الملف الإخباري – مي جادالله – نظمت جمعية غِراس للفكر والثقافة يوم أمس الثلاثاء ندوة (بشائر الكرامة) بمناسبة ذكرى معركة الكرامة الخالدة وتعريب الجيش ، بمشاركة عميد ركن متقاعد محمد المناجرة والدكتور سلطان الخضور. في ملتقى إربد الثقافي.
وبحضور المهندس هشام التل ، ورئيس رابطة الكتاب الأردنيين الأستاذ عبد المجيد جرادات والأستاذة فايزة الزعبي رئيسة ملتقى المرأة ودكتور زهير الطاهات كلية الصحافه والإعلام/جامعة اليرموك وعدد من رؤساء الجمعيات الثقافية والسياحية والشعراء ومهتمين بالشأن الثقافي.
أدار الندوة الشاعر حسن البوريني.
قدمت الأستاذة مي جادالله كلمة جمعية غراس وتحدثت عن امتداد الجمعية السابق قبل تأسيسها رسمياً.
وقالت جادالله: كل غرسة في بدايتها تكون بذرة صغيرة نعتني بها ونغذيها ، فما بالكم بغراس الأدب التي كانت بداية بذرتها منذ عدة سنوات فهي امتداد لعدة مبادرات ثقافية واجتماعية وسياحية وفنية وإعلامية سابقة منها مبادرة بعض من الحب حياة ومبادرة رحلاتنا ببلادنا السياحية الثقافية التي سلطت الضوء على الأماكن المهمشة سياحياً وثقافياً.
و أضافت جادالله لم ننس الجانب الإنساني من خلال مسيرتنا فكان للأيتام والأسر العفيفة دور في شهر رمضان فكنا نقيم الإفطارات لهم ونرسم البسمة على وجوههم البريئة.
وبدأت هذه البذرة بالإمتداد وتكوين جذور راسخة لتشق الأرض رغم الجائحة التي ألمت بالعالم وتنمو تلك الغرسة الجميلة باتجاه السماء كما نأمل، فنبتت هذه الغراس في مناسبة تحتفي فيها إربد كلها وباقي المحافظات، نعم إنها إربد عاصمة الثقافة لهذا العام.
وختمت جادالله كلمتها بقولها ونأتي اليوم لنحتفل بمناسبات وطنية عزيزة على قلوبنا صنعت تاريخا وطنيا راسخا أسس العز والكرامة. فاليوم نحتفي بذكرى الكرامة الخالدة وذكرى تعريب الجيش.
تحدث العميد ركن متقاعد محمد المناجرة عن ما يرافق تأسيس الدول والكيانات السياسية من تحديات تتطلب مستوى عالٍ من الحكمة، وعلى قدر كبير من استشراف المستقبل.
نحن في هذا الوطن حبانا الله سبحانه وتعالى بقيادة هاشمية حكيمة تمتلك النظرة والحنكة السياسية التي اعتمدتها من شرعيتها الدينية والسياسية، واستمدت هذه القوة من إمكانات وقدرات شعبها. من هنا جاء قرار تعريب الجيش الذي جاء في ظروف إقليمية ومحلية صعبة جداً، حيث لم يمضِ وقتها على تسلم جلالة الملك الحسين رحمه الله متخذ هذا القرار أكثر من ثلاث سنوات على بداية حكمه، والذي يعتبر لجلالة الملك الراحل والقادة العسكريين تحدياً كبيراً، حيث كان قرار مخطط له استراتيجيا، ويبرز إيمان جلالة الملك الحسين رحمه الله وقتها بالتطور والتقدم.
وأكمل المناجرة أما معركة الكرامة الخالدة والتي أتت بظروف صعبة وتحديات جسام، ولكن حكمة القيادة وثقة الشعب بالقيادة وإخلاص القوات المسلحة والأجهزة الأمنية هذا الثالوث الرائع الذي لم يكن موجودا في كثير من البلدان في ذلك الوقت قد أسهم في أمن واستقرار وطننا الغالي.
أما عن الظروف المحيطة في ذلك الوقت فقد أضاف المناجرة عن خسارة حزيران ونكبة فلسطين التي مست كل العرب ، حيث كانت معنويات الجيش ليست بالمستوى المطلوب ولكن أتت معركة الكرامة للعيد رفع معنويات الجيش الأردني حيث قاتل الجندي الأردني ببسالة رغم عدم التكافؤ في العدد والآليات ، فقد كان القتال بالإرادة والإيمان ولم يكن بالسلاح وقتها في سبيل الحفاظ على الوطن.
أما الدكتور سلطان الخضور فقال في مستهل حديثه سجل التاريخ يوم الكرامة بأحرف من نور وارتوت الأرض بدماء شهداء الكرامة، التي غرست شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها بالسماء ، أعطت أكلها في ليلة وضحاها، أعطت ثمراً طيباً لا يتذوق طعمه إلا من تاق إلى الحرية وأدرك معاني الإنتصار وتفهم معاني الكرامة.
نجح المجد باختيار المكان حين اختار أرض الكرامة، وكذلك نجح في اختيار الزمان فاختار آذار فكأنه يقول حملتني أمي بعد هزيمة في حزيران وها أنا اليوم على أرض الكرامة أجدد سفر الإنتصار، والكرامة معنى ولدت حين ولد ولد حرف الضاد، فجاءت الكرامة لكمفردة من مفردات العرب، لتعطي العزة والفخار والظفر والإنتصار قيمة معنوية وحق طبيعي وهبة الله للإنسان حيث كرمه على العالمين.
وأكد الخضور على أن الكرامة معركة سطرت كل معاني البطولة والإباء، نسخة جديدة من معارك الإسلام(وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله).
وأعطت الكرامة المعركة درساً في العلوم العسكرية كان عنوانه الإرادة تتحدى العدد والعدة ، حيث تحدى رجال الكرامة واحدة من أعتى القوى الموجودة على الأرض فحققت النصر على عدو الكرامة.
وفي مداخلة له قال المهندس هشام التل: أنا أشهد أن من سمعنا اليوم لا أملك إلا أن أقول لهم أنهم من أهل الصلاح، فقد سمعنا من المحارب القديم حديثاً كأني في الموقع أشاهد ما يحدث ، أما ما قدمه دكتور سلطان فقد أبدع إبداعاً رائعاً بالحديث عن أدب المعركة.
وفي الختام كرمت رئيسة الجمعية إيمان كريمين المشاركون بدروع تذكارية.
زر الذهاب إلى الأعلى