المتابع لما يطرح من حوارات ومناقشات عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول الانتخابات النيابية يقرأ عبارات العنف اللفظي منها المبطن ومنها الصريح وهي مناقشات تعتمد استخدام لغة التجريح والوعيد والتخوين بهدف إسكات الآخرين وتشويه صورتهم أو تقليل من مصداقيتهم.
يعد الحوار مطلبا اساسيا للوصول إلى نقاط مشتركة بين جميع التوجهات خاصة عندما يكون هدف الجميع الارتقاء بالواقع الوطني سياسيا واقتصاديا وتشريعيا.
لكن العنف اللفظي في المناقشات الانتخابية يعزز الفجوة ببن افراد المجتمع وتسود الكراهية وثقافة الانتقام بدل التقدم والتعاون من اجل الصالح العام .
والعنف اللفظي بكل أشكاله والوانه هو تعبير عن حالة من الارتباك وضيق الافق والتقوقع حول المصالح الشخصيه التي ترتدي لبوس المصلحة العامة ومثل هذه الحالة يطفوا على الحوار لغة العنف والإقصاء والتهديد ، مما يدفع المجتمع إلى الانقسام ليس على مبدا أو وجهة نظر أو رأي إنما على أساس ردة فعل غاضبة اتجاه كلمة تمس مشاعر الآخرين وبذلك يخسر المجتمع ترابطه ووحدته ولا ينجز أو يحقق هدفه في الوصول إلى انتخابات تحقق طموحه عبر إيصال من يرى أنه يتوافق مع قناعاته السياسية والاقتصادية والتشريعية وبناء الدولة الحديثة. المناقشات الانتخابية تعكس حقيقة الانتماء للوطن والحرص على مصلحة الوطن على امنه واستقراره ونهضته عبر مرشحين همهم الوطن وليس سواه وعليه يجب أن تكون الحوارات الانتخابية فضاءً للحوارات الملتزمة بقيم الديمقراطية واحترام الرأي والراي الآخر وتبادل الآراء والافكار .
الإنتخابات النيابية ليست صراعات بين مكونات عشائرية ومجلس النواب ليس مغنما من حرب عشائرية حتى يسعى إلى تقاسمها ممثلو العشائرية في الانتخابات ،،، الانتخابات النيابية عملية تحقيق بناء الجزء الرئيسي من النظام الدستوري للدولة الأردنية التي ينص دستورها بأن نظام الحكم نيابي ملكي وراثي ، وهذا النظام يشكل هوية الدولة الأردنية بكل مكوناتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومن هذا المنطلق يكون من حق الجميع المشاركة والمساهمة في تعزيز بناء الدولة بالمفهوم الدستوري الذي جاء في مضمونه بأن جميع الأردنيين متساوين بالحقوق والواجبات ولم يفرق أو يميز بين أبناء الوطن .
بناء اي دولة يقوم على ايمان مواطنيها بها وعلى صدق الانتماء والولاء لها، وهذا الإيمان والولاء والانتماء، لا يتحقق ولا يتأكد الا عبر نهج ديمقراطي يؤمن فيه الجميع أفراد ومؤسسات بحق التنوع في الأفكار والبرامج والطروحات والاختبار وايضا بحق الدفاع عن الرأي والراي الآخر وخصوصيته عبر أدوات ديمقراطية تعزز الالتحام الوطني الذي يقود إلى بناء دولة المواطنة والقانون دولة الرفاه والحياة الفضلى ، بعيدا عن العصببات العشائرية والمناطقية التي تشكل بالعادة بيئة لدعاة الوطنية والانتماءات القائمة على قيم الانتهازية والمصالح الشخصية.
وعلينا ونحن نخوض السجالات الانتخابية أن نتذكر ونتوقف عند جملة من التحديات التي تواجه وطننا الأردن وان تكون هذه التحديات هي العنوان الابرز في محل النقاشات وان نعمل على تعزيز قيم وحدتنا الوطنية وان نعزز مؤسساتنا خاصة البرلمان من خلال انتخاب أشخاص يمتلكون الرؤية والمعرفة والمعلومة عن التحديات التي تواجه وطننا ،،، الفقر ليس صناعة اردنية البطالة ليس طموح الدولة الأردنية، ،، المديونية ليست قدرا أنها التحدي الذي يحاصر دولتنا نتيجة مواقف لم تعجب الشقيق والصديق ونتذكر أننا نذهب إلى انتخابات نيابية بظل محيط مضطرب يستهدفنا كوطن وعلينا أن لا ننشغل بصغائر الأمور وندع المارقون يمرون على حساب وطننا الذي نفديه بالارواح والمهج
زر الذهاب إلى الأعلى