الملف الإخباري- هذا المقال ليس تسويقاً للفشل الإداري والفاشلين، تعودنا أن نقرأ ونكتب عن الإدارة ودورها الأول في نجاح المؤسسات وبالتالي المجتمع والوطن، ولكن من خلال ما نرى من تراجع في الكثير من مؤسساتنا عامة أو خاصة، ومن خلال ما نسمع من المرؤوسين من ممارسات وتحول أجواء العمل لبيئة طاردة محبطة، وانعدام الأمان الوظيفي ليس لضعف قدرات المرؤوسين بل لفشل الرئيس والمدير والمسؤول ومزاجيته، والأسباب كثيرة وأهمها نزول البعض ببرشوت الواسطة والضعف الإداري والشخصي، والأمراض النفسية التي يعاني منها البعض، وحدث هذا سابقاً في جامعاتنا ومؤسساتنا، ويحدث وقابل للحدوث مستقبلا إذا استمرت تعيينات الواسطة على حساب الكفاءة والقدرة.
قرأت اليوم منشور قديم جديد لكاتب مجهول، وانقل ما ورد فيه بتصرف، لنرى كيف يصنع الرؤساء والمدراء الفشل، وضِعت النقاط بتهكم لنتعلم كيف يجب على الرئيس أو المدير تجنبها، وبمماثلتها لما مر معنا وما نسمع، فغالبيتها ممارسات واقعية موجودة عند الكثير ممن أتت بهم الواسطة والمحسوبية أو الصدفة أو التزلف والنفاق وغيرها من موبقات زمن الرويبضات، وهذه وصفة الفشل والممارسات التي حيث وجدتها؛ فاعرف أن هذا الرئيس أو المدير أو المسؤول يعمل على هدم المؤسسة وبالتالي المجتمع والوطن:
١- استنزف كل طاقة العاملين معك بأمور شكلية تافهة.
٢- لا تعمل على حل المشاكل أو تسيطر عليها، واتركها تكبر لتصبح مشاكل شخصية للعاملين وليس مشاكل مُقتصرة على العمل.
٣- اخلق بيئة عمل “طاحنة” منفرة محبطة ولا تبحث عن رضى المرؤوسين بل إخلق لهم منغصات يومية لتقول لهم أنك موجود وتشبع نرجسيتك وساديتك.
٤- لا تبرز أي نوع من التقدير للعاملين معك اشعرهم بالفشل والصغارة دائماً.
٥- أفهم من حولك أنك أبو الإدارة وأنك دارس كم كتاب في الإدارة، وأنك إداري لا يشق له غبار وحدثهم عن بطولاتك في التنكيل بالمرؤوسين وتعطيل العمل وقطع الارزاق.
٦- لا تعترف وأفهم من حولك أنك لا تخطئ، وأن مشكلتك بمن حولك وأنهم ضعفاء ولا يحسنون العمل، وأنهم (شغل سواليف وأنت فقط العارف الأكبر).
٧- لا تعمل علاقات طيّبة مع كل العاملين معك، فقط إعمل لك (شله تطبل وتزمر وتنافق لك) واستبعد غيرهم.
٨- لا تشعر العاملين معك بالأمان وكل فتره انقض على أحدهم واختلق له مشكلة أو مخالفة وأكثر واغلظ بالعقوبات، لتجعلهم يحلموا فيك في مناماتهم.
٩- ركز على الناس اصحاب الكفاءات والمخلصين في عملهم، واعمل على تطفيشهم وكرهم في عملهم ، واستبعدهم، واعمل على تشويه سمعتهم وصورتهم بكل الطرق الحقيرة لتثبت أن فكرة الناس عنهم غير صحيحة وتعزز أفكارك فقط.
١٠- حسسّ العاملين معك انك شيء كبير جدا وانك واصل ومدعوم من جهات عليا، واشعرهم بالصغاره والدونيه وأنهم لا شيء، وأنك ابو العريف والحاكم بأمر الله وبيدك كل شيء.
١١- في اي موقف قول (التايتل بتاعك على طول)،
انا المدير انا الرئيس أنا… وادخل ذلك حشوا في ثنايا كلامك (عالطالعه والنازله).
١٢- اي نجاح أو تفوق للعاملين معك انسبه لنفسك، وأنشره في وسائل الإعلام وصرح أنه بسببك وسخر من يصرح بذلك ولا تنسى نشر الصور.
١٣-حسس العاملين في مؤسستك انهم لا ينتموا للمكان بأي شكل من الأشكال، وأن أمرهم بيدك فقط ولا تتقبل اختلافهم معك فانت الصح دائما ولا تتقبل مناقشتهم أو سماع افكارهم.
١٤- اي حل او اقتراح لمشكله يأتي من غيرك، اشطب عليه وسخر من بطانتك من يشطب عليه ولا تعطي فرصة نجاح لأحد في مؤسستك.
١٥- العاملين معك من صغار السن اشعرهم دائما انهم صغار وعديمي الخبرة، أما العاملين من الخبراء وكبار السن فاشعرهم أنهم مستهلكون ( ودقه قديمه) وعفى عليهم الزمن وأن ارآهم غير مهمة وسخفها بكل قوة.
16- سخر بطانتك بلإلتفاف على التشريعات لصرف الحوافز والمكافآت والإغداق عليهم بالمال والمناصب والتكسب وليكن لك حصة الأسد من ذلك ولو من (تحت السجاده).
17- حاول أن تشتري كل الجهات والمسؤولين عن بقاءك، بالتعيينات والترقيات والتنفيعات لتصنع سورا يحميك ويطيل بقاءك في منصبك.
18- اشتري وسائل الإعلام واصرف لهم مكافآت شهرية ليمدحوك وينشروا اخبارك ويحجبوا أي أخبار أو مقالات تنتقدك.
19- اجعل مكتبك الأفخم وسياراتك الأفخم وخصص سياره وسائق للبيت واظهر دائما ببرستيج عالي متعالي ومتغطرس.
طبعا هذه وصفة للفشل لأي مدير او رئيس في أي مؤسسة، وكما أسلفت لا اسوق للفشل، بل نوضح الممارسات التي مرت وتمر بنا من بعض الطارئين على الإدارات، وهم سبب تأخرنا وتراجعنا، ولا تستغرب أن يعيد أحدهم مؤسسة ناجحة للوراء عشرات السنين بهذه الممارسات ومثلها.
من أتى للإدارة بقارب الكفاءة سينجح ومن أتاها بالواسطة والمحسوبية وسوء الإختيار سيطبق ممارسات الفشل ويفشل ويفشل مؤسسته ويفشلنا جميعا… الواسطة قد توصلك لكرسي الإدارة والمنصب… لكنها لن تصنع لك النجاح…..حمى الله الأردن.
زر الذهاب إلى الأعلى