الملف الإخباري- ألقى معالي الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات رئيس جامعة جدارا محاضرة في الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع، مساء الأربعاء 30/11/2022، حول الجامعات الخاصة الاردنية (الواقع والتحديات والتطلعات), وبحضور رئيس الجمعية معالي الأستاذ الدكتور رضا الخوالدة، ورئيس جامعة البتراء الدكتور رامي عبدالرحيم الشياب ومساعد رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها، الأستاذ الدكتور زيد البشايرة، وأعضاء الجمعية الأردنية للبحث العلمي، وعدد من أساتذة الجامعات الأردنية والمهتمين بشؤون التعليم العالي والبحث العلمي.
واستعرض عبيدات في محاضرته مسيرة الجامعات الخاصة الاردنية من حيث: الواقع الذي وصلت إليه، والتحديات التي تواجهها، والتطلعات التي ترنو إليها.
وقدم عبيدات خلال المحاضرة شرحآ وافيآ واحصائيات مفصلة عن الجامعات الخاصة الاردنية، من حيث نشأتها، واعداد الطلبة الملتحقين بها حيث وصل عددهم إلى 102.000طالبآ وطالبة ما نسبته 27.8% من اعداد الطلبة الملتحقين بالجامعات الأردنية والذين وصل عددهم إلى 366.406 طالبآ وطالبة، كما بلغ عدد اعضاء الهيئة التدريسية الجامعات الخاصة إلى 4000 وهذا مؤشر على مدى مساهمة الجامعات الخاصة باستيعاب هذه الاعداد الهائلة من الطلبة والأساتذة، مما يشكل رافدآ وطنيآ واقتصاديآ واجتماعيآ هامآ، يخفف العبء عن كاهل الدولة، والتخفيف من نسب البطالة والفقر، ومنع خروج ابنائنا للدراسة في الخارج، والحفاظ على مئات الملايين من الدنانير من مغادرة الأردن.
وأضاف عبيدات أن هنالك إنطباعات عامة خاطئة عن جامعاتنا الوطنية الخاصة، وانها فقط تسعى للربح على حساب جودة المخرجات، وتغول رأس المال على الحاكمية الاكاديمية للجامعات وعدم تشجيع البحث العلمي، ولكن الواقع يقول بعكس ذلك: فالجامعات الخاصة لديها استثمارات بحوالي ملياري دولار، وموازناتها السنوية 300 مليون دولار، وتشغل 4000 عضو هيئة تدريس، و 7000 من العاملين والإداريين، وتساهم بالبحث العلمي وتدعمه وتشجع على نشر الابحاث والدراسات العلمية، وهناك قصص نجاح لكثير من جامعاتنا الخاصة وبرامجها ومخرجاتها التي تتوافق مع سوق العمل، وتستقطب الاف الطلبة من خارج الأردن للدراسة فيها، مما يعزز دخول العملة الصعبة للبلد وما يرافق ذلك من نهضة وحركة سوقية تنشط الاقتصاد الوطني وزيادة الناتج المحلي الإجمالي ورفد خزينة الدولة.
وتحدث عبيدات عن التشريعات الناظمة لعمل الجامعات، وأن فيها الكثير من الشوائب والثغرات، وعدم العدالة في تطبيق معايير الإعتماد العام والخاص على الجامعات الحكومية اسوة بالخاصة، والقبول الموحد الذي يستثني الجامعات الخاصة ويحرمها من وجود الطلبة ذوي المعدلات العالية، وعدم ثبوت التشريعات وخصوعها في كثير من الأحيان للمزاجية، وسياسة القبول المباشر في جامعات الأطراف خارج نطاق القبول الموحد، ووجود جامعات خاصة داخل الجامعات الحكومية من خلال وجود البرنامج الموازي والبرامج الدولية، مما يؤثر سلبآ على مسيرة جامعاتنا الوطنية الخاصة.
وأضاف عبيدات أن الجامعات الخاصة عملت على تحريك عجلة النو الإقتصادي من خلال الإستثمار الناجح في التعليم العالي، مما ساهم في حل مشكلتي الفقر والبطالة، وتنمية المجتمع المحلي والمدني، وحققت طموح وأحلام الألاف من ممن لم يحصلوا على مقاعد في الجامعات الحكومية، كما وساهمت في رفد السوق المحلي والإقليمي والدولي بالكفاءات المدربة والمؤهلة، ونجحت كمراكز للفكر والتعليم والريادة والابداع، وأكد عبيدات أن فكرة إنشاء الجامعات الخاصة الاردنية قد جاءت بتوجيهات من قيادتنا الهاشمية الحكيمة لغايات النهوض في قطاع التعليم العالي والإستثمار الأمثل به، وتخفيف العبء عن كاهل القطاع الحكومي، والتشجيع على الإستثمار في الموارد البشرية والتي تعتبر بحق ثروة الأردن الحقيقية.
وطالب عبيدات الجهات الحكومية وعلى رأسها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بدعم قطاع التعليم العالي الخاص، وتخفيف القيود على دخول الطلبة الوافدين للدراسة في جامعاتنا، والسعي الجاد على إعادة الإعتراف في الكثير من الجامعات لدى اشقائنا في دول الخليج العربي، وتسويق جامعاتنا خارجيآ، ووقف الحملات الإعلامية السلبية التي تشوه صورة التعليم العالي الأردني في الخارج مما ينعكس سلبآ على مسيرة جامعاتنا وسمعتها الاكاديمية والتعليمية.
واختتم عبيدات محاضرته بالتطلعات التي يرنو إليها قطاع التعليم الجامعي الخاص، ومن أهمها: المساواة بتطبيق معايير الإعتماد العام والخاص على جميع الجامعات الأردنية الخاصة والحكومية، وإيجاد نظام تشريعي ينظم العلاقة بين الأكاديميا ورأس المال، بحيث تكون المخرجات للجامعات متميزة وبنفس الوقت المستثمر يستطيع تحقيق الأرباح وديمومة الإستثمار، وإدراج الجامعات الخاصة ضمن القبول الموحد أو التحول للقبول المباشر لكافة الجامعات الخاصة والحكومية، وتمثيل الجامعات الخاصة في مجالس حاكمية وزارة التعليم العالي وهيئة الإعتماد، وتقديم الدعم الحكومي من خلال التسهيلات والإعفاءات اللازمة للجامعات الخاصة اسوة بالحكومية، والمضي قدمآ في إدماج التعليم الإلكتروني وفق الأنظمة المرعية، وقال عبيدات أننا في الأردن نحمد الله عز وجل على تميز بلدنا بقطاعي الصحة والتعليم، سائلآ المولى عز وجل أن يحفظ بلدنا العزيز في ظل القيادة الهاشمية المظفرة بقيادة جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.
وكان رئيس الجمعية معالي الأستاذ الدكتور رضا الخوالدة قد قدّم المحاضر وتحدث عن سيرته الذاتية ومسيرته الأكاديمية والعلمية والسياسية؛ وأكد على أن الجامعات الخاصة جامعات وطن قدمت الكثير في سبيل تطوير التعليم العالي ومخرجاته والمساهمة في رفد سوق العمل بالقوى البشرية المؤهلة.
واعقب المحاضرة حوار موسع بين الحضور والمحاضر أجاب فيه عن اسئلتهم واستفساراتهم ومداخلاتهم، وقدم عبيدات درع جامعة جدارا لرئيس الجمعية.
زر الذهاب إلى الأعلى