الملف الاخباري : يجب أن تتوقف هذه الحرب حالاً، ويجب أن تصل الآن إلى نهايتها، في أي حال وبأي ثمن. لا سبب لاستمرارها، ولا جدوى لها. ثمنها الفظيع يفوق الفائدة التي قد تأتي منها، هذا إذا كانت هناك أصلاً أي فائدة، وحتى لا توجد أي شرعية لمواصلة تدمير غزة وقتل عشرات الآلاف من المدنيين فيها. الآن، حيث الغضب المبرر خفت ولو قليلاً، وقل هياج النفوس قليلاً، يجب فحص استمرار الحرب بهدوء. النتيجة واحدة: يجب أن تتوقف.
صفقات إعادة المخطوفين وإطلاق سراح السجناء كانت حتى الآن أفضل مما هو متوقع. كانت الكلمة من قبل الطرفين. حتى الكلبة بيلا تم إطلاق سراحها في وضع معقول كما يبدو. ولكن معظم المخطوفين لم يتم تحريرهم بعد. ويجب الاستمرار في العمل على تحريرهم حتى آخر شخص منهم، الذي قد يؤدي إلى إطلاق سراح آخر السجناء الأمنيين في إسرائيل.
يجدر التعود على ذلك لمن يصعب عليه الهضم. لذا، لا حاجة لاستمرار القتال. بالعكس، استمرار القتال يمكن أن يؤدي إلى إحباط عمليات التحرير القادمة وسيعرض حياة المخطوفين للخطر. الصفقات وحدها هي التي ستؤدي إلى إطلاق سراح الجميع، وقد تجرى فقط في شروط وقف إطلاق النار.
الهدف الثاني لإسرائيل لم يتحقق، وثمة شك في تحقيقه بثمن معقول. بعد شهرين تقريباً من القتال، ما زالت حماس على قيد الحياة، وجزء من قواتها على الأقل منظم، كما يمكن رؤية ذلك أثناء عملية تنفيذ صفقات المخطوفين. الجيش الإسرائيلي يقول إنه قتل خمسة آلاف من مقاتلي حماس، ربما يكون ذلك صحيحاً، وربما لا. ولكن القيادة العليا وجزء من بنيتها التحتية بقيت على حالها.
لقد قالوا لنا إن معظم البنية التحتية والقيادة موجودة في مدينة غزة، فدمرناها. والآن يقولون لنا بأنها في خانيونس. بعد يوم على تدمير خانيونس سيقولون لنا إن بنيتها التحتية المهمة موجودة في رفح. عندها سندمر رفح أيضاً، إلى أن يقولوا لنا بأن قلب حماس النابض موجود رفح المصرية. ومثل الأفق أيضاً، سيبتعد هذا الهدف كلما اقتربنا منه. حماس تعرضت لضربة شديدة، مستقبلها مرهون الآن بالاتفاقات الدولية التي سيتم التوصل إليها، ليس بدرجة أقل مما هو مرهون قتال آخر.
زر الذهاب إلى الأعلى