الملف الإخباري- شاركت الدكتورة حنان ملكاوي من قسم العلوم الحياتية في جامعة اليرموك في مؤتمر “قوة المرأة الرقمي”، الذي عقد في الفترة 8-9 من أيلول الحالي، والذي تم انعقاده بالتزامن مع قمة مجموعة العشرين G20 الرفيعة المستوى.
وتناولت ملكاوي خلال مشاركتها في فعاليات المؤتمر “عن بعد”، إحدى القطاعات الهامة لعجلة السلام (العلوم والتكنولوجيا)، حيث قدمت ندوة بعنوان “دور المرأة في العالم الإسلامي: تعزيز دورها الأساسي في تطوير مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار”، والذي يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة SDGs، من خلال تناول الأبعاد الخمسة لأهداف التنمية المستدامة: الناس، والكوكب، والشراكات، والازدهار، والسلام.
وتطرقت ملكاوي في ندوتها إلى عدة محاور من أهمها: الوضع العالمي للمرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STI) بما في ذلك العالم الإسلامي، والتحديات وإجراءات الإصلاح للمرأة في هذه المجالات في دول العالم الإسلامي، مبينة ان الحضارة الإسلامية نشطت على عالم العلوم والتعلم منذ ما يقارب من 600 عام في فترة العصور الذهبية للحضارة الإسلامية، فكانت الثقافة الإسلامية قادرة على استيعاب إنجازات العلماء من مختلف الجنسيات والأديان، كما حرر الإسلام المرأة من الجهل والتمييز وتم إناطتها آنذاك مناصب الثقة ومسؤولية القيادة والتعليم والعلوم.
والجدير بالذكر أن أول وأقدم جامعة في تاريخ العالم تم إنشاءها في القرن التاسع الهجري، هي جامعة القرويين في مدينة فاس في المغرب (حسب تصنيف منظمة اليونسكو)، وأن من قام بتأسيس هذه الجامعة هي امرأة مسلمة تدعى فاطمة الفهرية، إذ سبقت هذه الجامعة الجامعات الأوروبية بقرون، وشكلت وجهة مفضلة لكثير من العلماء المسلمين لطلب العلم.
واستعرضت ملكاوي بعض الأمثلة للنساء المتميزات في دول العالم الإسلامي وإنجازاتهن المبدعة في العلوم والتكنولوجيا والطب وكافة العلوم الأخرى في ظل العصر الرقمي.
ونوهت أن 25% من سكان العالم هم من المسلمين، وأن هناك أكثر من نصف مليار امرأة مسلمة في 45 دولة في العالم، وبالرغم من زيادة عدد النساء في العصر الحالي اللواتي يدخلن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، إلا أن ذلك لا ينعكس على تكافؤ الفرص في سوق العمل حيث أن تمثيل النساء لا يزال قليل في المهن في تلك المجالات.
وتطرقت الدكتورة ملكاوي إلى بعض الحقائق والأرقام لوضع المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار والبحوث العلمية في عصر التحول الرقمي، حيث أن 72% من الأبحاث العلمية يقوم بها الرجال، و80% من جميع براءات الاختراع المودعة في مكاتب الملكية الفكرية في جميع أنحاء العالم جاءت من فرق مكونة من الرجال فقط. و90% من الوظائف الحالية والمستقبلية تتطلب مهارات رقمية، وترتبط فئات الوظائف الأسرع نموًا بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. و22% من العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي هم من الإناث، مقارنة مع 78% من الذكور، كما تمتلك النساء أقل من 10% من الشركات الناشئة في العالم، مشيرة إلى أن بعض النساء المسلمات اللواتي حصلن على جوائز عالمية متميزة في حقول العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
ولتحقيق المشاركة العادلة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للنساء والفتيات: أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 11 فبراير يومًا دوليًا للنساء والفتيات في مجال العلوم.
وتحدثت دكتورة ملكاوي عن التحديات والصعوبات التي تواجه المرأة في العالم الإسلامي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، والحلول المقترحة للتغلب على هذه التحديات مثل: تقديم الدعم اللازم للمبادرات الناجحة التي تقوم بها المرأة، وضمان حصول المرأة على الموارد والتعليم والخدمات كدعم لأنشطتهن في هذه المجالات، وضمان توجيه وتدريب وتمكين النساء في التقنيات الرقمية، وتشجيع ودعم الشراكات الوطنية والدولية للنساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ودمج شبكات الإرشاد والدعم وتشجيع ومشاركة القطاع الخاص في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار لدعم المرأة في برامج التعليم والتوظيف. وتعزيز مشاركة المرأة في السياسات وصنع القرار في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وأشارت أن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (OIC) اجتمعت في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2021 لمراجعة تنفيذ أجندة منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2026 وإعادة تأكيد التزامها بإجراء إصلاحات لتهيئة بيئة مواتية للنهوض بالعلم والتكنولوجيا والابتكار في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وتم التأكيد على زيادة الاستثمار في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في المراحل الابتدائية والثانوية والجامعية وضمان إتاحته للجميع، وخاصة النساء والفتيات.
وتحدثت في نهاية الندوة عن أهم إنجازاتها ومشاريعها البحثية في التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو والتطبيقات المفيدة المختلفة في شتى المجالات لتحقيق التنمية المستدامة وسلامة وامن المجتمعات.
زر الذهاب إلى الأعلى