الملف الإخباري- رعت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، بحضور رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، افتتاح الملتقى الأول للحركة الأدبية في المملكة الأردنية الهاشمية “أدب السيرة الذاتية والمذكرات في الأردن- دورة الملك المؤسس عبد الله الأول”، الذي نظمه كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية في جامعة اليرموك، بالتعاون مع مديرية ثقافة محافظة إربد.
وأكدت النجار على أن وزارة الثقافة، عملت وتعمل مع جامعة اليرموك بشـراكة حقيقية مبدَؤها الإيمان بالوطنِ كحالةٍ متجددةٍ من البذل والعطاء، في سبيل الحفاظ على المنجزات، ومواكبة الحاضر، والمسيرِ بثباتٍ نحو المستقبل، بما يخدم المجتمع ويعزز تماسكه الوطني، مشيرة إلى أهمية أن تكون هذه الشراكة قادرة على إنتاج مخرجات واضحة تنعكس على واقع منتسبي الجامعة بحيث تعمق معاني المواطنة الصالحة تجاه مؤسستهم ووطنهم.
وشددت على ضرورة وعي الأردنيين بأهمية ثوابتنا وأخلاقنا الوطنية، والعمل عليها من أجل تحقيق الصالح العام الذي يحتاج منا إلى التعاضد فيما بيننا أفرادا ومؤسسات لتحقيق رفعة هذا الوطن وتقدمه.
وتابعت: يسيرُ الأردن بتسارع نحو مستقبل ابتكاري متطور، وعليه وجب علينا التميز والجودة في عملنا، والسعي نحو تعظيم الإنجازات والبناء عليها ومجابهة التحديات بالعزم والإرادة والمساءلة الذاتية.
وأشارت النجار إلى أهمية هذا الملتقى الأدبي بدورته الأولى، لما يحمله من أسم عزيز على قلوب الأردنيين والعرب، ويجسدُ جانبا هاما من تضحيات الهاشميين المتواصلة في سبيل القضية الفلسطينية حتى يومنا هذا، مشيدة بأهمية الملتقى ودورته التي تحمل أسم “الملك المؤسس عبد الله الأول” وما يمثله من قيمة ثقافية وأدبية تتناول أدب السيرة والمذكرات في الأردن، مما يساهم في توثيق الذاكرة الوطنية ويرفدُ السـردية الوطنية بدراساتٍ جادةٍ، بمشاركةِ نخبةٍ من الأساتذة والأكاديميين.
وثمنت النجار دور جامعة اليرموك الرائد ودعمها للحركة الثقافية في محافظة إربد، وتعاونها الدائم وانفتاحها على المجتمع المحلي لدعم الحركة الثقافية الأردنية، مشيدة بكوادرها من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية الذين يعملون من أجل صالح الحركة الثقافية الأردنية، الذين لا يألون جهدا في تقديم عصارة علمهم وأدبهم في خدمة الثقافة والأدب الأردني مما يمكّن وزارة الثقافة من تحقيقِ رؤيتها للثقافةِ على اعتبارها محركا أساسيا للتنمية الشاملة.
من جهته، أكد مسّاد سعي جامعة اليرموك ورؤيتها الدائمة نحو التطوير والتحديث في خططها وبرامجها الأكاديمية بما يتناسب والتغييرات المتسارعة التي يشهدها العالم، مشيرا إلى ما حققته الجامعة من تقدم في تصنيف QS العالمي في خمسة من تخصصاتها، الأمر الذي يحتم علينا المضي قدما للبناء على هذا الإنجاز ومواجهة التحديات وتحقيق الأفضل في التصنيفات القادمة.
وأشار إلى حرص جامعة اليرموك ومُنذُ نشأتها على التفاعل والتواصل مع مجتمعها المحلي، بمؤسساته الثقافية وأَعلامه البارزين، والوفاءُ لرموز الَوطن، الذين ساهموا ويساهموا في دَفع ركبِ التقدم إلى الأمام، في دعم مسيرة الأردن بخُطى راسخة نَحو التقدَم العلمي والثقافي بما يليقُ بتاريخنا وحَاضرنا ومُستقبلنا، والإفادةُ من جهود رُموز العطاء العلمي والفكري والثقافي الراسخ، سواء مما قدمته هذه النخبة المشاركة بهذا الملتقى المهم، أو مِن جيل الرواد؛ وفي مقدمة هؤلاء المبدعون الذين نحتفي بآثارهم اليوم من خلال قراءة علمية حَصيفة تقدمها نُخبةٌ من كبار الأساتذة والكُتاب لرحلة حياة مُشرّفة تُعرّف بأعمالهم وتحتفي بإبداعهم.
وأثنى مسّاد على المكانة الأدبية والثقافية للمشاركين في هذا الملتقى، والذين استطاعوا ومن خلال مُساهماتهم المُثرية استدامة وتفعيل العمل الثقافي، مبينا أن هذا الملتقى يأتي كثمرةٍ لشراكة استراتيجية بين جامعة اليرموك ووزارة الثقافة، والتي تُوِّجت بتوقيع مُذكرة تفاهم بين الطرفين في العام الماضي، متمنيا أن تنعكس هذه الخطوةُ على المشهد الثقافي سواء على المستوى الوطني أو مستوى محافظة إربد.
وتخلل الملتقى عقد جلستين، الأولى جلسة مقاربات نقدية، تولى إدارتها رئيس الجامعة الأسبق الدكتور محمد الصباريني، وتحدث فيها كل من الدكتور أحمد جوارنة الذي قدم ورقة حول مذكرات الملك عبد الله الأول، والدكتورة هند أبو الشعر، التي قدمت ورقة حول مذكرات عودة القسوس، والدكتور محمد العناقرة الذي تناول كتاب ثمانون – مذكرات المؤرخ سليمان الموسى، والدكتور عبد الفتاح النجار الذي تناول بورقته كتاب ذكريات، لشكري شعشاعة.
اما الجلسة الثانية، التي حملت عنوان شهادات إبداعية، وتولى إدارتها رئيس الجامعة الأسبق الدكتور زيدان كفافي، وقدم فيها نقيب الأطباء الدكتور زياد الزعبي، شهادة عن كتابه “حوران إلى حيفا”، فيما قدم الدكتور عبد القادر الرباعي، شهادة عن مذكراته “حكاية وشم”، فيما قدم الدكتور إبراهيم السعافين، شهادة عن مذكراته “سلالة السنديان”، فيما قدمت الأستاذة هدى أبو غنيمة، شهادة عن كتابها عن والدها الدكتور محمد صبحي أبو غنيمة، الذي حمل عنوان “سيرة منفية”.
كما وقامت النجار يرافقها رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، بجولة في الحرم الجامعي، شملت كلية الفنون الجميلة، وشاهدت عرضا مسرحيا وفلما من أداء وإعداد طلبة قسم الدراما، جسدا التلاحم الوطني، والموقف الأردني بقيادة جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية، والتفاني الملكي الدائم وتمسك جلالته بالمبادئ الأردنية الراسخة بدعم القضية الفلسطينية.
وأبدت النجار إعجابها بما قدمه طلبة قسم الموسيقا، من أداء وعزف موسيقي وطني، وما انجزه طلبة قسم الفنون التشكيلية من جداريات ولوحات وأعمال خزف فنية يدوية.
وشملت الزيارة أيضا، جولة في متحف التراث الأردني – كلية الآثار والأنثروبولوجيا، مشيدة بأهميته وقيمته في عرض قصة الإنسان منذ أقدم العصور في الأردن.