الملف الاخباري : قتل 8 أشخاص على الأقل بضربات روسية نفذّت بطائرات مسيّرة صباح الاثنين على أوكرانيا خصوصا على العاصمة كييف ومنطقة سومي في شمال شرق البلاد.
وعقب هذه الضربات، كتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تلغرام أن العدو “يتصرف بمكر ويقتل مدنيين ويضرب منازل وبنى تحتية”.
وأضاف “لقد سقط 4 قتلى بعد الهجوم على مبنى سكني في كييف، من بينهم زوجان كانا ينتظران طفلا. عمليات الإنقاذ لم تنته بعد. الإرهاب يجب أن يخسر، وسيخسر”.
وأرفق رسالته بصور للمبنى المتضرر مع كومة من الأنقاض محاطة بعمال الإغاثة.
وبحسب رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو، فإن المرأة الشابة التي قتلت في المبنى كانت حاملا في شهرها السادس.
من جهته، أكد الجيش الروسي أنه “أصاب” كل أهدافه بـ”أسلحة عالية الدقة”.
وفي واشنطن، هدّدت الولايات المتحدة الاثنين بأنها ستتخذ إجراءات في حق الشركات والدول التي تتعاون مع برنامج الطائرات المسيّرة الإيرانية بعدما استخدمتها روسيا في ضربات قاتلة على كييف.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحافيين “أي جهة تتعامل مع إيران قد تكون على علاقة بالطائرات المسيّرة أو تطوير الصواريخ البالستية أو تدفق الأسلحة من إيران إلى روسيا، يجب أن تكون حذرة جدا وأن تتخذ الاحتياطات اللازمة… لن تتردد الولايات المتحدة في استخدام العقوبات أو اتخاذ إجراءات ضد الجناة”.
من جانب آخر، قُتل شخصان على الأقل الاثنين في تحطم طائرة عسكرية روسية اصطدمت بمبنى سكني في ييسك في جنوب روسيا قرب أوكرانيا، كما ذكرت وكالات الأنباء الروسية.
ونقلت وكالات “تاس” و”إنترفاكس” و”ريا نوفوستي” عن الخدمة المحلية التابعة لوزارة الحالات الطارئة الروسية “حتى الساعة، قتل 2 وأدخل 15 المستشفى”.
5 مسيّرات فوق كييف
واستهدفت العديد من الضربات منشآت حيوية في 3 مناطق من بينها العاصمة، تاركة “مئات الأحياء” بدون كهرباء، كما أفاد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال متحدثا عن تنفيذ ” 5 ضربات بطائرات مسيّرة” يعتقد أنها إيرانية الصنع على كييف و”هجمات صاروخية” على منطقتَي دنيبروبتروفسك (وسط شرق) وسومي (شمال شرق).
وفي كييف، أفادت خدمات الطوارئ أن طائرة مسيّرة استهدفت مبنى إداريا مكوّنا من 9 طوابق، وبالإضافة إلى القتلى الأربعة الذين سقطوا في الهجوم وتم تحديدهم حتى الآن، أبلغ عن ثلاثة جرحى.
في كييف، سُمع دوي انفجارات في الصباح وكانت صفارات الإنذار قد أطلقت قبل وقت قصير من الانفجار الأول.
وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس إحدى المسيّرات تسقط على مبنى، فيما كان شرطيّان يحاولان إسقاطها بأسلحتهما.
وقال ياروسلاف وهو أحدهما “كنا هنا منذ نصف ساعة تقريبا وسقطت أربع طائرات مسيّرة”.
صواريخ كروز
وقال ساشا، وهو شاب يبلغ 22 عاما ويعيش في مبنى قريب، إن الانفجار الأول أيقظه قرابة الساعة السادسة والنصف صباحا.
وفي منطقة سومي، دمر قصف صاروخي استهدف محولا كهربائيا مبنى إداريا. وبعد منتصف النهار بقليل، كانت الحصيلة أربعة قتلى فيما أنقذ ثلاثة أشخاص من تحت الأنقاض.
وفي منطقة دنيبروبتروفسك، أصابت ضربة بصاروخ كروز استهدفت محولا كهربائيا شخصا واحدا.
من جانبها، قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية “إنيرغوأتوم” إنه كان لا بد من تزويد محطة زابوريجيا (جنوب) الواقعة في صلب المخاوف منذ أشهر، بمولداتها للطوارئ التي تعمل بالديزل لتبريد مفاعلاتها بعدما فصلت عن الشبكة بفعل القصف الروسي.
وقال زيلينسكي على شبكات التواصل الاجتماعي في وقت سابق “طوال الليل والصباح، يرهب العدو السكان المدنيين”.
وأضاف “يمكن العدو أن يهاجم مدننا، لكنه لن يتمكّن من تحطيمنا”.
وطالبت كييف الاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات على إيران التي تنفي تزويد روسيا طائرات مسيّرة لاستخدامها في هجومها على أوكرانيا.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك “إيران مسؤولة عن قتل أوكرانيين. هذا البلد الذي يضطهد شعبه يقوم الآن بتوريد أسلحة وحشية للقتل الجماعي في قلب أوروبا”.
لكنّ طهران كررت نفيها فيما قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر الكناني الاثنين “إيران لم تصدّر أسلحة إلى أي من الطرفين المتحاربين”.
وفي جنوب البلاد، كان الجيش تحدّث في وقت سابق عن إسقاط 26 طائرة مسيّرة من طراز شاهد-136 ليل الأحد الاثنين.
الاتحاد الأوروبي يزيد دعمه
ودعا رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك الحلفاء الغربيين إلى توفير “المزيد من الأسلحة للدفاع عن الأجواء وتدمير العدو”.
وقال إن “الاتحاد الأوروبي يزيد من مساعداته العسكرية لأوكرانيا إلى 3,1 مليارات يورو ويطلق مهمة تدريب عسكرية لجنودنا”.
وكانت الزيادة في المساعدات العسكرية الأوروبية والتدريب الذي سيشمل 15 ألف جندي أوكراني على جدول أعمال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ الاثنين بمشاركة عن بعد لنظيرهم الأوكراني دميترو كوليبا.
وعلى صعيد آخر، أعلن مستشار للرئاسة الأوكرانية الاثنين أنه تم تحرير 108 نساء، معظمهنّ جنديات، في عملية جديدة لتبادل أسرى مع روسيا.
وكتب أندريه يرماك على تلغرام “حصل اليوم تبادل جديد واسع النطاق لأسرى حرب. إنها عملية تبادل مؤثرة ومميزة فعلا: لقد حررنا 108 نساء من الأسر”.
في 10 تشرين الأول/أكتوبر، طال قصف روسي غير مسبوق منذ أشهر من حيث كثافته ومداه كييف وعددا من المدن الأوكرانية فأوقع 19 قتيلا على الأقل و105 جرحى.
وإثر ذلك، تعهّد حلفاء أوكرانيا الغربيون تقديم المزيد من أنظمة الدفاع الجوي وقد سلم بعضها بالفعل.
وروسيا في موقع دفاعي على القسم الأكبر من خط الجبهة في أوكرانيا وتتراجع قواتها منذ أيلول/سبتمبر في شمال البلاد وشرقها وجنوبها.
وسعيا لاستعادة المبادرة، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أواخر أيلول/سبتمبر بتعبئة مئات الآلاف من عناصر الاحتياط لإرسالهم إلى الجبهة.
والاثنين، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف إسرائيل من تداعيات تزويد أوكرانيا أسلحة، قائلا إن أي خطوة تصب في إطار دعم القوات الأوكرانية ستضر بشدّة بالعلاقات الثنائية.
وقال ميدفيديف الذي شغل في الماضي منصبي الرئيس ورئيس الوزراء في بيان على تلغرام إن “إسرائيل تستعد على ما يبدو لتزويد نظام كييف الأسلحة”.
من جانبه، بدأ حلف شمال الأطلسي تدريبات عسكرية “روتينية” الاثنين لاختبار منظومته للردع النووي في أوروبا، في ظل توتر مع روسيا التي هددت باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا.
أ ف ب
زر الذهاب إلى الأعلى