مقالات

تحرك• تضامن•و تأثير … المحامية بسمة العواملة

الملف الإخباري- سيكون الأردن الدولة العربية الوحيدة من ضمن الخمس دول المناط بها تنظيم المنتدى العالمي للأجئين للعام 2023 و المنوي عقده في جنيف خلال الفترة من 13-15 من شهر كانون اول الجاري ، و هذه الدول هي فرنسا ،كولومبيا ،اليابان اوغندا ، بالإضافة الى سويسرا البلد المستضيفة و مفوضية اللاجئين

هذا المنتدى الذي يمثل اكبر تجمع على مستوى العالم من المنظمات و الهيئات و الافراد المهتمين بموضوع اللاجئين و الذي يُعقد مرة كل اربع سنوات ، و يهدف الى دعم الميثاق العالمي بشأن اللاجئين بحيث يتمثل في تخفيف الضغوط عن البلدان المستضيفة ، من خلال تقاسم المسؤوليات بشكل اكثر إنصاف لضمان حصول المجتمعات المستضيفة على الدعم الذي يحتاجون اليه لاستقبال اللاجئين بهدف توفير حياة جيدة لهم في المجتمعات التي لجأوا اليها

و مساعدتهم بالوصول الى استدامة الاعتماد على الذات

وصولاً لتنفيذ مبادرات تهدف لايجاد الحلول طويلة الأمد لهم ، و تنفيذ هذه المبادرات يقع على عاتق الافراد و الحكومات و المنظمات و الشركاء بجميع بقاع العالم و يتم ذلك من خلال تقديم الدعم المالي و الخبرة الفنية لتحقيق هذه الاهداف .

كذلك الامر تسليط الضوء على التقدم المحرز و تبادر الخبرات و الممارسات الفضلى مضافاً اليها مناقشة التحديات و الفرص المقبلة لإيجاد الحلول و تعزيز الالتزام باتخاذ إجراءات مستدامة لدعم اللاجئين و الدول المستضيفة لهم .

اختيار الأردن ضمن هذه الدول يأتي تقديراً و اعترافاً بدوره الهام على مدار عقود في ادارة ملف اللاجئين رغم موارده المحدوده مقارنة بغيره من الدول وهذا ما اكد عليه جلالة الملك حفظه الله اثناء القاءه لخطاب امام الجمعية العامة في نيويورك في سبتمبر الماضي على ضرورة قيام المجتمع الدولي بالمسؤولية التي تقع على عاتقه بتقديم الدعم لهؤلاء اللاجئين و للدول المستضيفة ، محذراً بالوقت ذاته من خفض الدعم الذي من شأنه تهديد حياة مئات الالاف من اللاجئين

منوهاً بأن هذا الدعم ليس من باب الترف و إنما هي مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي الانساني ككل.

و قد نبه جلالته حينها المجتمع الدول على ضرورة ايجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي لاجل انهاء المعاناة المستمرة محذراً بالوقت ذاته من تداعيات الأوضاع التي تشهدها المنطقة والتي قد تودي بالمنطقة الى ازمات غير محمودةالنتائج و لقد حدث بالفعل ما حذر منه جلالته بدليل ما شهدناه خلال الاسابيع الاخيرة من معاناة نزوح اكثر من مليوني شخص من اهالي غزة نزوح داخلي منذ بداية الحرب المستعرة

و ما نتج عن هذه الاحداث و النزوح من تداعيات بحيث ادخلت المنطقة فعلياً في نفق مظلم لا زلنا لا نعلم نهايته.

كذلك الامر تناولت جلالة الملكة رانيا حفظها الله موضوع اللاجئين بكثير من الاهتمام ، و ذلك خلال كلمتها التي القتها في قمة ويب التي عقدت في لشبونة في اواخر العام الماضي

حيث وضعت جلالتها موضوع اللاجئين على سلم الاولويات من خلال تقديمها نهجاً لاستعادة اربع دقائق من حياتنا اليومية

مستنده بهذا الطرح على تقرير تضمن ما يفيد بأن المتوسط الذي يقضيه الشخص متصفحاً الإنترنت قد ارتفع بمقدار اربع دقائق في اليوم على مدار العام الماضي ،

مشيرة الى انه قد تتمكن الدقائق الاربعة تلك من إنقاذ العالم اذا استثمرنا هذه الدقائق بحكمة من اجل حشد تعاطف جماعي يلتزم العدالة وليس بطريقة انتقائية للإرتقاء بنظامنا التشغيل كعائلة إنسانية من منطلق أن لكل إنسان له نفس القيمة

و ذلك رداً على الازدواجية و التمييز التي رأيناه في كيفية استقبال المجتمع الدولي للنازحين و اللاجئين الاوكرانيين مقارنة بالتعاطي مع ملف اللجوء لجنسيات اخرى في مختلف انحاء العالم .

و اكدت جلالتها كذلك على ضرورة الإهتمام بهؤلاء اللاجئين دون تمييز او إنتقائية ، و دعت بالوقت ذاته الى تخصيص عدلاً اكثر للموارد من خلال الإهتمام بحياة اللاجئين و تحسين حياة الاكثر منهم ضعفاً.

ولكون جلالتها كانت دوماً من الداعمين للاجئين عادت مرة أخرى واكدت في الجلسة الحوارية التي تمت على هامش القمة على مسألة انعدام العدالة التي شهدناها في الإستجابة لأزمات اللجوء حول ألعالم و ضرورة مراعاة الاخلاق والقيم الانسانية في تناول هذه المسألة.

فملف اللاجئين يحظى باهتمام كبير من الدولة الاردنية لكون الاردن يحتل المرتبة الثانية عالمياً بعدد اللاجئين و من اكثر الدول تأثراً و تضرراً نتيجة لتقاعس المجتمع الدولي عن القيام بدوره في توفير الدعم المستمر و ديمومته لمواجهة ازمات اللجوء عبر عقود من الزمن و التزماً بمدأ عدم ترك أي أحد خلف الركب.

وعليه و إنطلاقاً من شعار المنتدى تحرك •تضامن • تأثير ، نتمنى أن نرى التحرك الجاد للمجتمع الدولي لإثبات التضامن الفعلي لإحداث تأثير ملموس بإيجاد الحلول الناجعة من خلال الالتزام بالاجراءات المستدامة لدعم اللاجئين و الدول المضيفة لهم .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى