حرب غزه وإرادة المقاومه التي لا تقهر .. العميد نواف الطراونة
حرب غزه وإرادة المقاومه التي لا تقهر لطالما تغنت إسرائيل بصناعاتها العسكريه البريه والجويه والبحريه مما جعلها في مصاف الدول المتفوقة عسكرياً الأمر الذي أعطاها قوة سياسيه ذات نفوذ إقليمي ودولي حتى أصبحت قوة ردع قادره على الوصول لاهدافها في اي زمان ومكان.
تملك اسرائيل اقتصاد ضخم قائم على الدعم الأمريكي والاوروبي ويعتبر من اقوى اقتصادات دول العالم مما أعطى ميزه للفرد من حيث ارتفاع مستوى الدخل ومستوى الرفاه ورفد المجهود الحربي في حالتي السلم (الاستعداد) والحرب.
يخصص حوالي أربعة وعشرون مليار سنوياً من الميزانية العامة في إسرائيل لموازنة الدفاع للمحافظة على أمنها القومي والسبب انها تعيش في حالة عدم استقرار أمني في وسط بيئه اقليميه كونها اي إسرائيل تملك تاريخ اسود بسبب احتلالها للأراضي العربيه وغطرستها وعنصريتها تجاه شعوب المنطقه وانها لايمكن أن تكون في حالة اطمئنان وتحت اي ظرف ودأبت القياده السياسيه في إسرائيل في هذا السياق إلى التواصل مع الدول العربية من خلال توقيع معاهدات السلام والتطبيع للوصول ولو نسبياَ لحالة من الاستقرار.
نعلم جميعاً بأن عناصر قوة أي دوله هي القوه السياسة والاقتصاديه والاجتماعيه والعلميه والقوة العسكريه وغيرها من القوى إلا أن العامل البشري يبقى الركن الأساس في منظومة الأمن القومي.
العامل البشري في إسرائيل يشكل مجتمع غير متجانس فهم جاءوا من الشتات ولكلٍ منهم نمط حياه وعادات وتقاليد تختلف من شخص لآخر وبالتالي لاتوجد لديهم هوية وطنيه تجمعهم وجميعهم يدرك بأنه جاء إلى أرض ليست أرضه ولا أرض اجداده وبالتالي لايوجد أية علاقه تربطه بهذه الأرض.
فمهما كانت القوه المسلحه في إسرائيل متطوره ومهما كان حجمها إلا إنها تفتقر لأهم عامل وهو الولاء والانتماء فلانغتر بمهاترات السياسيين منهم.
حرب غزه كشّفت الضباب الذي تختبيء خلفه إسرائيل باذرعها السياسية والعسكريه فالجميع شاهد وسمع بالتخبط والارتباك الذي ساد في اوساط السياسيين فالجميع مرتجف من إتخاذ القرار خوفاً من العواقب في جبهات القتال وماتؤول إليه الأمور شعبياً.
أما عسكرياً فالتحضير للحرب كان في أدنى مستوياته وكذلك التخطيط العام كان يفتقر لأهم عوامل النجاح وهو المعلومات الاستخباريه فكان التخطيط تقليدي لايفرق عن التخطيط لتمرين عسكري لجيش من الاغرار.
لم يكن يتوقع المخطط العسكري الإسرائيلي بأنه بإتجاه حرب مع مقاومه شرسه تتبنى عقيده عسكريه قل نظيرها مبنيه على الإيمان بالله والإيمان بالهدف اللذان تولدت عنهما إرادة القتال والروح المعنويه العاليه.
كل ما تغنت به اسرائيل منذ احتلالها للأراضي العربيه من قوه وجبروت انهار دفعة واحدة أمام مُدافع آمن بقضيته وأعد لهذا اليوم قوه يضرب بها المثل حيث أصبحت حديث العالم على المستويين السياسي والعسكري وذلك من خلال الإنجازات التي تحققت في جبهات القتال.
غامرت اسرائيل بهذه الحرب مصممة على تدمير المقاومه الاسلاميه نهائياً كما صدر هذا التوجيه من قيادتها السياسيه للجيش إلا أنها وبعد دخولها في الأسبوع السادس مازادت المقاومه إلا عنفوانا في التصدي والمجابهة والآن بدأت اسرائيل تبحث عن مخرج من هذا المأزق العسكري الذي فقد خلاله جيشها هيبته وسطوته الذي طالما تغنى بها.
وننتظر جميعاً ماستؤول إليه الأمور بعد انتهاء الحرب داخل المجتمع الإسرائيلي والذي حتماً سيُحاسب كل من اخفق وظهر تقصيره في تحقيق الأمن الذي هو أسمى غايه للمواطن الإسرائيلي ناهيك عن مليارات الدولارات التي يتم تخصيصها لموازنة الدفاع وذهبت هباءً.