عربي ودولي

جامعة جرش: تنظيم مؤتمرًا دوليًا بعنوان الاسلاموفوبيا واستشراف المستقبل في اسبانيا

الملف الإخباري- برعاية رئيس جامعة جرش رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور محمد الخلايلة، وبحضور نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات العلمية رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الأستاذ الدكتور أحمد الحوامدة، نظمت كلية الشريعة في الجامعة وبالتعاون مع مؤسسة النبأ الأردنية لإدارة وتنظيم المؤتمرات الدولية، المؤتمر الدولي الخامس المحّكم بعنوان ( الاسلاموفوبيا واستشراف المستقبل من الواقع إلى المأمول) والمنعقد في مملكة اسبانيا في مدينة غرناطة في الفترة من 13 إلى 16 من هذا الشهر بمشاركة عدد من الباحثين والعلماء من مختلف دول العالم.

 وأكد الخلايلة في كلمته التي القاها في حفل الافتتاح أن الإسلام هو المنة الكبرى، والنعمة العظمى، وهو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله جل وعلا لأهل الأرض والسماء، فما من نبي ولا رسول إلا وبعثه الله جل وعلا بالإسلام فهو دين جميع الأنبياء بداية من نبي الله آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبه ختمت الرسالات السماوية قال الله تعالى : ( اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) .

مبينًا أن الإسلام دين الأخلاق الفاضلة، دين الانسانية والرحمة، دين المعاملة الحسنة، وهو الذي هذب هذه الأمة، مشيرًا إلى أن الإسلام وضع التشريعات التي تصون كرامة الإنسان وتحفظ حقوق الضعفاء، وحارب النظرة العنصرية للآخرين، وقدم حلولاً عملية للقضاء على جميع أشكال التمييز التي تخالف تعاليمه ونظمه، فجعل ميزان التفاضل بين بني الإنسان هو التقوى فقط، فلا تمييز في الإسلام على أساس الجنس أو اللون أو العرق.

ولفت الخلايلة إلى أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أرسى قواعد العدل والرحمة والتسامح عندما هاجر للمدينة المنورة، ووضع الأسس التي تقوم عليها الدولة من خلال وثيقة المدينة المنورة التي جعلت المجتمع واحداً، الكل فيه سواء، وضمنت الوثيقة لغير المسلمين أن يعيشوا آمنين في ظل دولة الإسلام، حيث حوت هذه الوثيقة الدستورية ما يقارب سبعًا وأربعين بندًا أو مادة، جاءت لتنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين المسلمين بعضهم بعضًا وبين غير المسلمين، ونظمت العلاقة بين أهل المدينة وغيرهم ممن يحاربهم أو يناصرهم، فعززت مفهوم سيادة القانون، وحقوق المواطنة، والمسؤولية الجماعية، كما عززت مفهوم التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، ونظمت كافة المصطلحات الحديثة التي ينادي الناس بها الآن، أرساها النبي صلوات الله عليه وسلامة قبل قرون عديدة.

وشدد الخلايلة على أن ما يثار اليوم من شبهات حول الاسلام بأنه دين الإرهاب ودين التطرف والغلو ودين القتل والتشريد وهضم الحقوق كلها شبهات باطلة تنم عن عداوة وكره للإسلام ، وهذا ما يجب على المسلمين تبيانه، وهذا ما يقع على عاتق العلماء لبيان حقيقة الإسلام في أبهى صوره ومعانيه.

وختم كلمته بتقديم الشكر وعظيم العرفان للقائمين على انجاح هذا المؤتمر الذي جمع خيرة علماء الأمة الذين قدموا أبحاثا قيمة وتمنى أن يخرج المؤتمر بنتائج وتوصيات تهم الأمة الاسلامية.

من جانبه أوضح الحوامدة رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أن هذا المؤتمر يتحدث عن ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، وهذا المصطلح في أصله مصطلح إنجليزي يتكون من كلمتين “الإسلام” و “فوبيا” التي تعني “رُهاب” أو “خوف”، والمصطلح يعني “رُهاب الإسلام” أو “الخوف المرَضي من الإسلام”، وهو يوحي بالتحامل على الإسلام وكراهيته وكراهية المسلمين والخوف منهم، واتخاذ كون المرء مسلمًا أو مسلمة سببًا كافيًا للاعتداء عليه.

مشيرًا إلى أن هذا المصطلح ظهر أول مرة عام 1997، عندما استخدمته جهة بحثية يسارية بريطانية تسمى “رينميد ترست”، لإدانة تنامي مشاعر الكراهية والخوف من الإسلام والمسلمين، في دراسة بحثيةٍ هدفها تسليط الضوء على الظاهرة، بعنوان “الإسلاموفوبيا: تحدٍّ لنا جميعاً”.

وتناول الحوامدة ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تتغذى على طرفين: الأول، ويتمثل في السلوك الخاطئ لبعض الجماعات أو الأفراد الذين يمارسون أفعالًا باسم الإسلام وهي بعيدة عنه وعن قيمه، فتقوم بمجموعة من الأعمال المسيئة للإسلام باسمه، والثاني، الذي تتغذى منه هذه الظاهرة المسمومة، هو سلوك الجهات المعادية للإسلام التي تلعب على الوتر الحساس، وتقوم بالمساس بمقدسات ومشاعر المسلمين وإثارتها، ما يجعل ردة فعل البعض تشكل مخاوف لدى الآخر،

مشيرًا أن السبب الأكبر لظهور مصطلح (الإسلاموفوبيا) هو الجهـل بالإســلام، فهناك جهل واضح بحقيقة الإسلام، وبخاصة في العالم الغربي، الذي يستقي معلوماته عن الإسلام من مصادر قد تفتقر في كثير من الحالات إلى الموضوعية والنزاهة والتجرد، أو الإحاطة الكافية بحقيقة الإسلام وجوهره. فالمناهج المدرسية وحتى الجامعية في العالم الغربي، ما تزال مثقلة بكم هائل من المعلومات المغلوطة والمضللة عن الإسلام، التي تعود في جذورها إلى نتاجات المدرسة الاستشراقية.

وأردف قائلاً إننا اليوم نشاهد بأم أعيننا الحقد العالمي على الإسلام والمسلمين، وكيف يتم الاعتداء على الفلسطينيين في غزة، ويقتل النساء والأطفال والمستضعفين، وقد تسبَّب الدعم الأمريكي والأوروبي غير المحدود لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة في إذكاء نار العنصرية من جديد تجاه المسلمين، لا سيّما الفلسطينيين والعرب منهم في الدول الغربية، وشدد الحوامدة في ختام كلمته إن الإرهاب الحقيقي هو ما يمارسه الصهاينة ضد أهل غزة، أما ما تقوم به المقاومة الفلسطينية، فهو حق مشروع لدحض الباطل، وإخراج المعتدي، الذي اغتصب الأرض والعرض.

وناقش المؤتمر العديد من أوراق العمل على مدار ثلاثة أيام تمحورت حول دور الكليات الشرعية في ترسيخ سماحة الإسلام والتصدي لخطاب الكراهية والتطرف، ومنهج القرآن الكريم فى التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، والمقاصد الشرعية وتطبيقاتها عند الصحابة، وتعزيز قيم التعايش والوسطية لمواجهة الاسلاموفوبيا في الاندلس، وظاهرة الاسلاموفوبيا والرد على الشبهات، والرؤية الملكية لمواجهة الإرهاب والتطرف رسالة عمان انموذجًا.

كما ناقش العلماء الهدايات القرآنية الدالة على تعزيز الوسطية والاعتدال وتحقيق الأمن الفكري والتعايش السلمى ونبذ الغلو والعنف والتطرف من خلال توجيه القراءات العشر المتواترة الواردة في سورة البقرة، وتناولوا ظاهرة الاسلاموفوبيا المفهوم والنشأة، وجهود المؤسسات الدولية في التصدي للظاهرة الإسلاموفوبيا، ومعالجة فكرة الإسلاموفوبيا، وبيان محاسن الإسلام من خلال مقاصد التشريع الإسلامي واثرة في معالجة فكرة الاسلاموفوبيا، وموقف الدول الإسلامية والمؤسسات الدينية فيها من ظاهرة الاسلاموفوبيا- رسالة عمان، والتعزيز الإيجابي بين الخدم وكفلائهم فى ضوء السنة النبوية، ودور منتدى الوسطية في مكافحة ظاهرة الاسلاموفوبيا، والاجتهاد الفقهي الجماعي المعاصر في التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، ودور الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في نشر صورة صورة الإسلام السمحة حول العالم، وأثر الاجتهاد الفقهي الجماعي المعاصر في التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، والخطاب الفقهي المتشدد واثرة في انتشار ظاهرة الاسلاموفوبيا، وتوجهات نبوية في التصدي للاسلاموفوبيا، والموقف الدفاعي وتأثيره في تعزيز ظاهرة الإسلاموفوبيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى