الملف الإخباري- بوركت الأيادي التي تعمل..بوركت الأيادي التي تكد وتتعب… بوركت كل حبة عرق وجهد لكل عامل، ويتصادف يوم العمال العالمي هذه السنة في اليوم الأخير أو قبل الأخير لشهر رمضان، صحيح أنه عيد نستذكر فيه العمال كل سنة… إلا أنهم يستذكروننا كل صباح وكل لحظة وفي كل الظروف وهم يؤدون اعمالهم لخدمتنا وراحتنا.
كل عام وعمال الوطن بخير، كل عام وأنتم الأجمل، كل عام وأنتم أصحاب اليد المعطاءة، بوركت جهودكم وكل قطرة عرق تنساب من جباهكم لتسهلوا لنا معيشتنا وحياتنا… من خلال خدماتكم لنا او المنتجات التي تصنعوها وتنتجوها أو تنتجوها، لتوفروا لنا كل ما نحتاجه جميعا لتستمر حياتنا ورفاهيتنا، خدمتكم ومنتجاتكم، فالعمل قيمة كبيرة، ولهذا أقترن العمل بالإيمان في كتابنا الكريم.
أما قصة عيد العمال وتخليده والإحتفال به في كل دول العالم وجعله عطله رسمية في بداية شهر أيار من كل عام، ورغم اختلاف التفاصيل،
فتعود ليوم 1 أيار من عام 1886، اي قبل ما يقارب 135 عاماً، والتي ارتبطت بإعدام أربعة عمال في أمريكا ظلماً، حيث بدأت القصة بتظاهر ألآف العمال في أمريكا في مدينة شيكاغو للمطالبة ببعض الحقوق العمالية والتي سبقتهم إليها دول أخرى في ظل إستغلال العمال للعمل حتى 16 ساعة وإنتشار عمالة الأطفال والكثير من هضم حقوق العمال، وتلخصت مطالب العمال في حركتهم بتحديد ساعات العمل ب 8 ساعات في يوم العمل الواحد، والحصول على مستحقاتهم المالية دون مماطله وتأخير، حيث أعلن عمال شيكاغو الاضراب في يوم 1 أيار من عام 1886، وانضم لهم مئات الآلاف في ولايات أخرى، واستمر الإضراب أربعة أيام حتى اجتمع العمال بعمدة شيكاغو لطرح مطالبهم ولكنهم فوجئوا بمداهمة الشرطة لمقر الاجتماع وتفريق العمال بالقوة ونشبت اشتباكات بين رجال الشرطة والعمال، وانفجرت قنبلة في المكان وتم اطلاق النار والقبض على العديد من العمال، وكانت الصحافة تهاجم العمال لتحيزها لأصحاب المصانع ورجال الأعمال،وقتل خلال تلك الأحداث 11 شخصًا وأصيب حوالي 100 عاملًا، وتم القبض علي العديد من القيادات العمالية والعمال المشاركين بالاضراب واتهموهم بتفجير القنبلة، وصدر الحكم على أربعة منهم وبشكل سريع بالاعدام شنقًا وتم تنفيذ الحكم على الرغم من التظلمات بعدم عدالةالمحاكمة،
وخلال تنفيذ حكم الإعدام على العمال كانت زوجة أحد العمال المحكوم عليهم بالاعدام تقرأ رسالة ووصية من زوجها لأبنه يقول فيها ” ولدي الصغير عندما تكبر ستعرف أن والدك بريء وستعرف لماذا تم قتله، وأنه مات من أجل قضية شريفة وستفخر بي بين اصدقائك “.
أعدم العمال الأربعة، وبعد مرور 11 عام على إعدام العمال اعترف مدير الشرطة في الولاية وقتها بأن من رمى القنبلة هم الشرطة وليس العمال، وأن العمال لم يرتكبوا جريمة وقتها، هذا التصريح أثار غضب الكثيرين وأثار الرأي العام في العالم كله وتمت إعادة المحاكمة وحكم ببراءة العمال الذين تم اعدامهم، أما الطفل فقد نشر رسالة والده التي قرأها العالم وتعاطف معه الملايين، وتقرر اعتبار يوم 1 أيار/ مايو من كل عام عيداً عالمياً للعمال في اكثر من 130 دولة.
تحية للعمال وكدحهم وما يبذلونه من جهد وعطاء، ونقول لهم شكراً لا تنتهي… ، وكل عام وأنتم بخير، وكل عام والوطن بسواعدكم ينهض ويكبر ويتطور… حمى الله الأردن.
زر الذهاب إلى الأعلى