الملف الإخباري- قال نائب رئيس جامعة اليرموك للشؤون الأكاديمية الدكتور موسى ربابعة، أن مجلس العمداء قرر الموافقة على منح “منحة شيرين أبو عاقلة” لدرجة الماجستير في كلية الإعلام، إلى الطالبة رزان الزعبي، التي استوفت شروط المنحة كافة.
وأضاف خلال تسليمه “قرار المنحة” للطالبة الزعبي، في الذكرى الثانية لاغتيالها، أنه تقدم للحصول عليها 13 مترشحا، مبينا أن “الزعبي” حصلت على أعلى ترتيب في الدراجات، بعدما جرى المفاضلة بين المترشحين ومقابلتهم، من قبل اللجنة المشكلة لهذه المنحة.
وأكد ربابعة أن جامعة اليرموك، وانسجاما مع رسالتها ومسؤولياتها العلمية والوطنية، وما تمثله القضية الفلسطينية من مكانة وأولوية في فكر الدولة الأردنية بقيادة جلالة الملك، تم الإعلان عن هذه المنحة من باب التكريم لخريجة الجامعة من قسم الصحافة والإعلام عام 1991، والتي اغتالتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عملها الصحفي الميداني في مخيم جنين في العام 2022.
وتعميقا لمسؤولية جامعة اليرموك في مجال البحث العلمي، أشار ربابعة إلى أنه سيتم قبول “الطالبة رزان الزعبي” في مسار الرسالة، وسيكون موضوع رسالتها في القضايا الإعلامية الفلسطينية الخاصة بإبراز آثار الاحتلال ومعاناة الشعب الفلسطيني في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية.
من جهتها، توجهت الزعبي بالشكر والعرفان لجامعة اليرموك على إطلاقها لهذه المنحة الأكاديمية في مجال الإعلام تخليدا لذكرى إحدى خريجاتها البارزات في مجال العمل الإعلامي، وفي هذا تأكيد على عراقتها وجدارتها كجامعة أردنية وعربية تبعث فينا الفخر والاعتزاز.
وأضافت علمتُ عن المنحة وبحثت في شروطها، وكنت انتظر فتح باب الترشح لها، لقيمتها ورمزيتها، وكنت واثقة من حصولي عليها لتحقيقي جميع شروطها.
وتابعت الزعبي: لا أخفي سراً، أنني شعرتُ بالرهبة وأن على كاهلي مسؤولية كبرى، فالصحفية شيرين أبو عاقلة، أتعبت من بعدها في حمل الأمانة، لأنها أدتها بكل مهنية وحرفية، وكنا نرى مدى شغفها بعملها، وعليه سأسعى جاهدة لأكون على قدر هذه المسؤولية وألا أحيد عن بوصلة قضية أمتنا الأولى “فلسطين” وأن أكون معروفة بصاحبة كلمة الحق.
وعلى هامش إعلان المنحة، نظمت كلية الإعلام ندوة علمية لطلبة برنامج الماجستير في الكلية، حول حماية الصحفيين في الحروب والنزاعات، تحدث فيها كل من مدير مكتب قناة الجزيرة في عمّان حسن الشوبكي، وخبير التشريعات الإعلامية الأردنية يحيى شقير.
وقال عميد الكلية الدكتور أمجد القاضي، إن جامعة اليرموك، تضطلع بدورِ هام فيما يخص الإعلام، بوصفها صاحبة الريادة على المستوى الوطني والعربي والإقليمي في التدريس الأكاديمي لمختلف فنونه، مبينا أن هذه الريادة تمتد لعقود طويلة في إعداد الكفاءات الإعلامية والبحثية المؤهلة ضمن أعلى مستويات الجودة والمسؤولية، لتكون هذه الكفاءات قادرة على حمل الرسالة الإعلامية وقيمها السامية.
وأضاف أن جامعة اليرموك، ستواصل تقديم منحة “شيرين أبو عاقلة” وفاء لدمائها ومسيرتها المهنية في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، مؤكدا أن كلية الإعلام تفخر دائما بخريجيها من الكفاءات والقيادات الإعلامية والصحفية، الذين يواصلون مسيرتهم المهنية وفق القيم والمبادئ التي تعلموها في الدفاع عن القضايا العربية ونصرتها.
من جهته، تناول الشوبكي العلاقة التي تربط بين أبو عاقلة وجامعة اليرموك، مبينا أنها كانت تتحدث عن “اليرموك” دائما بفخر وتميز واعتزاز، مشيدا في الوقت نفسه بجامعة اليرموك وكادرها التدريسي والإداري، وسمعة خريجيها.
وأشار إلى المخاطر التي واجهت “شيرين” خلال عملها في قناة الجزيرة كمراسلة للقناة في القدس المحتلة، لافتا إلى إصرارها على التغطية في القدس المحتلة، مستعرضا الصفات التي تميزت بها “شخصية شيرين” وحبها لمعرفة أخبار الأسرى، وتفاصيل حياة عائلاتهم ونقل معاناتهم، كما وأنها كانت قريبة من الناس وصادقة ومحبة لكل محيطها، وعليه أصبح اسمها علما في العالم كله.
وتابع: أن “شيرين” من أكثر الإعلاميين الذين كانوا شاهدين على الحقيقة، وأنها استطاعت رواية السردية الفلسطينية ونقلها للعالم، ورسم صورة جديدة للمعاناة الفلسطينية، مشيرا إلى علاقتها الوثيقة والصادقة بالقضية الفلسطينية، وعلاقتها العميقة بالأردن، مشيدًا بمسيرتها البالغة ٢٥ عاما في الصحافة والتي شكلت منها هذه الأيقونة الصحفية.
ووصف الشوبكي التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون في حرب الإبادة على غزة بالـ “بشعة جدًا”، لأنها تطال عائلات الصحفيين وبيوتهم وأطفالهم، مبينًا أن حجمها أكبر بكثير من أي تهديد سابق في شتى الحروب.
وأشار إلى أن الاحتلال يتصف بالعتمة والطمس، في حين يتصف الإعلام بالشمس والنور، فلا يلتقي الاحتلال والإعلام في خط واحد، منوهًا بأن الاحتلال يرى بأن أخطر ما يشكل تهديدا له هو الإعلام، لأن الاحتلال يراهن على السردية والصورة، وعندما تنهزم سرديته وتنكسر صورته فإن العالم كله سيتغير، وهذا ما نراه اليوم بأن صورة الاحتلال اهتزت ولم تكن كما كان سابقا.
وقال إن التأثير في تغيير الصورة والمشهد الإعلامي لما يجري في غزة لم يكن حكرا على وسائل الإعلام التقليدية، فمنصات التواصل الاجتماعي ساهمت كذلك بمواجهة السردية الإسرائيلية.
من جهته، أكد يحيى الشقير أن شيرين أبو عاقلة هي أكبر شاهد على الحقيقة فيما يخص الحق الفلسطيني، ودورها في رسم صورة جديدة للواقع العربي والمعاناة الفلسطينية، فكانت على “اليرموك” أقسمنا اليمين نِعم القسم ونِعم الدرع، حسب تعبيره.
وأوضح أنه لم يكن هناك اتفاقيات دولية حول انتهاكات الصحفيين وإنما أعراف دولية، إلى أن ساهم الصحفيون أنفسهم بالكشف عن هذه الانتهاكات من أجل تشكيل رأي عام دولي لوقف الحروب، إلى أن جاءت اتفاقية جينيف التي نصت على حماية الصحفيين.
وأشار شقير إلى أن الأعراف والمواثيق الدولية كاتفاقية لاهاي، أكدت على أهمية دور الصحفيين في تغطية الحروب كشهود للتعريف بمآسي الحروب، على اعتبار أن الصحفي هو حامل رسالة وحارس لها.
وحول محاكمة الاحتلال على ما يرتكبه من جرائم في غزة، أشار شقير إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تشكل فرصة لنمو مخالب القانون الدولي، معتبرا أن هناك قاعدة عامة بأن أي طرف يحاصر الصحفيين كشهود أو يُضيق عليهم بالمحاكمات أو المضايقات هدفه عدم وجود شهود على ما يرتكبه من جرائم.
زر الذهاب إلى الأعلى