اخبار الاردن

بمشاركة وزير الشباب ندوة باليرموك بعنوان “الشباب الأردني ومخرجات التعليم العالي”

الملف الإخباري- أكد وزير الشباب محمد النابلسي أن الشباب والتعليم محور رئيسي ضمن محاور الاستراتيجية الوطنية للشباب والذي تحرص الوزارة والمؤسسات الشريكة في الاستراتيجية من خلاله على تنمية مهارات الشباب وتعزيز قدراتهم بما يسهم في سد الفجوة بين معارف ومهارات الشباب ومتطلبات سوق العمل.

جاء ذلك خلال مشاركته في الندوة التي نظمها مركز الملكة رانيا للدراسات الأردنية وخدمة المجتمع ومركز تنمية دراسات التنمية المستدامة في جامعة اليرموك بعنوان “الشباب الأردني ومخرجات التعليم العالي” أدارها رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، وشارك فيها كلاً من وزير الثقافة الأسبق الدكتور صبري اربيحات، ووزير العمل الأسبق الدكتور عاطف عضيبات، ورئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية الدكتور عبدالله عبابنة، ومساعد رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها الدكتور سعد بني محمد.

 وأضاف النابلسي خلال الندوة أن رؤية التحديث الاقتصادي ركزت بشكل كبير على التعليم المهني والتقني لما له من دور رئيسي في تلبية متطلبات سوق العمل ودفع عجلة التنمية الاقتصادية مبينا أن التمكين الاقتصادي للشباب سينعكس بشكل مباشر على مشاركة الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية، باعتبار أن مسارات التحديث مرتبطة ببعضها ولا يمكن أن يتحقق اي اصلاح وتحديث في منظومة الحياة السياسية والقطاع الإداري بمعزل عن التمكين الاقتصادي.

ولفت النابلسي إلى البرامج التي تنفذها الوزارة في إطار تنمية مهارات الشباب سيما البرامج التدريبية المتخصصة بالقطاعات الحيوية، وبرامج حاضنات الأعمال والأركان الشبابية، ومختبرات الابداع والابتكار وبرامج الروبوت والذكاء الاصطناعي والامن السيبراني والتي تشهد مشاركة شبابية واسعة.

وأكد النابلسي على ضرورة إعادة دراسة القطاعات الحيوية والشراكة مع القطاع الخاص والنهوض بمدخلات التعليم والتوجه نحو تخصصات مهن وعلوم المستقبل.

وخلال إدارته للجلسة قال مسّاد إن جامعة اليرموك مؤمنة بالتشاركية وأن دور تأهيل الشباب وإعدادهم وتمكينهم من تسخير طاقاتهم من اجل بناء المستقبل الذي يطمحون إليه وتوجيههم نحو الطريق الصحيح، هو دور تشاركي بين الشباب أنفسهم ومؤسسات التعليم العالي وكافة المؤسسات المعنية بالتعليم، ومؤسسات القطاع الخاص على حد سواء.

وأشار إلى أن الموارد والكفاءات البشرية الأردنية لطالما امتازوا بأدائهم العملي في سوق العمل المحلي والعربي والإقليمي وأثبتوا جدارتهم في كافة القطاعات، الأمر الذي يوجب علينا البحث أكثر عن الكفاءات ورعاية المبدعين من أبنائنا الطلبة وإتاحة الفرصة امامهم لإطلاق طاقاتهم وترجمة أفكارهم الإبداعية على أرض الواقع واحتضان تميزهم، لافتا إلى ان الجامعة وضمن خطة خمسية طموحة تسعى لاستكمال ما بدأته مع بداية العام الجامعي 2022/2023 بطرح حزم مساقات للغات اجنبية بهدف صقل مهارات الطلبة وتمكينهم من اتقان لغات أخرى كمهارة للتواصل مع الآخر بما يفتح أمامهم أسواق عمل جديدة على المستوى الدولي، بحيث يصار إلى تضمين هذه المساقات لتعليم اللغات الألمانية، والفرنسية، والتركية، والاسبانية، والصينية ضمن الخطط الدراسية لكافة برامج البكالوريوس التي تطرحها الجامعة.

وخلال الجلسة طرح مسّاد عدة محاور تمت مناقشتها حول الحل الأنسب لجسر الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، وهل التعليم المهني والتقني هو الحل الأنسب في هذه المرحلة؟، والية إيجاد سبل فاعلة لبناء شراكة قوية وفاعلة مع القطاع الخاص، وضرورة التحاور والنقاش بين مختلف أطراف الجهات المعنية في موضوع الشباب والتعليم من أجل تقديم تشخيص حقيقي للواقع، وتنظيم وصياغة خطط استراتيجية قابلة للتطبيق، بالتزامن مع تشريع أنظمة متوافقة وتراعي المستجدات ومتطلبات سوق العمل المتغيرة من جهة، وقلة الإمكانات وحتمية دعم ورعاية الكفاءات البشرية وتوجيه الشباب وصقل مهاراتهم من جهة أخرى.

كما طرح محاور دور وزارة الشبافي تعزيز وتمكين الشباب خدمة القطاع الشبابي في الاردن، والقدرة الاستيعابية لسوق العمل الأردنية، ومستقبل الشباب الأردني في الحصول على تشغيل ملائم لتأهيلهم وتعليمهم، وخاصة في ضل وجود منافسة حقيقية من العمالة الوافدة التي بلغت مع نهاية العام الماضي حوالي 340 الفا، ودور هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها في ضمان نوعية التعليم في مؤسسات التعليم العالي في المملكة؛ وتوجيه دفة التعليم العالي لتكون مخرجاتها بعيدا عن التخصصات المشبعة التي قد تودي بالشباب الأردني إلى فرص تشغيل حقيقية،

وزير الثقافة الأسبق الدكتور صبري اربيحات أشار إلى ضرورة إعادة هيكلة وتحديث طرق وأساليب التدريس في مختلف مؤسسات التعليم العالي، وان تعمل الجامعات بشكل اكثر فاعلية في إطلاق طاقات الشباب، وان تعمل على دمجهم وإشراكهم في العمل الجماعي والتطوعي، وإيجاد برامج متعددة متوازنة تستوعب اندفاع الشباب وطاقاتهم وتقدم الدعم والرعاية اللازمة لهمن وتوفير أدوات التكنولوجيا الوسيطة التي تمكنهم من التميز والريادة والابداع، وغرس ارتباط الشباب بمحيطهم وثقافتهم بما يشكل لديهم دافعاً للعمل وبناء الوطن ومستقبله الذي نطمح إليه.

 وزير العمل الأسبق الدكتور عاطف عضيبات أشار خلال الندوة إلى أن الموارد البشرية المؤهلة، والمدربة، والمتمكنة تعد اهم من الموارد والثروات الطبيعية، لافتا إلى أن الدولة الأردنية تنبهت إلى ضرورة مواءمة مخرجات التعلم ومتطلبات سوق العمل، فأطلقت الاستراتيجية الوطنية للتشغيل، وتبعتها الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، واللتان هدفتا إلى التخفيف التدريجي من الاقبال على المسارات الاكاديمية والتوجه نحو التعليم التقني والتدريب المهني، إلا ان الاستراتيجيتين لم تنجحا في تحقيق ذلك نتيجة للنظام الاجتماعي والمنظومة القيمية السائدة لدى افراد المجتمع في التوجه نحو الاكاديميا رغم المؤشرات الدالة على أن القطاع التقني والمهني يحظى بفرص أكبر لتمكين الافراد من الانخراط بسوق العمل بشكل أسرع، مؤكدا على ضرورة اتخاذ اجراءات صارمة وفاعلة من اجل توزيع طاقات الشباب بالشكل الأمثل وبما ينعكس ايجابا على مستقبلهم.

 رئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية الدكتور عبدالله عبابنة أوضح ان الواقع اليوم يختلف عما كان عليه سابقا، وأننا اليوم نواجه فجوة حقيقية كمية ونوعية بين متطلبات سوق العمل المحلي والعربي والاقليمي ومخرجات التعليم العالي، لافتا إلى أن بنية القوى العاملة على مستوى العالم تشير إلى أن الفرص الان متاحة أمام التعليم التقني والمهني، لافتا إلى ضرورة إعداد نظام وطني للتوجيه والارشاد المهني، وبناء مرصد وطنيلمهن المستقبل، والتوجه نحو الشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص وأسواق عمل جديدة خارج الاردن.

 مساعد رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها الدكتور سعد بني محمد تحدث من جانبه حول التحديثات والتغييرات الكبيرة التي قامت بها الهيئة في مجال استحداث وانشاء البرامج الجديدة في الجامعات الأردنية في ضرورة التوجه إلى ارباب العمل قبل تصميم هذه البرامج، وتصميمها بما يواكب مثيلاتها في الجامعات الدولية المرموقة، بالاضافة إلى تغيير أسس الاعتماد بالتركيز بشكل اكبر على جودة البرامج الأكاديمية والتوجه نحو الاعتماد النوعي الذي يركز على الجودة بشكل أساس، واقرار اسس دمج التعليم الالكتروني في مؤسسات التعليم العالي، لافتا إلى ان الهيئة قامت بوضع الاطار الوطني للمؤهلات وبما يتوافق مع سوق العمل والمؤهلات المطلوبة دوليا.

وفي بدايةالندوة كان مدير مركز الملكة رانيا للدراسات الاردنية وخدمة المجتمع الدكتور عبد الباسط عثامنة قد أوضح ان تنظيم هذه الندوة يأتي بمناسبة اليوم العالمي للشباب وضمن فعاليات صيف الشباب ٢٠٢٣ حيث هدفت الندوة إلى تحليل واقع ومستقبل مخرجات مؤسسات التعليم العالي في الاردن ومدى مواءمتها للاحتياجات أسواق العمل داخليا وخارجيا، لأجل ذلك تمت دعوة نخبة من المحاضرين من ذوي الخبرة بسوق العمل وبقطاع التعليم العالي في المملكة، لافتا إلى أنه قد تمت دعوة فئة الشباب بشكل حصري لأعمال هذه الندوة كونهم المستهدفين من محاورها واهدافها وتناقش واقعهم .

وخلال الندوة التي حضرها ممثلين عن الشباب الأردني في محافظة اربد من أعضاء المراكز الشبابية، وعدد من طلبة الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسية من فئة الشباب دار حوار موسع طرح خلاله الشباب مجموعة من التساؤلات والقضايا التي تهمهم والمشاكل التي تواجههم في مجال التمكين والتدريب والانخراط في سوق العمل، كما قدموا مقترحات يمكن العمل بها من أجل تحسين واقع التوظيف والعمل بين الشباب الأردني.

وفي نهاية الندوة التي حضرها نائب رئيس جامعة اليرموك لشؤون التخطيط والتطوير وشؤون البحث العلمي والجودة الدكتور سامر سمارة، وعدد من العمداء والمسؤولين في الجامعة، تم تكريم المشاركين في الندوة، وأعضاء الهيئة التدريسية من الحاصلين على جوائز أوبراءات اختراع من فئة الشباب وهم الدكتور لؤي الحسينات من كلية الطب الحاصل على جائزة افضل بحث علمي مقدم في مؤتمر ROMA PAIN DAYS 2023، والدكتورة لارا الحداد من كليةالأعمال الحاصلة على المركز الثاني في جائزة الشارقة لاطروحات الدكتوراه في العلوم الادارية في الوطن العربي، والدكتور فارس مطالقة من كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية الحاصل على جائزة الفرع الطلابي المتميز لعام 2019، وجائزة الفرع الطلابي الاميز لعامي 2021 و2022 على التوالي، وجائزة المركز الثاني على مستوى الجامعات العلمية في مسابقة الحلول الخرسانية لعام 2022 من معهد الخرسانة الأمريكي، بالاضافة إلى الدكتور خالد هزايمة من كلية الاداب الحاصل على جائزة صندوق التمويل الاولى للعلوم والتكنولوجيا من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الامريكي، والدكتورة مريم أبو عليم من كلية التربية الرياضية الحاصلة على وسام الابداع والريادة العربي من المجلس العالمي للمرأة القيادية والريادية/ صناع التغيير من الامارات العربية المتحدة، وشهد نبيل من كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب الحاصلة على جائزة ITAS من جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى