الملف الإخباري- مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى عميد كلية الآداب الدكتور موسى ربابعة افتتاح فعاليات ندوة “عرار واللغة الفارسية” التي نظمها كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية وقسم اللغات السامية والشرقية بالتعاون مع المكتب التنفيذي لاحتفالية اربد العاصمة العربية للثقافة لعام 2022 ومديرية ثقافة اربد، بمشاركة الدكتور يوسف البكار، والدكتور بسام ربابعة، والدكتور عبدالكريم جرادات، وبحضور مدير مديرية ثقافة اربد الدكتور عاقل الخوالدة.
وقال ربابعة في كلمته التي ألقاها خلال الافتتاح إن عنوان الندوة “عرار واللغة الفارسية”، يشي بصلة عرار بالثقافة الفارسية، التي تجسدت بترجمة عرار ل “رباعيات الخيام”، لافتا إلى أن وعي عرار بتجربة الخيام وإدراكه لأهمية الرباعيات بما تشكله من رؤية للعالم قد جعلته ينهض بترجمتها.
وتابع: إن صلة عرار باللغة الفارسية تجلت في ترجمته لرباعيات الخيام، حيث جاءت ترجمة عرار في بواكير الترجمات العربية للرباعيات، مشيرا إلى أن شخصية كل من عرار والخيام قد اتسمت بالتعدد والتنوع، فالخيام شاعر وفيلسوف ورياضي وفلكي، وعرار شاعر وكاتب ومترجم ومعلم ومحام، فأفق كل واحد منهما يمكن أن يستوعب الآخر، موضحا أن “عرار” حاور الخيام بطريقة منمازة وهي الترجمة التي تمثل الحلقة الأولى للتواصل مع الآخر، أو الثقافة المغايرة، فحضور الخيام لم يكن بخاف عند كثير من الشعراء مثل فيتزجرالد، وإزرا باوند وإليوت.
وقال ربابعه إن ما يميز هذه الندوة ان فرسانها الثلاثة من المشتغلين في اللغة والأدب الفارسي، وهو أدب أقرب ما يكون إلى التفاعل بين الثقافتين العربية والفارسية، من خلال الترجمة القائمة على الحوار والتثاقف والدراسات المقارنة، الامر الذي يعد مظهرا من مظاهر التواصل الفكري بين الثقافات والحضارات، فصلة العرب بالثقافة الفارسية صلة وشيجة ووثيقة عبر حركية الأدب وسيرورة التاريخ.
من جانبه ثمن الخوالدة جهود جامعة اليرموك التي كانت الحاضنة لعشرات الفعاليات الثقافية التي أقامتها احتفالية اربد العاصمة العربية للثقافة لعام 2022، مما يؤكد الاهتمام الذي توليه إدارة الجامعة بالجانب الثقافي، مؤكدا أن “عرار” لا يزال تربة خصبة للبحث والنقد والتساؤلات هل يوجد شيء غير رباعيات الخيام ترجمه “عرار”، وهل ترجمته لرباعيات الخيام كانت استجابة لثقافة تلك الفترة.
بدوره ألقى شاغل كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية الدكتور نبيل حداد كلمة قال فيها إنّ تنظيم هذه الندوة يأتي من إدراك متزايد بأهمية ما تركه لنا رواد حياتنا الأدبية من إرث نفيس، فمهما بدت عليه الوثيقة للوهلة الأولى من ضآلة الشأن وانعدام الفائدة لتنجلي الأمور بعد ذلك عن كنز تاريخي مدفون ستتضح قيمته مع الأيام.
وشدد حداد على أنه يتوجب علينا أن نتعلم من أجدادنا العلماء، الذين ما كانوا يحسون بخطر خارجي حضاري داهم، حتى يسرع الكثير منهم لإخفاء المخطوطات النفسية في جدران المساجد حفظاً لها من أيدي العابثين، أو جنون الغزاة الجهلة المارقين.
وقال: تحية لذكرى ورمز الثقافة العربية الكبير شاعر الأردن مصطفى وهبي التل الذي حجز لوطنه وعن جدارة موضعاً في الصدارة المبكرة في المشهد الإبداعي الشعري على المستوى القومي والإنساني.
وثمن حداد دعم إدارة كلية الآداب مما كان له الفضلُ الكبير في المضي قدما في فعاليات الكرسي وبرامجه القادمة، وفي إنجاز هذا الحدث الثقافي.
رئيس قسم اللغات السامية والشرقية الدكتور بسام ربابعة ألقى كلمة أشار من خلالها إلى أن تنظيم ندوة “عرار واللغة الفارسية”، جاء بهدف التعريف بجهود عرار وإنجازاته في اللغة الفارسية، مؤكدا أن الواجب الوطني والقومي يحتَّم علينا أن نحتفل بشاعر الأردن الكبير، والاعتراف بفضله، ودوره، وإنجازاته، وريادته في الترجمة عن اللغة الفارسية مباشرة، لاسيما وأن عرار قد انفتح على اللغات والثقافات الأخرى ومنها اللغة الفارسية منذ عام 1912م؛ عندما تعرف على رباعيات عمر الخيام التي كانت مدعاة له حتى يتعلم اللغة الفارسية، ويُقدم على ترجمة 155 رباعية من هذه الرباعيات، ويبدع في ترجمتها مشيرا إلى أنه من هنا تكمن أهمية هذه الترجمة كونها الترجمة العربية الأولى التي تمَّت عن اللغة الفارسية مباشرة.
وأضاف أن “عرار” أقدم عام 1925 على نشر 52 رباعية من ترجمته في مجلة “منيرفا” اللبنانية، وأنه لم يكتف بترجمة الرباعيات؛ بل ظل مشغولاً ومسكوناً وباحثاً عن الخيام، وشخصيته، وفلسفته، وآثاره العلمية، والأدبية، وترجمة الرباعيات باللغات الثلاثة التي كان يعرفها وهي: العربية، والفارسية، والتركية، بالإضافة إلى سعيه إلى تأليف كتاب عن الخيام؛ فكتب مقدمة الكتاب، التي بيَّن فيها العوامل التي يتأثر فيها الأدباء والمفكرون، وتحدَّث عن شخصية الخيام، وسيرته، والبيئة التي نشأ فيها.
وأشار الدكتور بسام ربابعة إلى أن “عرار” قد عرف كبار الشعراء الفرس، وقرأ آثارهم، واستشهد بأشعارهم، ومن أشهرهم: جلال الدين الرومي، المعروف في الأدب الفارسي بمولانا، وسعدي الشيرازي، وحافظ الشيرازي، لافتا إلى أن الشاعر الأردني الكبير انطلق بشعره وترجمته نحو العالمية فأضحى مشهوراً داخل الوطن العربي وخارجه، ولا سيَّما لدى الناطقين باللغة الفارسية؛ فأصبح معروفاً لدى المثقفين الإيرانيين، وقد حظي باهتمام الباحثين والدارسين المهتمين بعمر الخيام وترجمة رباعياته، وبدراسات الأدب المقارن في الأدبين العربي والفارسي، كما حظيت ترجمته بالعناية والاهتمام؛ فأضحت ترجمته ومختارات من أشعاره تُدرَّس في العديد من الجامعات الإيرانية، وقد كُتبت حوله، وحول ترجمته للرباعيات عشرات الأبحاث والدراسات باللغتين العربية والفارسية من قبل الناطقين بهذه اللغة.
وتضمنت فعاليات الندوة التي حضرها عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الآداب، والمهتمين من المجتمع المحلي، وجمع من طلبة الجامعة، جلسة علمية ترأسها الدكتور نبيل حداد، وتضمنت موضوعات “عرار وترجمة رباعيات الخيام” للدكتور يوسف بكار، و”عرار واللغة الفارسية” للدكتور بسام ربابعة، و”عرار ورضا توفيق من الائتلاف إلى الاختلاف.
زر الذهاب إلى الأعلى