مدى أمان وفعالية لقاحات فيروس كورونا كوفيد 19 وما يدور من مخاوف حولها
د. الصيدلانية _طيب فاروسي
لا يوجد شيء في عالم الطب آمن تماماً حتى أدوية عادية ومتداولة بكثرة بين الناس مثل الاسبرين والايبوبروفين والديكلوفيناك قد يكون لها آثار جانبية خطيرة تؤدي الى الموت في بعض الأحيان، ولا ننسى الادوية السرطانية الكيماوية التي تسبب أضرار جانبية خطيرة ومؤلمة ولكنها مفيدة للغاية في خطة العلاج.
إذاً الأمر يكمن ويتوقف على مسألة الموازنة بين المنافع والأضرار فاذا كانت منافع الدواء أو اللقاح أكثر من أضراره فالاتجاه يكون نحو إعطائهما لتجنب حصول الضرر الدائم او الموت في حال عدم تناولهما.
ما يحدث في الأوبئة التي لا ينفع فيها العلاج الدوائي أو اجراءات الوقاية والعزل لوقفها والسيطرة عليها ومنع حدوث الوفيات بكميات هائلة، فإن تأخير اكتشاف وبالتالي إعطاء اللقاحات سيسبب موت أكثر.
تسريع اللقاحات واعطائها لأكبر عدد ممكن من الناس يخفف من دخول ولو نسبة 30 % منهم دخول المشافي وغرف العناية المشددة واستخدام أجهزة التنفس الاصطناعي وبالتالي الموت. ومن يقول أن الكورونا مرض يمكن التغلب عليه بالدواء والوقاية والعزل والمناعة الطبيعية، أقول وحسب الدراسات هذا صحيح ل 70 % من الناس ولكن ماذا عن ظهور السلالات الجديدة المتحورة المعنّدة منه والتي تسبب انتشار أكبر واصابات أكثر ووفيات أكبر بين الشباب وبالتالي ترفع من نسبة ال30 % الذين يدخلون المشافي ولا ينفع معهم العلاج ويموتون !! وماذا عن عدم استيعاب المشافي وعدم كفاية الكوادر الطبية ( والتي مات منهم الكثير ) الأعداد الهائلة من الاصابات !!! ستنهار المنظومة الصحية في أكثر البلاد تطورا في العالم وسيستمر الانهيار الاقتصادي العالمي ونسير نحو الاسوء.
ما يحصل الآن في بريطانيا من ارتفاع أعداد الاصابات بعد وصولها الى 0 اصابة هو عدم التوزيع العادل للقاحات في البلدان النامية والفقيرة، فكما هو ملاحظ أنّ المتحورات الفيروسية الجديدة التي رصدها العلماء والأطباء في بريطانيا وفي العديد من الدول الاوروبية المتطورة هي متحورات ( متغيرات ) تم رصدها سابقا في بلاد نامية مثل الهند ومصر وتايلاند، وماشددت وتشدد عليه منظمة الصحة العالمية بضرورة التوزيع العادل من قبل شركات اللقاح للبلدان الأقل حظاً وأكثر فقرا وعبر مؤسسه كوفافاكس التابعة للمنظمة والتي تُعنى بتوزيع اللقاحات مجانا لهذه الدول.
الآثار الجانبية للقاحات هي متوقعة دائماً كما هو الحال مع اي دواء او لقاح آخر يأخذه الانسان للمرة الأولى ( الاسبرين مثلاً ) أو ربما بعد أخذه له عدة مرات ( وهذا ما يحصل في حال البنسيلين والديكلوفيناك) ولكل من يقول أن لقاحات الكورونا هي حقل تجارب علينا فهذا أمر غير مقصود بتاتاً لان تركيب لقاحات الكورونا بعضها كلاسيكي قديم ( سينوفارم الصيني ) والبعض الآخر ذو تركيبة أيضا قديمة استخدمت في لقاحات سابقة متل لقاح الايبولا (لقاحات سبوتنيك الروسي ، جونسون الامريكي ، استرازينكا البريطاني السويدي )، وحتى اللقاحات الجديدة التركيب ( بفايزر ، موديرنا الامريكيين ) تركيبة ال mRNA المرسال فيهما هي تركيبة قديمة ويستخدمها العلماء ومنذ حوالي 16 سنة في الابحاث والدراسات المتعلقة بمجال الادوية السرطانية، إذن هي معروفة لدى العلماء ومستخدمة في الادوية السرطانية ولم يأت على ذكرها أحد انها خطيرة وتسبب الموت أو تدخل في جينات البشر وال DNA الخاص فيهم وهذا يعني أنها مجرّبة من قبل على الحيوانات والبشر ومعروفة الآثار ولو على فئة أقل من الناس كما هو ما يحصل الآن في وباء الكورونا حيث المطلوب تطبيقها على أعداد كبيرة من سكان العالم.
في حال الجائحات كما هو الحال في جائحة كورونا يتم إجراء التجارب السريرية الثلاث أو الأربع بشكل سريع وبالتوازي ويتم إعطاء الموافقات العالمية بشكل طارئ ، مع العلم ان تركيبة ال mRNA المرسال وجد العلماء انها لا تحتاج الى وقت طويل كما باقي اللقاحات من أجل تحضيرها وتصنيعها في المخابر خاصة انهم يعملون عليها منذ سنوات طويلة.
لا داعي لنظرية المؤامرة والتي تدور حول تقليل عدد سكان العالم والمليار الذهبي والشرائح المغناطيسية وشرائح المراقبة المزروعة في اللقاحات وتوريط جيتس والصين وغيرهما في هذا الموضوع الذي هو موضوع علمي بحت ويحصل في عالم الفيروسات كل فترة زمنية قد تطول أو تقصر، وبغض النظر إن تم تصنيع هذا الفيروس ( لنشره بشكل مقصود وهذا مستبعد تماما أو خرج بشكل غير مقصود من المخابر ) بسبب التلاعب الجيني والتجارب الضخمة التي تحصل في مخابر بيولوجية في هونغ كونغ والصين وامريكا وفرنسا ولكن الفيروس موجود وخطير وسبّب موت الملايين ومنهم من أحبّائنا وأهلنا فنحن علينا الخلاص منه بالوقاية والعلاج واللقاحات.
كل ما قيل عن الشرائح والمؤامرات والآن عن اللقاحات وما ستسببه بعد سنتين من مخاطر وتلاعب جيني في جينات البشر او حتى الموت هو غير صحيح إطلاقاً ولم يتم اثبات صحته علمياً وتم دحضه من المعطيات الآنية ومجريات الامور الملاحظة ( ماذا حصل للمتطوعين الذين أجريت عليهم تجارب اللقاحات منذ سنة ونصف وهم حوالي نصف مليون ! هل ماتوا ! هل تحولوا الى أشكال أخرى او وحوش بسبب اللقاحات !!! ) هناك شفافية ومصداقية عند الدول الغربية والصحافة الغربية تستطيع ان تكشف وتفضح أي أمر قد يحصل مهما كان نوعه وهي قادرة على اسقاط حكومات ورؤساء فما بالكم بفضيحة قد تحصل بموت انسان بسبب لقاح !!!
علينا التحري عن كل معلومة علمية تصلنا ولا نتداولها الا بعد التأكد منها حتى ولو كانت تتناسب مع أهواءنا وعواطفنا الجياشة كشعب عاطفي يؤمن بنظرية المؤامرة …
الأمر الوحيد الذي أريد التنويه عنه اذا صح عنه القول كمؤامرة هو تدخل السياسة وللأسف في موضوع صحي طبي مثل موضوع فيروس كورونا واللقاحات، وانقسام العالم بين معسكر صيني من جهة وامريكي اوروبي من جهة اخرى واعتبار كل من هذه الدول ان لقاحها الافضل ولقاح غيرها الأسوء، ( جمبع للقاحات آمنة الى حد كبير ولا يوجد لقاح أفضل من الآخر إلا حسب ما يصدر من دراسات وأبحاث من المؤسسات والمنظمات ووكالات الادوية العالمية العلمية الكبرى )، ناهيكم على أن هناك شركات متخصصة عالميا وراءها رؤوس أموال تابعة لدولة ما هي من تتحكم في نشر الاشاعات على السوشال ميديا وبشكل كاذب تبعاً لمن يدفع لها من أجل ترويج خبر كاذب لصالح جهة ضد جهة…وهذا تماما ما يحدث بالنسبة للقاح الصيني الممنوع دخوله اوروبا وبعض البلاد العربية وما حدث للقاح استرازينكا بعد مناوشات سياسية بسبب انسحاب بريطانيا من ال EU وبسبب تأخير تسليم الشركة الجرعات المطلوبة في الوقت المحدد…
وللحديث بقية.
المصادر :
منظمة الصحة العالمية ، د. مصطفى جاويش بريطانيا ، وكالة الادوية الاوروبية EMA