الملف الإخباري- أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان أن الوزارة حريصة على ترجمة توجيها جلالة الملك عبدالله الثاني بالنزول الدائم والمستمر إلى الميدان، بغية التعرف عن قُرب على احتياجات البلديات والعمل ما أمكن على معالجة القضايا والتحديات التي تواجه البلديات ما أمكن في الميدان، مشيراً إلى أن خطة الحكومة التي يتابعها رئيس الوزراء الدكتور بِشر الخصاونة أولاً بأول تنطلق من استراتيجيها العملية في لقاء المواطنين والتعرف على احتياجاتهم في مناطقهم.
كما أكد كريشان خلال جولة قام بها اليوم (الثلاثاء) على بلديتي لواء الرمثا بأن المجالس البلدية في المملكة، لمست على أرض الواقع نجاعة وأهمية الزيارات الميدانية لفريق الوزارة إلى مراكز البلديات ومناطقها، فيما شعر المواطن أيضاً وعلى أرض الواقع بأن هذه اللقاءات التي يتم عقدها في مباني البلديات تشكل سنداً قوياً للمجالس البلدية، وحافزاً مهمّاً لزيادة وتوسيع الخدمات التي تقدمها البلديات لهم من جهة، وتوجيه أنظار مجالس البلديات إلى أهمية بناء شراكة حقيقية مع القطاع الخاص لإقامة مشروعات تنموية محلية، يتم إدارتها من قِبل القطاع الخاص من جهة أخرى.
وتسهم هذه الشراكة بين الطرفين (بحسب كريشان) في توفير بيئة عمل محلية مريحة وآمنة في مختلف مناطق البلديات، وتعمل على فتح فرص عمل للمواطنين خاصة قطاعي الشباب والمرأة، إلى جانب توفير دخل مستدامٍ ومستمر للبلديات، حتى تتمكن من توسيع الخدمات التي تقدمها للمواطنين.
وأشار نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية خلال جولته الميدانية ولقاءاته مع رؤساء وأعضاء المجلسين البلديين في بلديتي سهل حوران والرمثا إلى أهمية أن تعمل المجالس البلدية الـ (100) في المملكة على استثمار المرحلة الحالية لإعداد الموازنات للعام القادم 2023 للبلديات لوضع الخطط والبرامج التنموية لها، مع التركيز على بحث مجالات إقامة مشاريع مع القطاع الخاص، وكذلك إقامة مشاريع مشتركة بين البلديات، خاصة البلديات المتجاورة وبالشراكة أيضاً مع القطاع الخاص، لأن المجالس البلدية هي الأقدر على معرفة احتياجات المواطنين وتصنيفها حسب الأولويات، ووضع الخطط والبرامج لتنفيذها، هذا علاوة على أن القطاع الخاص هو الأقدر والأجدر بإدارة المشاريع التنموية والاستثمارية.
وجدد كريشان في حواره مع مجلسي بلديتي سهل حوران والرمثا تأكيده على جاهزية وزارة الإدارة المحلية لتسهيل وتسريع معاملات المجالس البلدية التي تنعكس على الخدمات المقدمة للمواطنين، داعياً المجالس البلدية إلى العمل بروح الفريق الواحد والعدالة في توزيع المشاريع التنموية والخدمات، لأن مهمّة الجميع هي خدمة الوطن والمواطن.
ولفت إلى أن الوزارة مهتمة كثيراً بأهمية تطوير القدرات المؤسسية للعاملين في قطاع الإدارة المحلية، مشيراً إلى أن معهد الإدارة المحلية (تحت التأسيس) التابع للوزارة سيسهم في تطوير القدرات المؤسسية والخبراتية للعاملين في البلديات والوزارة.
وأوضح كريشان بأن معظم المشاكل والتحديات التي تواجه البلديات متقاربة، أبرزها المديونية المرتفعة والحاجة إلى صيانة الشوارع وارتفاع كلفة صيانة الآليات، وارتفاع فاتورة الطاقة أيضاً، هذا إلى جانب بعض قضايا التنظيم والاستملاكات غير الضرورية، مما رفع مديونية البلديات إلى حوالي (350) مليون دينار، في حين أن للبلديات ديون لم يتم تحصيلها تقدر بحوالي (320) مليون دينار.
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية بأن وجه المسوؤلين المعنيين والمختصين في الوزارة إلى عدم الموافقة نهائياً على شراء الآليات المستعملة، وذلك بسبب تعطلها الدائم وارتفاع كلفة فاتورة صيانتها، هذا إلى جانب رفض أي تبرعات آليات للبلديات من قِبل أي جهة دولية مانحة لا يوجد لهذه الآليات وكيل معتمد في الأردن.
وأضاف كريشان بأن وجه مجالس البلديات إلى اتخاذ قرارات وإجراءات للتخفيف على المواطنين من خلال تقسيط الالتزامات عليهم، لأن ذلك سيساعد في تخفيض حجم مديونية البلديات على المواطنين، كما أن ذلك سيساعد البلديات على تحصيل حقوقها بالتقسيط، وبالتالي تحسين الخدمات التي تقدمها، وإقامة مشروعات تنموية مدرّة للدخل.
ولفت إلى أن وزارة الإدارة المحلية حريصة على دعم ومساعدة البلديات وفق الامكانيات المتاحة وحسب الحاجة الملحة خاصة فيما يتعلّق بتعبيد وصيانة الشوارع، وتمكينها أيضاً من تقديم الخدمات وفي مقدمتها خدمات النظافة والصيانة في مختلف مناطقها بطريقة مقبولة، مؤكداً على أن البلديات تقوم بواجب وطني مهم، وقد تجلّى ذلك خلال أزمة كورونا التي وقفت فيها البلديات إلى جانب المؤسسات الوطنية الصحية والأمنية للتصدي لمخاطر الجائحة، وأثبتت البلديات أنها على مستوى التحدي الوطني.
كما لفت إلى الوزارة تدرس وتتابع احتياجات البلديات من خلال السادة الأعيان والنواب أو من خلال خلال الجولات الميدانية في المحافظات والألوية وكذلك عبر التقارير الإعلامية الأمينة التي يتم نشرها في مختلف وسائل الإعلام، والعمل على تقديم الدعم والمساعدة الممكنة لمعالجة هذه الاحتياجات وضمن الإمكانيات المتاحة، حتى تؤدي هذه المجالس البلدية دورها المطلوب لخدمة المواطنين.
وعلى صعيد المشاريع التنموية خاصة في مجال الطاقة المتجددة قال كريشان بأن الوزارة بصدد مساعدة البلديات على تخفيف فاتورة الطاقة والتي تتراوح بين 15% و 20% من موازناتها السنوية، وذلك من خلال مشروع وطني رائد لتوليد الطاقة الكهربائية بواسطة الخلايا الشمسية في أقاليم المملكة الثلاثة، حيث تم تخصيص (90) مليون يورو بالشراكة مناصفة بين بنك الاستثمار الأوروبي وبنك تنمية المدن والقرى، لإقامة مزارع للخلايا الشمسية مما سيساعد البلديات على تخفيض كلفة الطاقة الكهربائية، وتوجيه ذلك لإقامة مشاريع استثمارية تعود بالنفع والفائدة على البلديات وخدماتها، وتوفير فرص عمل، خاصة للشباب والمرأة.
وأعاد كريشان التأكيد في حواره على وجوب أن تقوم المجالس البلدية كافة بتقديم الخدمات للمواطنين في مختلف مناطق البلدية بعدالة وحسب الاحتياجات والأولويات، على أن تشمل كافة مناطق البلدية، والحرص على أن تكون هذه الخدمات ممثلة لكافة المناطق، إضافة إلى تأكيده بأن الوزارة عملت أيضاً على دعم البلديات خاصة بلديات الفئتين الثانية والثالثة من خلال زيادة حصة عوائد المحروقات للبلديات والتي تصل إلى حوالي 30٪ أحياناً.
أما على صعيد مكتسبات موظفي البلديات طمأن نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية موظفي البلديات بأن نظام صندوق الادخار لموظفي البلديات ونظام مكافأة نهاية الخدمة هما في المراحل النهائية، وسيكون لهما دوراً مهمّاً في تحسين حياة موظف البلدية بعد إحالته على التقاعد.
ودعا كريشان بلديات المملكة كافة إلى الاستعداد لموسم الشتاء من خلال الصيانة المسبقة للعبارات والأودية ومجاري الأودية، وتفقد المناطق الساخنة بشكل دوري في مختلف مناطق البلديات، بهدف السيطرة على أي تطورات قد يشهدها فصل الشتاء، في المناطق التي تواجه أزمات في تراكم الثلوج أو الانزلاقات أو الانجرافات، والأمطار الغزيرة أو الفيضانات، أو الغبار، مؤكداً أنه وافق للبلديات باستئجار الآليات لهذه الغاية، ومشيراً إلى أن الاستعداد المُبكر لمواجهة الحالات الجوية هي أفضل الحلول التي تأكد تجاحها دائماً.
هذا وقد استمع كريشان خلال الجولة الميدانية من رئيس بلدية سهل حوران علي الشبول ومن رئيس بلدية الرمثا أحمد الخزعلي وأعضاء مجلسي البلديتين وعدد من المواطني إلى العديد من القضايا والاحتياجات، التي وعد بدراسة معالجتها من قِبل المسؤولين والمختصين في الوزارة حسب الإمكانيات المتاحة.
وعلى صعيد متصل افتتح نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان قاعة حديقة الملكة رانيا التابعة لبلدية الرمثا.
وشارك في الجولة متصرف لواء الرمثا وعدد من نواب اللواء والمسؤولين.
زر الذهاب إلى الأعلى