ارشيف

“شريعة اليرموك” تعقد يومها العلمي “العلامة الدكتور ماجد عرسان الكيلاني: عطاؤه الفكري والتربوي”

الملف الإخباري- مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور موسى ربابعة، افتتاح اليوم العلمي لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بعنوان “العلامة الدكتور ماجد عرسان الكيلاني: عطاؤه الفكري والتربوي”، الذي نظمته الكلية بالتعاون مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي، بحضور نائب رئيس الوزراء الأسبق العين جمال الصرايرة، ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبق الدكتور عبد الناصر أبو البصل.
وألقى نائب عميد الكلية الدكتور محمد المحمد كلمة أكد فيها ان كلية الشريعة والدراسات الإسلامية اعتادت على عقد يومها العلمي كل عام بهدف تسليط الضوء على قضايا مهمة متصلة بالتخصصات في الدراسات الإسلامية مما يتيح مجالا واسعا لعرض تلك القضايا ومناقشتها من قبل متخصصين، وتشجيع الباحثين للبحث والكتابة فيها، مشيرا إلى أن تحفيز الطلبة على متابعة هذه الأيام العلمية جاء تحقيقا لرسالة الكلية وأهدافها من نشر الوعي وتصحيح المفاهيم، وتعزيز القيم.
وأشار المحمد إلى أنّ العلامة ماجد الكيلاني كان أحد أعلام كلية الشريعة قضى فيها عدة سنوات، أستاذا لطلبة الدراسات العليا بقسم الدراسات الإسلامية، وإيمانا من الكلية بأهمية الوقوف على هذه الشخصية العلمية والدعوية البارزة، ووفاء من أساتذة الكلية لأستاذهم وأستاذ الأجيال، ارتات الكلية أن يكون موضوع اليوم العلمي عن العلامة ماجد الكيلاني.
وأكد على ان العلماء هم صمام الأمان لهذه الأمة، فالعلم يبقى ببقائهم ويذهب بذهابهم، مشددا على ضرورة تدارك ما تركوه لنا من جهود وعلوم سيما وأن الأمم التي تود أن تنهض بنفسها وأبنائها ينبغي لها إكرام علمائها، مشددا على ضرورة أن نقف على جهود أعلام بلدنا في كل المجالات الحديثية والفقهية والقانونية والتربوية وغيرها، دارسين لفكرهم وعلمهم، تحليلا واستنباطا ونقاشا بما يؤدي الى توسيع مساحة الوعي لدى طلبتنا، وزيادة قدرتهم على التواصل مع الواقع بفهم عميق دقيق، وبنائهم عقلا ووجدانا لننهض بأنفسنا وأبنائنا وأمتنا لتكون في طليعة الأمم.
وألقى المستشار الأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي الدكتور رائد عكاشة كلمة قال فيها إن فكرة هذا اليوم العلمي تنبعث من تلمّسنا واستشعارنا للدور الحضاري الذي قام به المرحوم ماجد عرسان الكيلاني في تشكيل الهوية الحضارية للمجتمع الأردني، وفي تشكيل الوعي بمكونات هذه الهوية من جهة، وبكل ما يعمل على محاولة نسفها وطمسها من جهة أخرى.
واكد عكاشة ان البحث عن الهوية الحضارية ليس استجابةً لمثال في الماضي أو تحقيقاً لأمل في المستقبل فقط، بل هو ضرورة حياتية ووجودية للمثقف الأردني، تفرضها ضرورةُ الاستمرار والبقاء في الحاضر.
واشار إلى أن من أهم اهداف هذا الملتقى العلمي صياغة رؤية علمية عملية للتعامل مع مشروع الكيلاني، نظرا إلى أننا نعيش الآن في مرحلة قادرون فيها على تحديد تصور واضح عن طبيعة العلاقة بين التبعية والتخلف والسكون من جهة، والكينونة والانعتاق والتطور والإبداع من جهة أخرى.
واشار الى أن المرحوم الكيلاني قد دعا في مناسبات كثيرة إلى أنّ الانعتاق المعرفي بحاجة إلى العقول المبدعة والمبتكرة والناقدة، وإلى التكيف الإبداعي الذي يمكّننا من مواكبة التغيّر، مشددا على أهمية هذه الملتقيات العلمية التي تبحث في جهود المفكرين والمجددين والمصلحين.
ومن جانبه ألقى رئيس قسم الدراسات الإسلامية الدكتور أحمد ضياء الدين كلمة أكد فيها أنه من حق العلماء على من علموهم أن يذكروهم بخير، وأن يهتموا بعلمهم، وأن يجعلوا منهم قدوة لهم.
وأشار إلى أن العلامة الكيلاني تميز بعلمه وما قدمه من خدمات لأمته ووطنه وللفكر التربوي الإسلامي، فتاريخه العلمي والأكاديمي تاريخ مشرق ومتميز، فهو قامة أردنية ورجل المهمات العلمية ورجل المواقف الذي يستطيع أن يدافع عن وجهة نظره بكل كفاءة واقتدار فهو الأستاذ الجامعي الذي درس مئات الطلاب وأعطاهم من علمه الكثير وترك بصماته واضحة في كل المواقع التي عمل فيها.
وأشار ضياء الدين إلى أن من قرأ كتب الكيلاني سيلاحظ ان الأفكار التي ذكرها وقام بشرحها وتوضيحها في كتبه هي أفكار متكاملة كافية لوحدها لتقدم منهجا تعليميا جديدا في العالم الإسلامي.
وشدد على حاجتنا إلى أن نعيد النظر في أصول الفكر التربوي الإسلامي وذلك من خلال فكر العلماء المعاصرين نظرا لفهمهم لهذا الواقع وتحسس مشكلاته وفهم تحدياته ومن هؤلاء المرحوم د. الكيلاني الذي فهم النصوص بطريقة تواكب الحضارة وتخدم التربية.
فيما ألقى الدكتور محمد ماجد الكيلاني كلمة باسم عائلة المرحوم الدكتور ماجد الكيلاني مثمنا فيها جهود جامعة اليرموك وحرصها على تقدير العلم والعلماء ومنهم والده المرحوم الدكتور ماجد الكيلاني المفكر والتربوي والعالم، لافتا إلى أن شهادة الابن في أبيه، ربما غلبت فيها العاطفة على العقل، ولكن المرحوم يعتبر شخصية استثنائية مشهود له بأنه عالم فذ ومفكر إسلامي كبير وصاحب قضية.
واستعرض بعضا من مؤلفات العلامة الكيلاني التي تزيد على الثلاثين مؤلفا، تركت أثرا كبيرا وهائلا في المجتمعات العربية والإسلامية، منها: كتاب ترجم إلى أكثر من ستة لغات لأهميته وخطورته، من وجهة نظر أعداء الأمة، في إيقاظ الصحوة والشباب المسلم “هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس”، وكتاب ” فلسفة التربية الإسلامية” الذي نال عليه جائزة الفارابي العالمية في عام 2008 دورتها الأولى للعلوم الإنسانية، وكتاب “الخطر الصهيوني على العالم الإسلامي”، و”التعليم ومستقبل المجتمعات الإسلامية في التخطيط الإسرائيلي”، وكتاب “التربية والعولمة”.
وفي المحاضرة الافتتاحية لليوم العلمي، عرض المدير الإقليمي للمعهد العالمي للفكر الاسلامي الدكتور فتحي ملكاوي، عددا من المسائل التي تخص إنجازات الدكتور الكيلاني في المجال الثقافي والتربوي، مع إشارته إلى أعماله الخاصة بالفكر التربوي الإسلامي، والمتمثلة بالإنجازات التربوية والثقافية، وكتاباته المبكرة من حيث تنبيه للخطر الصهيوني والتعليم ومستقبل المجتمعات الإسلامية في التخطيط الاسرائيلي.
وفيما يخص الأطروحات الجامعية، أكد الملكاوي أن هاجس الكيلاني في هذه الأطروحات كان التربية والتعليم، مبينا في الوقت نفسه أن البُعد التاريخي كان حاضرا فيها جميعا، فقد كان واضحا ان دراسته للتاريخ في المرحلة الجامعية الأولى كانت عنصرا هاما في الوعي بالبعد التاريخي لأي قضية يتناولها في بحثه.
وأضاف أن أبرز ما عُرف به ماجد الكيلاني في مجال التأليف هو كتاب ” هكذا ظهر جيل صلاح الدين، وهكذا رجعت القدس” حيث انطلق في تأليفه من تحليل واقع الأمة الإسلامية وما كانت تعانيه من تخلف وتجزئة وتبعية، من خلال النظر إلى هذا الكتاب على أنه بحث في التاريخ الحضاري لحالة المجتمع الإسلامي في الحقبة التي سبقت صلاح الدين الأيوبي وكيف كان ذلك المجتمع يعاني من حالات الضعف والهوان في سائر المجالات.
وتضمنت فعاليات اليوم العلمي عقد جلستي عمل، ادار الجلسة الأولى الدكتور عبد الناصر أبو البصل، ناقشت موضوعات “مؤلفات الدكتور ماجد الكيلاني: قراءة تحليلية تقويمية”، و”بنية النظرية التربوية الإسلامية عند الدكتور ماجد الكيلاني”، و”وتأصيل الدراسات التربوية عند الدكتور ماجد الكيلاني”.

فيما ترأس الجلسة الثانية جمال الصرايرة، ناقش خلالها موضوعات “مفهوم التجديد ومجالاته عند الدكتور ماجد الكيلاني”، و”منهج الدكتور ماجد الكيلاني في بناء الشخصية الإسلامية والأسرة والمجتمع والأمة”، و”سنن التغيير وتوظيفها في إعادة بناء المجتمع لمواجهة التحديات – هكذا ظهر جيل صلاح الدين حالة”.
كما تضمنت فعاليات اليوم عرض فيلم تعريفي عن المرحوم الدكتور ماجد الكيلاني وأبرز محطات حياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى