتي اضطر معها توكاييف إلى الاستعانة بقوات التدخل السريع، للسيطرة على الأمن والاستقرار في الجمهورية.
وقد لاحظت خلال تأكيدات السفير توماتوف (في لقاء صحفي جرى في مبنى السفارة بعمّان) بأنه يرى أن خِطاب الرئيس توكاييف يعتبر مزيجاً فريداً من الحلول للعديد من مشاكل كازاخستان، والتي أبرزها إلغاء الاحتكار الاقتصادي، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وإيجاد مناخ تنافسي في مجال الاقتصاد وقطاع الطاقة، إضافة إلى اعتماد سياسة ضريبية مرنة، ومواصلة تطوير إمكانيات النقل، وزيادة المعاشات التقاعدية وامتيازاتها، والاهتمام بالأجور الصحية، وغيرها من العوامل الرئيسية التي تهدف إلى تخفيف العبء عن المواطن.
وكان لافتاً بأن الرئيس الكازخستاني وجه أنظاره نحو الأطفال من خلال تخصيص 50% من الدخل الاستثماري السنوي للصندوق الوطني للحسابات الخاصة بالأطفال للاستخدام المستقبلي، والتي يحق للطفل سحبها بعد سن الثامنة عشرة، لغايات التعليم أو شراء منزل لأسرة شابة، حيث نجح هذا النموذج في السعودية وقطر والكويت وغيرها من الدول النفطية، على حد وصف السفير.
وسلّط السفير توماتوف الضوء أيضاً على محورٍ مهمّ في خِطاب الرئيس توكاييف أمام البرلمان وهو محور الديمقراطية، من خلال إجراء انتخابات رئاسية مُبكرة خريف هذا العام 2022، رغم أن مدة ولايته الرئاسية الدستورية تنتهي عام 2024، إضافة إلى إجراء انتخابات البرلمان في العام القادم 2023، إلى جانب المزيد من تحرير التشريعات المتعلقة بالأحزاب السياسية والإصلاحات الأخرى، لافتاً (السفير) إلى أن الجدول الانتخابي الجديد الذي اقترحه توكاييف هو استمرار طبيعي للإصلاح الدستوري، وقرار متوازن للغاية، مشيراً إلى أن خِطاب الرئيس الكازاخي عكس استراتيجية أسياسية تقضي بإعطاء الحكومة جميع الصلاحيات التي تحتاجها في عملها، ولكنها في المقابل تصبح مسؤولة أمام الشعب.
كما سلط السفير توماتوف الضوء أيضاً على تقديم ولاية رئاسية واحدة مدتها سبع سنواتٍ ولمرة واحدة، (على غِرار الرئيس الفرنسي شارل ديغول)، لافتاً إلى أن هذا هو ابتكار سياسي لبلدان منطقة آسيا الوسطى، بهدف الحرص على بناء نموذج ديمقراطي مستقر في كازاخستان، وموضحاً بأن الرئيس توكاييف يرسم اتجاهاً جديداً بهذا النهج، هذا إلى جانب الاستفادة من أفضل الممارسات الديمقراطية في العالم، مستشهداً باليابان وكوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة، التي استفادت من الصناعة والإدارة الغربية، وأخلاقيات العمل الآسيوية التقليدية، والقيم العائلية.
وركز سفير كازاخستان في الأردن على أن الرئيس توكاييف يُعتبر قُدوة، لأنه يعتمد على دبلوماسية تهدف إلى الحفاظ على علاقات محترمة وسليمة مع روسيا، بينما في الوقت نفسه يُشارك كرئيس لكازاخستان نفسه في السلاسل الاقتصادية العالمية التي يهيمن عليها الغرب والمنظمات الدولية مع الالتزام بالقانون الدولي.
واختتم سفير جمهورية كازاخستان في الأردن إيداربيك توماتوف حديثه بالقول بأن الرئيس قاسم جومارت توكاييف تحدث في خِطابه عن الوِحدة الوطنية، وضرورة العفو عن بعض المشاركين في أعمال الشغب التي جرت مطلع العام الجاري، في إشارة إلى الذين اعترف العديد منهم بذنوبهم وأبدوا توبتهم على ما فعلوا من أعمال عُنف، لهذا فهم يستحقوا فرصة ثانية، مؤكداً (الرئيس توكاييف) أنه لن يتم تطبيق العفو عن الأشخاص الذين انتهكوا أعمالاً إرهابية وإجرامية وكشفوا عن تطرّف غير مقبول، كما أنه لن يتم العفو عن رجال تورطوا في قضايا التعذيب.
زر الذهاب إلى الأعلى