الملف الاخباري : أعلنت حركة طالبان، اليوم الأحد، دخول العاصمة الأفغانية كابل، دون قتال وأن مقاتليها نجحوا في تأمين مراكز الشرطة وجامعة كابل ووزارة التعليم.
وغادر الرئيس أشرف غني من أفغانستان الى طاجيكستان، تاركا السلطة لحركة طالبان التي يعتبر وصولها للعاصمة كابول انتصارا عسكريا كاملا لها بعد سيطرت على معظم المدن الافغانية الحيوية في مدة لا تزيد عن عشرة أيام.
وتستعدّ الحركة للعودة إلى السلطة، بعد 20 عاماً على استبعادها عن الحكم بالقوة من جانب تحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بسبب رفضها تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في أعقاب اعتداءات 11 أيلول 2001.
ودعا وزير الداخلية الأفغاني عبد الستار ميرزا كوال الأفغان إلى “عدم القلق”، مشيرا الى أن “انتقالاً سلمياً للسلطة إلى حكومة انتقالية” سيجري.
وأكد المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين في تصريحات صحفية أن الحركة تريد انتقالاً سلمياً للسلطة “في الأيام المقبلة”، ضمن حكومة إسلامية جامعة، ما يعني أن جميع الأفغان سيحظون بتمثيل في هذه الحكومة.
ودعا حلف شمال الأطلسي الذي يسحب قواته من أفغانستان أيضا إلى حل سياسي للنزاع الذي بات ملحا أكثر من أي وقت مضى.
وتمكنت طالبان التي بدأت هجومها في أيار الماضي مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأميركية والأجنبية، من السيطرة خلال عشرة أيام على غالبية مناطق البلاد.
وكان الرئيس الافغاني اشرف غني طلب من قوات الأمن عبر مقطع فيديو وقبل مغادرته البلاد ضمان سلامة جميع المواطنين، معتبرا أن هذه المهمة من مسؤولية حكومته التي بوسعها فعل أي شيء لحماية المواطنين وممتلكاتهم على حد قوله.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن بدء إجلاء الدبلوماسيين الأميركيين والأفغان الذين تعاونوا مع بلاده الولايات المتحدة ويخشون على حياتهم.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن رفع عدد الجنود الأميركيين في مطار كابول الى 5 الاف لضمان عملية الإجلاء هذه والتي تشمل 30 ألف شخص.
وواصلت المروحيات الأميركية رحلاتها ذهابا وإيابا بين السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء المحصنة في وسط العاصمة والمطار الذي بات المخرج الوحيد من البلاد.
وهدد بايدن حركة طالبان برد “سريع وقوي” في حال شنت هجوما يعرض حياة المواطنين الأميركيين في افغانستان للخطر، في الوقت الذي دافعت فيه ادارته عن قرارها وضع حد لهذه الحرب المستمرة منذ 20 عاما وهي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
وأعلنت السلطات الدنماركية والألمانية الأحد أن كل رعاياهما نقلوا إلى مطار كابول فيما أكدت كندا أن كل مواطنيها غادروا البلاد، فيما ستجلي السويد موظفي سفارتها قريبا بحسب وزيرة الخارجية آن لينده.
وفي المقابل أكدت روسيا أنها لا تعتزم إخلاء سفارتها مشيرةً أيضاً إلى أنها تعمل من أجل عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن حول أفغانستان، فيما دعت النروج التي تدير ملف أفغانستان في مجلس الأمن مع إستونيا إلى “اجتماع عاجل في أقرب وقت ممكن”، في الوقت الذي اعلن فيه حلف شمال الأطلسي استعداده للمساهمة في ضمان أمن مطار كابول لتسهيل عمليات الإجلاء.
وكان حكم طالبان على أفغانستان قد انهار بعد التدخل الأميركي العسكري عام 2001، في أعقاب هجمات أيلول، وتم وضع دستور جديد للبلاد، ونظمت انتخابات ديمقراطية.
وفي 29 شباط من العام الماضي، وقعت الولايات المتحدة مع ممثلي المكتب السياسي لحركة “طالبان” في العاصمة القطرية الدوحة اتفاقا يقضي بسحب القوات الاميركية وقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن من أفغانستان خلال 14 شهرا. ونص الاتفاق على قطع طالبان علاقاتها مع الجماعات الإرهابية، وعدم استخدام أراضي أفغانستان كملاذ للجماعات الإرهابية أو لشن عمليات تهدد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
وبحسب تصريحات اعلامية لقادة في طالبان، فإن الحركة ستعلن قريبا الإمارة الإسلامية من القصر الرئاسي في كابل.
وكان مقاتلو الحركة دخلوا بعد عصر اليوم العاصمة الأفغانية كابول وسيطروا على القصر الرئاسي ومطار المدينة العسكري، وذلك بعد فرار قوات الأمن ومغادرة الرئيس أشرف غني إلى طاجيكستان.
ونقل عن متحدث باسم طالبان قوله إن سياسة الحركة ستقوم على ترك العقوبات كالإعدام والرجم وقطع الأعضاء للمحاكم للبت فيها، مضيفا أنه سيسمح لوسائل الإعلام بانتقاد من تريد لكن من دون تشهير.
وأكد المتحدث أنه سيسمح للمرأة بمغادرة المنزل وحدها دون مرافق، وأن حقوقها ستحترم وسيسمح لها بالتعليم والعمل، على أن ترتدي الحجاب.
–(بترا)
زر الذهاب إلى الأعلى