الملف الإخباري- مندوبا عن وزيرة الثقافة، رعى مدير دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة افتتاح فعاليات مؤتمر “القدس في كتب المؤرخين العرب”، الذي نظمه مركز دراسات القدس، وجمعية يوم القدس، بالتعاون مع جامعة اليرموك واللجنة العليا لاحتفالية اربد العاصمة العربية للثقافة لعام 2022، بحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الدكتور رياض المومني.
وألقى العياصرة كلمة قال فيها إننا نجتمع اليوم في رحاب اليرموك لنتحدث عن القدس أم المدائن وحاضنة الديانات، القدس الإرث والتاريخ والواقع المقاوم لنبعث رسالة محبة لأهلنا الصامدين في القدس، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يأتي بتنظيم من مركز دراسات القدس الذي وضع نصب عينه الاهتمام بتاريخ المدينة المقدسة، وترسيخ هويتها من خلال عقد المؤتمرات والدورات المتخصصة ونشر الكتب المنبثقة عن تاريخ هذه المدينة، مؤكدا أن وزارة الثقافة تقدر هذا الاسهام الفاعل في التنوير الثقافي والمعرفي من خلال مختصين بالعلم والمعرفة مرسخة مكانة هذه المدينة وما تبعثه من روحانية في نفوس محبيها.
وأشار إلى أن الوصاية الهاشمية عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، هي وصاية لها جذورها التاريخية وشريعتيها الدينية ومنطلقها القانون فقد ارتبط الهاشميون في القدس ارتباطا بعقد شرعي فحفظوا لها مكانتها وامنوا لها رعايتها مستندين إلى إرث ديني وتاريخي وارتباط بالنبي العربي الهاشمي محمد عليه السلام.
وتابع العياصرة: أن القدس ضلت على أولويات الهاشميين ابتداءا من الشريف الحسين بن علي وصولا إلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حيث حرص جلالة الملك على المحافظة على نهج الآباء والأجداد في الحفاظ على المقدسات والدفاع عنها.
بدوره ألقى المومني كلمة قال فيها إن جامعة اليرموك تستضيفكم اليوم لتتدارسوا تاريخ القدس، وتكشفوا عن جوانب من تاريخها، وتلقوا نظرات فاحصة على ما تحكيه الوثائق عنها، لتصلوا إلى قصة القدس الحقيقية، إزاء موجة كبيرة من المؤلفات المنحازة وغير الموضوعية التي تهدف إلى سلب المدينة هويتها التاريخية الأصيلة، وإلى نفي صلتها بأبنائها الشرعيين.
وأكد المومني ان إثبات الحقوق واستردادها لا يكون بالسياسة وبالقوة وحدهما، فالعلم أيضا رباط من رباط الخيل، يهدينا إلى الشواهد العلمية الدالة على هوية بلادنا، الناطقة نطقا فصيحا بها، داعيا إلى تظافر جهود الباحثين الأردنيين، من اليرموك وسواها، مع جهود الباحثين من فلسطين في هذا اللقاء العلمي الجاد.
وأكد ان القدس تبقى ساكنة حبات القلوب، حيث ان هذه الندوة تعقد اليوم ضمن الاحتفالات بإربد عاصمة للثقافة العربية، فالقدس تحضر حين تحضر إربد، ويحضر المقدسيون حيث يحضر الأربديون، وتستظل المدينتان كلتاهما برعاية ملكية سامية من لدن صاحب الجلالة، الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.
من جانبه أكد نائب رئيس مجلس أمناء مركز القدس سائد البديري في كلمته أن مركز دراسات القدس يسعى على الدوام للتعاون مع الجامعات والمؤسسات والجهات العلمية والثقافية لبناء تشاركية تؤكد حرص الجميع لأن تبقى القدس عاصمة تاريخية لفلسطين، داعيا المشاركين في فعاليات المؤتمر الخروج بتوصيات من شانها أن تؤكد الهوية الوطنية والقومية وتأكيد إعلاء شأن الثقافة العربية بمفرداتها.
وأكد اننا نسعى جاهدين لكي تبقى فلسطين عموما والقدس خصوصا في ذاكرة أجيال المستقبل، والعمل من اجل ثقافة ترتقي بنا.
وحضر فعاليات الافتتاح مدير المكتب التنفيذي لاحتفالية اربد عاصمة الثقافة العربية لعام 2022 المهندس منذر بطاينة، وعميد كلية الآداب الدكتور موسى الربابعة، وعدد من المسؤولين في الجامعة والمهتمين من المجتمع المحلي.
وتضمنت فعاليات المؤتمر جلستي عمل، تضمنت الأولى موضوعات “توثيق تاريخ القدس في نهاية العصر العثماني”، و”الوثائق الفلسطينية”، والسياسة المتبعة لتهويد التراث المقدسي”، فيما تضمنت الجلسة الثانية موضوعات “طبوغرافية القدس في المصادر العربية”، و”والقدس في رحلة أوليا جلبي”، و”القدس في أدب الرحالة العرب القدماء”.
زر الذهاب إلى الأعلى