الملف الإخباري- رعى وزير الصناعة والتجارة والتموين ووزير العمل يوسف الشمالي، حفل افتتاح المؤتمر الدولي “الاتجاهات الحديثة في بيئة الأعمال” الذي تنظمه كلية الأعمال في جامعة اليرموك على مدار يومين في منطقة البحر الميت، بمشاركة 90 باحثا من 7 دول عربية وأجنبية.
وأكد الشمالي في كلمته الافتتاحية أن جامعة اليرموك غَدَتْ اليوم مع زميلاتها من الجامعات الأردنية، مركزاً للقامات العلمية والخريجين المميزين على المستوى الوطني والعربي والدولي، الذين قَصدوا هذه الجامعات طلباً للعلوم والمعارف، عادوا بعدها إلى بلدانهم واحتلوا مناصب أكاديمية وسياسية واقتصادية مميزة، ساهموا ويساهموا في نهضة أوطانهم.
وأشار إلى أهمية هذا المؤتمر الذي تنظمه جامعة اليرموك، كونه يتناول موضوعاً هاماً، بات من أهم مقتضيات الوصول إلى نهضة اقتصادية متكاملة مستدامة، تتمثل بتحقيق بيئة أعمال متقدمة داعمة لمختلف القطاعات، مشددا على أهميةُ الربطِ بين مخرجات البحث العلمي حول الاتجاهات الحديثة في بيئة الأعمال ومختلف جوانب العمليات الاقتصادية من إنتاج وابتكار وتسويق.
وتابع: أن هذا المؤتمر سيساهم في إبراز هذا الربط وترسيخه كمَسعى مشترَك لمؤسساتنا الأكاديمية من ناحية، ومؤسساتِنا الاقتصادية من القطاعين العام والخاص من ناحية أخرى، متطلعين في الوقت نفسه للاستفادة من مُخرَجات هذا المؤتمر العلمي في عمليات تطوير بيئة الأعمال التي نُنفذها الحكومة بالشراكة مع القطاع الخاص.
وشدد الشمالي على أن الحكومة اهتمت بتطوير بيئة الأعمال في المملكة خلال الأعوام الأخيرة، و إنفاذ أدوات مستدامة، لترسيخ عناصر تطوير بيئة الأعمال، والتي ترى فيها الحكومة شرطاً أساسياً لتحقيق نهضة اقتصادية مستدامة، يوفر فرص عمل جديدة ويحقق رفاه اجتماعي ومَنَعَة اقتصادية أمام هزات اقتصادية دولية واقليمية مؤثرة، مبينا أن إطلاق برنامجَ تحديث القطاع العام، جاء بهدف تقديم خدمات حكومية عالية الجودة متاحة للجميع واتّباع إجراءات انسيابية ومرقمنة داخل المؤسسات الحكومية وفيما بينها وزيادة كفاءة الجهاز الحكومي وتَلافي أيِّ تَقاطُع في المهام والوظائف وتعزيز فعالية التخطيط وصُنع القرار واجتذاب الكفاءات.
واعتبر الشمالي أنَّ وجود بيئةَ أعمال ناجحة هي بالضرورة بيئةٌ تقوم على موارد بشرية مؤهلة ومتمتعة بكافة الحقوق والامتيازات الكفيلة بالحفاظ عليها وتطوير قدراتها، لافتا إلى أن الجهود تمثلت في هذا الاتجاه، وتنفيذ مبادرات لبناء القدرات والتأهيل التي تضمنَتْها رؤيةُ التحديث الاقتصادي، في تعزيز منظومة الحماية العمالية.
ولفت إلى تعديل قانونُ العمل بما يُحقِّق مرونةً أكبر في تنظيم العلاقة بين أصحاب العمل والعمال وإيجاد بيئة آمِنَة للعاملين من ذوي الإعاقة، وإزالة أيَّ شكل من أشكال التمييز القائم على النوع الاجتماعي، مبينا أن التطلعات من هذا المؤتمر منصبة على ما سيثريه الوسط الأكاديمي من أفكار وتوصيات لتطوير بيئة الأعمال من خلال ما اطلع عليه الباحثين وساهموا فيه من دراسات وأبحاث في هذا المجال وبما يتناسب مع الاقتصاد الأردني.
من جهته، أكد رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، أن جامعة اليرموك تسيرُ بخُطىً حثيثة وثابتةٍ لتكونَ الجامعة الشاملة التي تتكامل فيها مُختلف فُروع المَعرفةِ وتَخصُصاتها الدقيقة، في محاورَ ثلاثةٍ هي: التدريسُ الجامعيِّ المُتميز الذي يُواكبُ ما انتهى إليهِ العالمُ المُتقدمُ، والبحثُ العلميُ الدقيقُ الذي يستجيبُ لاحتياجاتِ الوطنِ والأُمةِ، وخِدمةِ المُجتمعِ المَحليَ والعَربي والإنسانيّ، مِن خلالِ الانفتاحِ على مُؤسساتِ الوَطنِ وبِناءِ شراكاتٍ حَقيقية مَعها، وذلك باتجاهِ التأثيرِ الإيجابي فيها والإفادةِ من تَجاربِ مَن تميزوا وأثرّوا على مستوى المؤسساتِ والأوطانِ.
وأضاف لقد أخذت الجامعة على عاتقها مُهمةَ التحديثِ والتطويرِ بشكلٍ مُستمرٍ، في سبيلِ تحقيقِ أداءٍ رفيعٍ لوِحداتِها الأكاديميةِ والإداريةِ ورَفعِ إنتاجيتها، بما في ذلك إجراءُ مُراجعةٍ شاملةٍ للتشريعاتِ الناظمةِ للعمل الجامعيّ، وتحديثٍ مدروسٍ ومُمنهجٍ وفاحِصٍ وفقَ أُسسٍ عِلمية ٍللخِططِ الدراسيةِ في كَافةِ المَراحلِ، استجابةً للبيئة المُتغيرةِ من حَولنا في كافة أبعادِها وفي مُقدمَتها التغيُّراتُ غيرُ المَسبوقةِ في أسواقِ العَملِ إضافةً إلى تسارُعِ وتيرةِ التبِعاتِ المُتلاحقةِ للثوراتِ التَقنيةِ والصِناعيةِ.
وأشار إلى أن رغبة الجامعة في عَقدِ هذا المُؤتمِر العِلميّ الهامّ، جاءت مِن حَقيقةِ إيمانها العَميقِ لما يُمكن أن تُفضي إليهِ مثلُ هذه اللقاءاتِ مِن نقاشٍ مُعمّقٍ، وتبادُلٍ للخبراتِ والآراءِ ووُجهاتِ النَظرِ في كُلِ القضايا التي تتضمنُها أوراقُ العَملِ المُقدمةِ إلى المؤتمر من كافةِ الجهاتِ المُشاركةِ، من أكاديميين وخبراءَ ومُمثلين عن المُنظماتِ الدَوليةِ ومُؤسساتِ المُجتمعِ المَدنيِّ، وذلك من أجلِ تَغطيةِ جَوانبِ مَوضوعِ المؤتمرِ جميعِها.
وتابع: لقد باتَ الانفتاحُ على المُجتمعِ وعلى بيئة الأعمالِ اليومَ ضَرورةً مُلِحةً للجامعاتِ وليسَ تَرفاً أو نافِلَةً، ذلك أن فَلسفة تأسيسِ الجامعةِ يَقتضي التأثير الإيجابيّ في مُحيطها، وبنفسِ الوقتِ الإفادةَ مِما أنتهى اليهِ القطاعُ الخاصُ وقِطاعُ الأعمالِ من مُخرجاتٍ تسهِمُ في دفعِ الاقتصادِ المَعرفيِّ بكُلِ أبعادِهِ، ولتكونَ أحد مُدخلاتها في العَمليةِ التدريسيةِ والإداريةِ داخلَ الجامعاتِ.
عميد الكلية – رئيس المؤتمر الدكتور ميشيل سويدان، قال إنه وتجسيدا لدور الجامعات في تحقيق المعرفة المستدامة صوب اقتصاد معرفي صلب، جاءت فكرة تنظيم هذا المؤتمر للإفادة من ثمار الدول ومنظمات الأعمال لتطوير الأداء المؤسسي في قطاع الأعمال على اختلاف أنشطته في المملكة وتعزيز الحاكمية الرشيدة للسياسات الاقتصادية والمالية والإدارية.
ولفت سويدان إلى أن جامعة اليرموك من خلال كلية الأعمال استشعرت تلك الإشارات مبكراً، فأحسنت التقاطها حين أجرت تطويرا جذريا على خططها الدراسية ومناهجها المختلفة لمرحلتي البكالوريوس والماجستير بما يواكب متطلبات المرحلة والبيئة المتغيرة من حولنا، وخاصة التسارع غير المسبوق في تبدل احتياجات سوق العمل، مشيرا إلى ما أولته الكلية من اهتمام بالتطبيق العملي لبعض المساقات وفي تعزيز مهارات الاتصال والتفاوض والبحث العلمي التطبيقي للطلبة، و استحداث برامج دراسية جديدة في مرحلة البكالوريوس تم إقرار بعضها كبرنامج “إدارة سلاسل التوريد والعلوم اللوجستية” وبعضها الآخر في طريقه للإقرار كبرنامج ” التكنولوجيا المالية “الفنتيك”.
وفي مرحلة الماجستير، أكد سويدان أن الكلية أطلقت برنامج “التسويق الإلكتروني” العام الماضي وبرنامج ” القيادة والريادة” قبل ثلاثة أعوام، كما وانجزت خطة برنامج الماجستير في “التنمية المستدامة ” الذي سيرى النور في المرحلة القليلة القادمة.
نائب عميد كلية الأعمال – رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الدكتورة بثينة خرابشة أكدت أن هذا المؤتمرِ الذي تنظِّمُهُ الكلّيّةُ يأتي في سياق رؤيتها نَحْوَ الرِّيادَةِ والتَّقَدُّمِ وَدَعْمِ مَسيرَةِ التَّعليمِ وَالبَحثِ العِلميِّ وخِدمَةِ المُجتمَعِ في المجالاتِ الحَيويَّةِ ؛ لتَتَـبَـوَّأَ مكانتها المرموقةً محلِّيِّا وإقليميا وعالميا.
وأضافت تأتِي أهمِّيَّةُ انعقادِ هذا المؤتَمَرِ في ظِلِّ مُستقبَلٍ يَسيرُ نَحو مزيدٍ من التَّغيُّراتِ المهمَّةِ في بيئَةِ الأعمالِ والتي تَتَّـسِمُ بالتّطوُّرِ التّكنولوجيِّ السَّريعِ والرَّقْمنَةِ، وما نشهده من ثورةً حقيقيّةً تُحدِثُ تحوُّلًا جَذريّاً في بيئةِ الأعمالِ المُعاصِرةِ، وتحملُ وُعوداً كبيرةً لمُستقبلِ الاقتصادِ العالميّ، فغَدَتْ بيئةُ الأعمالِ تَحكُمُها المِنَصَّاتُ الرَّقْميّةُ والذَّكاءُ الاصطناعيُّ والبَياناتُ الضَّخمةُ والشَّبكاتُ الاجتماعيّةُ، التي تَضَعُ أمامَنا العديدَ من التّحدّياتِ التي تتطَلَّبُ التَّـكيُّـفَ والابتكار.
وأكدت خرابشة أن هذا المؤتمر يُعدُّ مُنطلقًا مُهِمًّا يَسعى لاستضافَةِ ذوي الخِبرةِ والاختصاصِ، مِن أكاديميّينَ ومُمارِسينَ لتَبادُلِ المعرفةِ والأفكارِ، والتّواصُلِ الحَيِّ البنّاءِ فيما بينَهُم، والذي يُسهِمُ في تكاتُـفِهمْ لتحسينِ مُخرجاتِ التّعليمِ والبَحثِ العِلميّ، متأملة أن يخرج المؤتمر بتوصياتٍ من شأنِها أن تَدعَمَ رِيادَةَ الأعمالِ وتُعزِّزَ التّميُّـزَ المؤسّسيَّ والنّموَّ المُستدامَ لنَصِلَ إلى الازدهارِ الاقتصاديِّ المَأمول.
يذكر ان حفل افتتاح المؤتمر تولى إدارته الدكتور خالد بني دومي من كلية الآداب، كما ويحظي بمشاركة باحثين يمثلون 7 دول هي “الأردن والسعودية وقطر وفلسطين وماليزيا وبريطانيا ونيجيريا” يتناولون في أوراقهم العلمية على مدار جلساته محاوره الرئيسية، وهي المحاسبة والمالية وإدارة الأعمال والتسويق والاقتصاد والإدارة العامة وإدارة الخدمات الصحية، من خلال تركيز كل محور على اهم التطورات الحديثة المختلفة ضمن كل محور من محاوره.
زر الذهاب إلى الأعلى