ارشيف

“اليرموك” تنظم ندوة بعنوان “الملك عبد الله الأول مؤسس الثقافة الوطنية”

الملف الإخباري- رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، افتتاح فعاليات الندوة التي نظمها كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية بالجامعة بالتعاون مع المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة الثقافة العربية للعام 2022 بعنوان “الملك عبد الله الأول مؤسس الثقافة الوطنية”.

وبدأت فعاليات الندوة، بقراءة سورة الفاتحة، على أرواح شهداء القوات المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية، الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سبيل الوطن ورفعته.

وقال مسّاد في كلمته إن (الملك عبد الله الأول) رمزٌ عظيمٌ من رموز التفاني في العمل الوطني والقومي والسعي المُخلص والحثيث لصنع واقع مشرف لوطنه الكبير ولأمته العربية، ومبدع عظيم يتجلى إبداعه بصناعة التاريخ وإحياء الماضي التليد مستعينا برؤية عصرية صاغ بها استحقاقات عصره، حيثُ انطلق بأمته ووطنه نحو مشهد إنساني تاريخي وجغرافي في منطقة كانت منذ فجر التاريخ ومازالت، تشكل قلب العالم وتضبط إيقاع أحداثهْ بل تتحكم في ضبط سير معطياته وتجسيد آماله وتطلعاته.

وأشار إلى أن لقاء اليوم يأتي من منطلق رسالة وفاء اليرموك لمجتمعها الذي تعيش في رحابه، ووفاء أستاذها لرسالته، ووفاء طلبتها لوطنهم ومجتمعهم، ووفاء الوطن كل الوطن شعبا وترابا ومؤسسات لسليل الدوحة الهاشمية المباركة ولملك مؤسس ظلت مآثره منذ ما يزيد على مئة عام حية ماثلة بيننا، ومتجسدة أمناً واستقرارا ومجدا هاشميا وبناءً موصولا في شتى مجالات الحياة حتى غدا هذا الوطن نموذجا فريدا يحتذى به لا في منطقتنا فحسب بل في أرجاء المعمورة بفضل الله وبفضل حكمة مؤسسه (عبد الله ابن الحسين الأول) طيب الله ثراه، وبفضل من جاء بعده من ملوك بني هاشم الميامين ممن حبى الله بهم هذا الوطن، وصولاً لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحُسين حفظه الله المُعزز لهذا الإرث الهاشمي المجيد.

وتابع مسّاد: إن ندوة اليوم تأتي تتويجا لثلاثة أحداث تاريخية عاشها الأردن، ولا سيما مدينة إربد خلال الأشهر القليلة المنصرمة، كان أولها احتفال الأردن وطنا وشعبا بالمئوية الأولى من مئويات قادمة بإذن الله لقيام هذه المملكة الراسخة، حيث كان عنوان هذا الرسوخ المجيد جلالة الملك المؤسس طيب الله ثراه، ثم جاء اختيار إربد عاصمة للثقافة العربية لعام ألفين واثنين وعشرين (2022) والتي كان لجامعة اليرموك دورا هاما وبارزا في احتضان وإنجاح فعاليات احتفالية اربد عاصمة للثقافة العربية، وثم جاء الحدث الثالث الجليل حين اعتَمدتْ المنظمةُ العربيةُ للتربيةِ والثقافة والعلوم (الألكسو) شاعرَ الأردن الكبير مصطفى وهبي التل (عرار) رمزا ًعربياً للثقافة ابتداء من العام ألفين واثنين وعشرين.

وأكد على أنه كان واجباً أساسيا لجامعة اليرموك التزامها بالنهوضُ بالفعاليات التي تحمل معاني الوفاء وتحتفي بجميل العطاء، لا سيما العطاء الذي يخاطب أرواحنا، ويبعث إشراقات الجمال في نفوسنا بالشكل الذي خاطبتنا به الآثار الأدبية والفكرية النفيسة التي تركها لنا جلالة المغفور له الملك المؤسس ومن ساروا في ركبه الجليل وواكبوا مسيرته الحافلة.

بدوره أشاد مدير المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة الثقافة العربية للعام 2022 المهندس منذر بطاينة بالتعاون الكبير الذي قدمته جامعة اليرموك في تنفيذ العديد من الفعاليات الثقافية احتفاء بمحافظة اربد عاصمة للثقافة العربية، لافتا إلى أن عقد فعاليات هذه الندوة يأتي إشارة واضحة أن مسيرة الثقافة في هذا الوطن المعطاء، لا تنتهي بانتهاء احتفالية ما، وإنما هي لبنة أساسية من لبنات التأسيس الأولى للدولة الأردنية التي وضعَها مؤسِّسُ الدولة المغفور له الشهيد الملك عبدالله الأول بن الحسين، حيث كان الشاعر الأول بامتياز، و كان بلاطه الملكي محجاً للكتاب والأدباء والمفكرين.

وأضاف ان اربد بما تحمله من إرث ثقافي واجتماعي وطاقات متميزة على كافة الصعد، استطاعت أن تتفاعل مع الحراك الثقافي الوطني والعربي، وجعلت منه عرسا وطنيا على مدار العام المنصرم، كما تتطلع محافظة اربد إلى أن تكون العاصمة الأردنية للثقافة الدائمة وعاصمة للثقافة الإسلامية، لما تحتضنه هذه المحافظة من مواقع حضارية وإسلامية التي تهم العالمين العربي والإسلامي.

من جانبه قال شاغل كرسي عرار الدكتور نبيل حداد أن عقد فعاليات هذه الندوة تأتي انطلاقاً من واجب الوفاء نحو الملك المؤسس الذي ندين له بقيام دولتنا الحديثة ببنيتيها الصلبة والناعمة المتمثلة بثقافتنا الوطنية وموروثنا الحضاري وحياتنا الفكرية والأدبية، ودوره التاريخي في تأسيس وطن نموذجي أصبح اليوم بفضل السياسات التي ارساها وسار على هديها خلفاؤه الميامين مثالا يحتذى بين الأمم وسائر الأوطان.

وأشار إلى أن السياسة في حياة الملك عبد الله الأول لم تنفصل عن الثقافة بل إن شخصية الملك كانت القنطرة التي عبرت عليها الثقافة إلى الممارسة السياسية الصحيحة، وقال ان الحقائق التاريخية تلقى علينا نحن الدارسين وأساتذة النقد واللغة أن نعود المرة تلو المرة لإرث الأمير الأدبي والشعري بوجه خاص؛ إذ ما مازال هذا الإرث في حاجة ماسة إلى المزيد من التوثيق والتدقيق والدراسات المعمقة الفنية والموضوعية.

كما وتضمنت فعاليات الندوة، عرض فيلم عن حياة الملك المؤسس وسيرة حياته ومسيرته في بناء الوطن ومؤسساته، كما وتضمنت فعاليات الندوة عقد جلستين حواريتين، حيث تحدث في الجلسة الأولى التي ترأسها رئيس جامعة اليرموك الأسبق الدكتور علي محافظة، الدكتور عبد القادر الرباعي حول “مذكرات الملك عبد الله الأول”، وتحدثت الدكتورة هند أبو الشعر حول “الحياة الأدبية المؤسسات الثقافية في عهد الملك عبد الله الأول”، كما تحدث الدكتور سمير قطامي حول “الحركة الأدبية في عهد الملك عبد الله الأول”.

كما تحدث في الجلسة الثانية التي ترأسها أيضا رئيس جامعة اليرموك الأسبق الدكتور زيدان كفافي، الدكتور زياد الزعبي حول “ديوان الملك المؤسس: قراءة في نقد النص”، والدكتور عبد الفتاح النجار حول “الملك المؤسس شاعراً وراعياً للحركة الشعرية”، وتحدث أيضا الدكتور أحمد جوارنة حول “الملك المؤسس وترسيخ قيم الثقافة الوطنية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى