مقالات

مالذي يسبق اختياري للانتساب لاي حزب؟

بقلم : ممدوح النعيم

في ظلِ الحراكِ الحزبيِ واللقاءاتِ الاستقطابيةِ التي تعقدها الأحزابُ البرامجيةُ في المحافظاتِ والألويةِ يطرحُ البعضُ أسئلةً تكاد تكونُ قاسما مشتركا بينَ الكثيرِ منْ المهتمينَ الذينَ يرغبونَ بالانتسابِ لهذا الحزبِ أوْ ذاكَ . ما هوَ الحزبُ السياسيُ ؟ ، وكيفَ يتشكلُ ؟ وكيفَ اختارَ الحزبُ منْ بينِ مجموعِ الأحزابِ ؟  يتكونُ الحزبُ السياسيُ منْ مجموعةِ أفرادٍ يتشاركونَ فيما بينهمْ بقيمٍ وأفكارِ وتوجهاتِ سياسيةٍ هذهِ الاتجاهاتِ تدفعهمْ إلى تشكيلِ حزبٍ سياسيٍ يقومُ على تلكَ التوجهاتِ التي يتولدُ منها برامجَ تتناولُ القطاعاتُ الاقتصاديةُ والسياسيةُ والاجتماعيةُ والثقافيةُ وما يتفرعُ عنها في قطاعاتِ المالِ والإدارةِ والصحةِ والتعليمِ والبيئةِ إلخْ آخر القائمةِ وعلى أساسِ ذلكَ قدْ يقتنعُ الشخصُ بمضمونِ برامجَ هذا الحزبِ أوْ ذاكَ وما يتوافقُ معَ قناعاتهِ ومبادئهِ وأولوياتهِ ذاتَ الصلةِ بالشأنِ العامِ الوطنيِ فيصبحُ جزءٌ منْ مكوناتِ الحزبِ وأدواتهِ التنظيميةِ . قبلَ الانتسابِ لأيِ حزبٍ سياسيٍ أنْ يقومَ الشخصُ المهتمُ بدراسةِ وفهمِ اتجاهاتِ الأحزابِ ومرجعياتها العقائديةِ وبرامجها السياسيةِ ومدى انسجامها معَ ثقافتهِ والقيمُ التي يؤمنُ بها ، ومتابعةُ مواقفِ الأحزابِ السياسيةِ منْ القضايا الوطنيةِ والثقافيةِ والإنسانيةِ وإنَ كانتْ هذهِ المواقفِ تتوافقُ معَ قناعاتكَ ومبادئكَ فسوفَ يكونُ هذا الحزبِ الأقربِ إليكَ فكرا وثقافةُ وانسجاما لأنكَ تريدُ الانتسابَ إلى حزبٍ يتوافقُ معَ أفكاركَ التي ستكونُ جزءا منْ برنامجِ الحزبِ ونظرتهِ المستقبليةِ . عندَ التحاقكَ بالحزبِ باشرَ التواصلُ معَ أعضاءِ الحزبِ منْ أجلِ المزيدِ منْ التعرفِ على الاتجاهاتِ والأشخاصِ وتعزيزِ حلقاتِ التواصلِ لتحويلِ الأفكارِ والآراءِ والتصوراتِ والدراساتِ والأبحاثِ إلى برامجِ عملٍ . تعمقَ في دراسةِ مبادئَ وأهدافِ ومنطلقاتِ واستراجياتْ الحزبُ لتكونَ قادرا على نقلها وإقناعُ الناسِ بها وبالتالي الدفاعُ عنها لأنها جزءٌ أصيلٌ منْ قيمكَ ومبادئكَ . بعدُ أنْ حللتْ واقتنعتْ وانتسبتْ للحزبِ الذي يتوافقُ معَ أفكاركَ واتجاهاتكَ ادخلْ بحواراتِ ونقاشاتِ معَ شخصياتِ الحزبِ وشاركَ بالفعالياتِ واطرحْ الأسئلةَ التي تودُ الإجابةُ عليها منْ قيادةِ الحزبِ اجتمعَ معَ أعضاءِ الحزبِ وشاركَ في المناقشاتِ السياسيةِ والعملِ الجماعيِ ، الذي يعززُ العلاقاتِ ما بينَ الأعضاءِ ويزيدُ منْ حالةِ التكيفِ الفكريِ والاجتماعيِ ويمكنُ الحزبُ منْ زيادةِ حضورهِ بكافةِ القطاعاتِ . الانتسابُ إلى الأحزابِ لا يكونُ بالفزعاتِ وبعدد طلباتِ الانتسابِ لأنَ هذهِ الطريقةِ ستكونُ لغما موقوتا في حضنِ أيِ حزبٍ لأنَ هناكَ منْ يسعونَ إلى الأحزابِ ليسَ قناعةً بالقيمِ والمبادئِ والبرامجِ والأفكارِ فهناكَ منْ ينتمي لغاياتِ وأهدافِ شخصيةٍ انتخابيةٍ فالشخصِ الذي يلتحقُ بحزبِ ما ويأتي بعشراتِ طلباتِ الانتسابِ دفعةً واحدةً هلْ يمكنُ اعتبارَ انتسابهِ للحزبِ على أساسِ قيمٍ ومبادئَ وبرامجِ الحزبِ أمٍ لغايةٍ في نفسِ يعقوبْ نحنُ نريدُ إنجاحُ التجربةِ الحزبيةِ وإبعادِ كلِ ما يعوقُ تقدمها ، العالمُ يتقدمُ ولا يمكنُ بناءَ الأوطانِ إلا بمزيدٍ منْ التشاركيةِ وتحفيزِ المجتمعِ نحوَ المشاركةِ السياسيةِ منْ خلالِ نهجِ الشفافيةِ والديمقراطيةِ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى