الملف الإخباري- نستخدمها كثيراً… واصبحت هذه الأيام الكلمة الأكثر شعبية بفضل نوابنا الأشاوس، وقرارهم بتجميد عضوية قائلها… فأصبحت الغالبية من ألشعب المحتقن أصلا والمغلول على المجلس يوسمونه بذات اللفظ… ولو كنت مكان مجلس النواب الأردني ورئيسة، ( لعملت حالي مش سامع… وبلعتها)، لأن ربط هيبة المجلس بكلمة قيلت في حالة غضب وجعلها موضوع الساعة، والتنادي لجلسة طارئة للمجلس في ظل قضايا وطنية كبيرة وكثيرة ملحة، قد لا يكون من الحكمة بشيء، مجلس الشعب يجب أن يكون ضمير الأمة، وليت انتفاضته وانتصاره لنفسه توازي إنتصاره لقضايا الشعب، هذا المجلس مع إحترامي لكل ألأعضاء فيه، عليه إشارات إستفهام كبرى وملاحظات طرحت وتطرح هنا وهناك مثله مثل المجالس السابقة… وكان حريا بعقل المجلس الجمعي والفردي عدم الوصول لدرجة الحنق والإستفزاز لكلمة عابرة من أحد أعضاءه، والذي جعل منه المجلس بطل شعبي وطني ولا أنكر عليه ذلك، لأني أعرض ما أسمع وأقرأ، وهنالك من ربط بين ذات النائب ونائبين في المجلس السابق تم محاربتهم لمواقفهم ومعارضتهم المبالغ فيها حسب رأي البعض، مع أني أقول ليس كثيرا على مجلس عدد أعضائه فوق المائة، أن يخرج منه بضعة نواب مشاكسين ويجهرون بما يصمت عنه زملاؤهم، ويعارضون بطريقة مباشرة وقاسية، ولا تخضعهم آلو الحكومة وأجهزتها، فهم وبقية أعضاء المجلس، نتاج سياسات اوصلتنا لهذا، فلو كان قانون الإنتخاب ناضجاً وناجزاً بما يكفي، ولو كانت هنالك أحزاب وقوى سياسية فاعلة ومفعلة، ولو كانت الحكومة تشكل بطريقة صحيحة حسب الممارسات الديموقراطية العالمية، ولو كان هنالك حساب وعقاب ومسائلة لكل مسؤول كما يجب..! لما أحتجنا لبطولات وشعبويات ومشاكسات فردية من هنا وهناك، ولعرف كل مسؤول حدوده وواجباته.
تعجل المجلس ووضع نفسه في مواجهة الناس ووصم نفسه بما كان من الممكن له تجنبه، والشعب الذي انتخب على حين غره ، يراقب ويقيم وينتقد، وملاحظ عبر سنين من الحياة النيابية بعد عودتها أن المجلس الوحيد الذي يذكره الناس هو مجلس ال 1989 والذي لم تحتمله الحكومات، لأننا نتغنى بالديموقراطية ولا نمارسها، ونستخدمها كالتقيا…! وتم تسخير قوانين الإنتخابات لإنتاج مجالس ضعيفة لا تمثل الشعب حق التمثيل، ولا تستند لرؤى سياسية ناضجة، ومطواعة حد الإنبطاح أمام الحكومات والتلفونات، ولا ننسى تبادل المصالح والخدمات، بحيث ذهب تفكير الناس بعد قضية الملح إلى أن المجلس ينفذ غضبة الحكومة قبل أن يثأر لنفسه، وأما الملح فبتم تعرفون قصته وأقتبس( كلمة طز لها معنى آخر بعيد عن عدم المبالاه والسخرية وتسطيح الموقف… وهو: أن ( طز ) كلمة عثمانية قديمة معناها(ملح )! أصل الكلمة: أتت هذه الكلمة عندما كان الأتراك يسيطرون على العرب في مراكز التفتيش وكان العرب يذهبون لمبادلة القمح بالملح.. فعندما يمر العربي خلال بوابة العسكري التركي وهو يحمل اكياس الملح يشير إليه التركي بيده إيذانا بالدخول ودونما إكتراث يقول: (طز) (طز) (طز) ! فيجيب العربي ( طز ) بمعنى إنه فقط ملح أي لا شيء ممنوع أو ذا قيمة فيدخل دون تفتيش) من هنا درجت الكلمة في ثقافتنا ولغتنا المحكية، وقد لا تكون إساءة بقدر ما هي لا مبالاة وتسخيف، ونسمعها كل يوم ومن منا لم يقلها ذات موقف..!
الوطن وشعبه ينتظرون من مجلس النواب والحكومة أكثر وأكبر من إنتفاضة الملح..! نواجه كأردن قضايا داخلية وخارجية تفرض أن نواجهها متحدين وأن لا تثيرنا كلمة قيلت بموقف لنائب لم يجد أفضل منها ليقولها…في حالة غضب ! وماذا عن جولات (المردغه والمباطحة والخنق والركض وراء بعض واستخدام سلاح العقال وكاسات الماء وكل ما توفر… والمسدسات والاوتوماتيكي… والديكور…) وغيرها من المشاهد التي مرت بها مجالسنا الكريمة، يحدث أكثر من هذا في مجالس النواب في العالم، ولهذا أتت الحصانة للنائب تحت القبة بغض النظر عن تفسيرها وتأويلها، فالقصد أن لا يحاسب النائب على ما يقول تحت القبة، حتى لا يتم إخراسه بالرعب من داخل المجلس أو خارجه، إمتحان الديموقراطية عسير… لم ندخله بعد..! ويجب أن يسبقه الإصلاح السياسي الحقيقي لا الهوائي… حمى الله الأردن.
زر الذهاب إلى الأعلى