الملف الاخباري : “طير كبير” حط على خط الناقل الكهربائي ربما السبب في انقطاع التيار الكهربائي الأخير، سيظل تصريحا غريبا ومفاجئا صدر سابقا عن مدير عام شركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة في معرض سرده لأسباب الانقطاع. لكن ما حقيقة هذا الربط بين الطيور وانقطاع الكهرباء، خصوصا إذا عرفنا أن “تكهرب الطيور” قد تكون أحد الأسباب.
وشهدت معظم محافظات المملكة نهاية أيار (مايو) الماضي انقطاعا للتيار الكهربائي، دفعت للتساؤل حول الأسباب، لتأتي إحدى الاجابات من الرواشدة، المسؤول في طقاع الكهرباء أنه يمكن أن يكون “طير كبير هدى على الخط”، ما أثار موجة محلية من الاستهجان والتندر والسخط انصبت معظمها في مدة منطقية وواقعية الطرح.
في جلسة حوار أمس نظمتها وزارة البيئة، وبالتشارك مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وبدعم من مؤسسة بيردلايف، استبعد متخصصون في مجالات (البيئة، والطاقة، والطيور المهاجرة) أن” يكون أحد أسباب انقطاع التيار الكهربائي (طير كبير) حط على خط الناقل الكهربائي، كما جاء في تصريحات الرواشدة السابقة.
واستند الخبراء في رأيهم، على أن “عمليات تكهرب الطيور المهاجرة بعد ارتطامها بخطوط نقل الجهد الكهربائي العالية نادرة الحدوث، ولا يمكن أن تتسبب بانقطاع تيار الكهرباء عن عدد من محافظات المملكة”.
إلا أن ” حالات الارتطام تحدث على شبكات خطوط الكهرباء ذات الجهد المتوسط، والمنخفض، والتي قد تسبب معها تكهرب الطيور، وتالياً انقطاعا في التيار الكهربائي عن أجزاء محددة من المناطق التي تتواجد فيها شبكات النقل”.
وشدد رئيس مجلس إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة خالد الإيراني، خلال افتتاح الجلسة، على أن ” الطيور لا تعد سبباً رئيسا لانقطاع الكهرباء الذي شهدته المملكة الفترة الماضية، ولكنها قد تلعب دوراً في قطع التيار إذا ارتطمت في شبكات متوسطة ومنخفضة الجهد الكهربائي”.
وبين أن “الجمعية تنبهت لحوادث الصعق الكهربائي للطيور المهاجرة، وأثرها على الاقتصاد الوطني والتداعيات الاجتماعية لها، لتنفذ عدداً من المشاريع المتعلقة بحمايتها، وبالشراكة مع مؤسسة بيردلايف”.
ولفت الى أنه “جرى العمل على تعريف المناطق الخطرة لتكهرب الطيور، من خلال مسوحات ميدانية قامت بها الجمعية على المستوى الوطني انطلاقاً من المناطق الجنوبية”.
وبناء على ذلك “تم تعريف خط الجفر- معان، كأحد الخطوط شديدة الخطورة في منطقة الجنوب على الطيور المهاجرة، والذي تسبب في نفوق عدد كبير منها، وخاصة تلك المهددة بالانقراض عالمياً”.
وكانت سجلت الجمعية، ووفق إحصائيات شركة كهرباء معان، “52 حالة انقطاع للكهرباء نتيجة تكهرب الطيور، وبعد اصطدامها في خط الجفر-معان”، وفق مدير وحدة إدارة المشاريع في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة طارق قنعير.
وسعياً لحماية الطيور من التكهرب “خاطبت الجمعية في وقت سابق شركة كهرباء معان لتوقيع مذكرة تفاهم معها، بهدف تركيب مواد غزل على خط الجفر معان، لكنها ما تزال بانتظار الرد لغاية هذه اللحظة”، بحسبه. وأشار الى أن” الاصطدام المباشر للطيور في خطوط النقل الكهربائي المتوسط أو العالي، ناجم عن انعدام الرؤية التي تسببه ظروف الجوية لها”.
الا أن “اصطدام وتكهرب الطيور الكبيرة يحدث نتيجة ملامسة أجنحتها لموصلات الكهربائية في الناقل متوسط أو منخفض الجهد، أو وقوفه ضمن منطقة فرق الجهد، مسببة معها أحياناً انقطاع الكهرباء عن أجزاء من المناطق”.
وتأتي الجلسة الحوارية مع الشركاء في قطاع الطاقة بهدف تطوير السياسات البيئية في هذا المجال، والعمل على وضع خطة وطنية لعزل الشبكات الأكثر خطورة للصعق الكهربائي، واستخدام الأنواع الآمنة لأبراج خطوط نقل الطاقة المتوسطة في المشاريع الجديدة.
وحذر وزير البيئة نبيل مصاروة في الجلسة من “خطر الصعق الكهربائي للطيور بسبب خطوط نقل الكهرباء لكونه يعد من أكبر أسباب النفوق غير الطبيعي لها، على المستويين المحلي والعالمي”.
ولفت الى أن” مشكلة الصعق الكهربائي تشكل تهديداً خطيراً لعدد من أنواع الطيور المهددة بالانقراض، والتي لا تعد مجرد قضية تستدعي المحافظة عليها، بل لها انعكاسات اقتصادية سيئة جداً، بسبب تعطل إمدادات الطاقة، مثيرة بذلك القلق بين شركات توزيع الكهرباء لارتفاع تكاليف الصيانة الناجمة عنها، وما تتبعها من تداعيات اجتماعية كبيرة “.
وأضاف أن “الأردن يعتبر من الدول الرائدة في مجال حماية البيئة والطبيعة، حيث وقع على العديد من الاتفاقيات الدولية لحماية الطيور المهاجرة في وقت سابق”.
بدوره أكد الناطق باسم شركة كهرباء إربد المهندس علاء القرعاوي على أن “عمليات عزل أبراج نقل الكهرباء لا بد أن تتم في المناطق التي تعتبر نقاط ساخنة لتكهرب الطيور، وعلى الشبكات الكهربائية ذات الجهد المتوسط”.
الغد