الملف الإخباري – كشفت دراسة حديثة في تحليل لمئات الآلاف المنشورات عن أنَّ موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يساهم في زيادة حجم المعلومات الخاطئة بشأن تغيُّر المناخ.
واعتمدت الدراسة التي صدرت، الخميس، عن منظمة “ريل فيسبوك أوفرسايت بورد” (وهي منظمة مراقبة مستقلة)، ومنظمة “ستوب فاندينج هييت” (وهي منظمة بيئية غير ربحية) على أكثر من 195 صفحة ومجموعة على فيسبوك.
تغيُّر المناخ حماقة
ووجدت الدراسة أنَّ 818 ألف منشورٍ تقلل من أهمية أزمة المناخ، وتنكرها أيضًا، وسط مشاهدات متزايدة لهذه المنشورات على فيسبوك، والتي قدرت بـ1.36 مليون مشاهدة يوميًّا.
ويتزامن إصدار الدراسة، تحث الحكومات على النظر بجدية في دور المعلومات الخاطئة حول المناخ على وسائل التواصل الاجتماعي، مع قمة غلاسكو للمناخ “كوب 26” في اسكتلندا، والتي تستمر حتى 11 نوفمبر.
وقال الباحثون القائمون على الدراسة، إنَّ فيسبوك يعرقل طموحات “كوب 26″، باعتباره أكبر مصدّري المعلومات المغلوطة حول الأزمة المناخية حول العالم.
وتنوّعت أسماء الصفحات والمجموعات التي حللتها الدراسة، والبالغ عددها 195، ما بين أسماء مثل “تغير المناخ أمر طبيعي”، و”تغير المناخ حماقة”، و”الواقعية المناخية”.
أمَّا الصفحات التي تضمنت شخصيّات كانت من بينهم السياسية الأميركية اليمينية مارغوري تايلور غرين، التي نشرت مقالات ومعلومات مضللة حول أزمة المناخ.
أمَّا عن المجموعات شاركت في المقام الأول “الصور الساخرة” التي تنكر وجود تغير المناخ وتسخر من السياسيين الذين يحاولون معالجة هذه الأزمة من خلال التشريعات.
مدير الشراكات في “ستوب فاندينغ هييت”، شون بوكان، قال إنَّ المعلومات المغلوطة حول أزمة المناخ تزداد بوتيرة سريعة، حيث وجد التقرير أن التفاعلات لكل منشور في مجموعة البيانات الخاصة به قد زادت بنسبة 76.7 بالمئة عن العام الماضي.
وأضاف: “إذا استمرت في الزيادة بهذا المعدل، فقد يتسبب ذلك في ضرر كبير في العالم الحقيقي”.
تشريع جديد
ومع استمرار قمة المناخ “كوب 26″، وجّه نشطاء الكونغرس الأميركي والبرلمان البريطاني والكونغرس الأوروبي بتمرير تشريع يستهدف السيطرة على لفيسبوك في ضوء عدم قدرته على وقف التضليل المناخي.
وبحسب الدراسة فإنَّ المعلومات المضللة على فيسبوك حول تغيُّر المناخ وقضايا أخرى، مدفوعة إلى حد كبير بعدد صغير من المصادر.
ووجدت الدراسة أن 78 بالمئة من المعلومات جاءت من 7 صفحات فقط، وكلها تم الإبلاغ عنها قبل عام في تقرير سابق، بينما رفض فيسبوك سابقًا إزالة هذه الصفحات.
وفي مايو 2021، أفادت منظمة آفاز (منظمة غير ربحية معنيّة بالبيئة) بوجود 25 مليون مشاهدة للمعلومات المغلوطة المتعلقة بعلوم المناخ والطاقة المتجددة في غضون 60 يومًا فقط في الولايات المتحدة.
وكان قد كشف فرانسيس هاوغين، موظف سابق في فيسبوك تحول إلى مُبلِّغ عن المخالفات، مؤخرًا أن 87 بالمئة من إنفاق فيسبوك على المعلومات المغلوطة يذهب إلى محتوى باللغة الإنجليزية، على الرغم من حقيقة أن 9 بالمئة فقط من مستخدميه يتحدثون الإنجليزية.
زر الذهاب إلى الأعلى