الملف الإخباري- مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، رعى عميد كلية العلوم التربوية الدكتور أحمد الشريفين، ندوة “وقفات تربوية في أحداث غزة”، والتي نظمتها الكلية بالتعاون مع كرسي الألكسو للبحوث والدراسات التربوية في الجامعة، وتحدث فيها كل من الدكتور علي جبران، من قسم الادارة واصول التربية، وشاغل الكرسي الدكتور هادي الطوالبة.
وبدأت فعاليات الندوة، بقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الأردن وفلسطين والأمتين العربية والإسلامية.
وأكد الشريفين أن عقد هذه الندوة المتخصصة، تأتي في سياق دور جامعة اليرموك في تناول مختلف القضايا الوطنية والعربية، المنسجمة مع جهود الدولة الأردنية في دعم صمود الأهل في فلسطين.
وأشار إلى بعض النظريات الواجب إعادة النظر فيها في ضوء ما شهده العالم من أحداث ومجاز ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة.
وتابع: أبرز هذه النظريات، نظرية ماسلو و علاج ما بعد الصدمة وإعادة تقييم بعض المفاهيم كالصلابة النفسية.
ودعا الشريفين إلى تحرك دولي عاجل لحماية غزة وأهلها من خلال قيم إنسانية عالمية تضمن حق أهل غزة بالعيش الكريم.
وسلط جبران الضوء على وقفات عديدة في ضوء الأحداث التي تشهدها مدينة غزة نتيجة العدوان الغاشم، الأولى تعزيز ثقة الأمة بذاتها ورفع معنويات أفرادها، مبينا أن هذه الأحداث استطاعت أن تُعيد للقضية الفلسطينية ألقها ومكانتها بين قضايا الأمة والعالم، فبعد أن تحولت إلى قضية محلية ضيقة، تمكن أبطال غزة من إعادتها لتصبح في صدارة القضايا العربية والإسلامية والعالمية، ولقد أثبتوا للعالم أن الأمة عندما تقرر أن تفعل فإنها تستطيع بالتوكل على الله والإعداد الكامل لمواجهة العدو الصهيوني.
وأضاف الوقفة الثانية، عنوانها التماسك الاجتماعي في غزة، لافتا إلى أن هناك العديد من المشاهد التي تدلل على تماسك المجتمع في غزة وتكاتفه معا، مما يشير إلى حجم التعاضد والتلاحم المجتمعي الكبير بين أفراده وقت المحن، إذ يهرع الجميع للنجدة ومد يد العون لأصحاب البيوت التي قصفت ومحاولة انتشال الشهداء وإنقاذ الجرحى ومواساة المصابين، رغم الخطر المحدق بهم جراء استمرار القصف والدمار في تلك اللحظات العصيبة.
وأشار جبران إلى الوقفة الثالثة، وهي أخلاقيات أبناء غزة وقت الحرب، فمن المعروف أن هناك سلوكيات سلبية كثيرة للناس وقت الكوارث والزلازل والفياضانات والحروب، من خلال استغلال انشغال الناس بما هو أهم، ولكن في غزة تجلت كل معاني الأمانة والشفافية من خلال إعادة ما يتم العثور عليه تحت الأنقاض من أموال أو ممتلكات إلى مستحقيها، والحفاظ على النظام العام.
ورأى جبران أن التمسك بقيم نهضة الأمة، كانت هي الوقفة الرابعة، مبينا أنه لا بد لجيل النهضة في أي أمة أن يتمثل منظومة قيمية أصيلة يستطيع أن يحقق أهدافه من خلالها ويحافظ على مكتسباته وفقها، مؤكدا أن هناك قيم كثيرة تجلت في غزة من خلال قيمة التصبر والمصابرة العجيبة، وقيمة الشرف والكبرياء، وقيمة العزة والكبرياء والأنفة، وقيمة التوق للحرية والإباء، وقيمة الهمة العالية والشجاعة والإقدام، وقيمة الطموح، وقيمة الرؤية الواضحة، وقيمة الإرادة الراسخة والمبادرة، وقيمة الجهد المتواصل في العمل والاستعداد، والثقة المطلقة بوعد الله ونصره، وحسن الظن بالله والاعتماد والتوكل عليه وحده.
من جهته، قال الطوالبة: إن كليات وتخصصات العلوم التربوية تبني الإنسان الصالح، ذاك الإنسان المنتمي لكل الحلقات المتدرجة التي تبدأ بنفسه وتنتهي بعالمه، الذي يحب ذاته ووالديه وأسرته وقريته ومدينته، ويعشق الأردن وفلسطين، وكل بلاد العرب والمسلمين، هو ذاك الإنسان الصالح الذي لا يتوقف عند أي حلقة من حلقات المواطنة الضيقة.
وأضاف نحن نتعلم التاريخ والمواطنة من الكتب، نتعلم منهاجا على الورق، أما أطفال غزة فهم يعيشون تاريخ بلدهم لحظة بلحظة، يتعلمون المقاومة وعشق الوطن والانتماء والمواطنة المسؤولة.
ويرى الطوالبة، أن ما ساهمت به أحداث غزة من توجيه وتمكين لمنظومة القيم والمواطنة، فاق ربما ما تقدمه المدارس والكتب والجامعات.
وفي نهاية الندوة، دار نقاش موسع، طُرحت خلاله وجهات نظر واراء متعددة حول موضوعها.
زر الذهاب إلى الأعلى