اخبار الاردن
مركز نحن ننهض يعقد جلسة بعنوان “الدروس المستفادة من الانتخابات البرلمانية لعام 2024: فرص وتحديات”
الملف الإخباري- نظّم مركز نحن ننهض للتنمية المستدامة، بالتعاون مع مؤسسة “كونراد أديناور” – مكتب الأردن، جلسة حوارية بعنوان “الدروس المستفادة من الانتخابات البرلمانية لعام 2024: فرص وتحديات”، بمشاركة مجموعة من النواب، منهم الدكتور مصطفى العماوي، خالد أبو حسان، دينا البشير، هالة الجراح، الدكتور مؤيد علاونة، الدكتور محمد الجراح، الدكتور شاهر شطناوي، طارق بني هاني، الدكتور عبد الناصر خصاونة، وحضر اللقاء ممثلين عن وسائل الإعلام المحلية وعدد من الشباب الناشطين من محافظة إربد.
وتناولت الجلسة التحديات التي تواجه العملية الانتخابية في الأردن، مستعرضةً الفرص الممكنة لتطويرها والاستفادة من التجارب السابقة.
وهدفت الجلسة إلى تحقيق فهم أعمق للتحديات التي عصفت بالعملية الانتخابية لعام 2024، وتحديد الآليات التي يمكن من خلالها تحسين المشاركة السياسية والتطوير من كفاءة العملية الانتخابية، كما ركزت على تعزيز التواصل بين مجلس النواب ومؤسسات المجتمع المدني لإشراك المواطنين في صنع القرار، وخاصة الشباب الذين يعول عليهم في بناء مسيرة الديمقراطية الأردنية، وأشاد المشاركون بأهمية الشراكة بين مختلف الأطراف، وأكدوا أن هذا التعاون يسهم في تمكين الشباب ودعمهم للعب دور فعال في الحياة السياسية، مما يعزز من قدرتهم على التأثير الإيجابي في المجتمع وتحقق رؤية مستقبلية للتنمية الشاملة.
وأشار النائب الدكتور مصطفى العماوي أن هنالك تحديات تواجه الشباب في المرحلة الحالية وتحدّ من وصولهم إلى البرلمان ومراكز صنع القرار، وأكد العماوي على أهمية تشجيع الشباب على الانخراط الفعّال والحقيقي في الحياة السياسية، مشددًا على دورهم الحيوي في تحقيق التنمية السياسية والاجتماعية التي يتطلع إليها المجتمع.
وأشاد الدكتور العماوي بأهمية التعاون بين البرلمان ومؤسسات المجتمع المدني، مؤكدًا أن هذا التعاون يسهم في تبادل الخبرات وتعزيز الانفتاح البرلماني، مما يمكّن الشباب من لعب دور فعال في الشأن العام. وأشار إلى أن هناك تجارب دولية ناجحة في إشراك الشباب في صنع القرار، يمكن أن يستفيد منها المجتمع الأردني في تطوير مسار المشاركة الشبابية.
وقال النائب خالد أبو حسان إلى أن شعور الشباب بالإحباط تجاه المسؤولين يرجع إلى غياب التغيير الملموس الذي يتطلعون إليه، مؤكداً أن إحداث هذا التغيير يتطلب جهوداً جماعية من النواب وتعاوناً حقيقياً لتحقيق تطلعات الشباب وتلبية آمالهم، وأوضح أن الشباب بحاجة إلى رؤية نتائج واقعية لجهودهم ومشاركتهم، ما يعزز من ثقتهم في مؤسسات الدولة ويشجعهم على الاستمرار في الانخراط بالعملية السياسية.
وأضاف أبو حسان أن دور النواب اليوم يتمثل في أن يكونوا جسراً يربط بين المواطنين والدولة، حيث يعملون كوسطاء فاعلين لإيصال صوت الشعب وآرائه إلى قبة البرلمان، والحرص على تحويل تلك الآراء إلى سياسات وتشريعات تتماشى مع احتياجات المواطنين وتلبي تطلعاتهم. وأكد على أهمية أن يكون النواب صوت الشباب أيضًا، مما يعزز من مصداقية العمل البرلماني ويساهم في تحقيق تكامل بين الدولة والمجتمع.
وتحدثت النائب دينا البشير، خلال مداخلتها، عن تجربتها البرلمانية السابقة وتجربتها الحالية كمرشحة فائزة ضمن القائمة الحزبية، مؤكدةً على دور الحزب الفعّال في دعمها خلال حملتها الانتخابية، الأمر الذي ساهم في تعزيز فرص نجاح المرشحين وتمثيلهم داخل البرلمان، كما نوهت البشير إلى أن تطبيق القانون الانتخابي الجديد أضاف أبعاداً جديدة للعملية الانتخابية، ما يستدعي تكاتف الجهود لإرساء تجربة انتخابية شفافة وفعّالة.
وأكدت البشير على أهمية الجلسة التي جمعت نواباً من مختلف الأطياف السياسية والأحزاب مع الشباب والشابات، مشيرةً إلى أنها تتيح فرصة قيمة لتبادل الرؤى والأفكار حول القضايا الوطنية الراهنة، واعتبرت أن مثل هذه اللقاءات تعزز الحوار البنّاء بين صانعي القرار والشباب، وتمنح الشباب منصة للتعبير عن تطلعاتهم للمشاركة الفعّالة في صياغة مستقبل وطنهم.
من جانبها، أكدت النائب هالة الجراح أن إشراك الشباب في الشؤون العامة والسياسية يعدّ خطوة أساسية لتعزيز قيم الشفافية والمساءلة، داعية إلى توسيع برامج التمكين السياسي والتوعوي للشباب ليصبحوا جزءاً أساسياً من عملية التغيير الإيجابي في المجتمع.
كما ركزت الجراح على أهمية دور الحزب في دعمها كمرشحة على القائمة الحزبية، حيث منحها الحزب الثقة والمساحة لخوض التجربة، مشيرة إلى أنها السيدة الوحيدة في محافظة إربد التي فازت ضمن القائمة الحزبية، مما يعدّ مثالاً على الدور الإيجابي للأحزاب في تمكين المرأة ودعمها في الساحة السياسية.
وتحدث النائب طارق بني هاني عن أهمية تعزيز الهوية الوطنية ودورها في بناء مجتمع متماسك، مشيراً إلى أن الشباب يمثلون قوة أساسية في المجتمع ولديهم الفرصة للترشح والمشاركة في العملية السياسية، خاصة في ظل وجود قوانين تدعم ذلك.
وأكد بني هاني على أن النجاح في هذا المجال يتطلب من الشباب اكتساب الخبرات الكافية والمهارات اللازمة للقيام بدورهم بفعالية، مشدداً على أهمية الاستعداد الجيد لخوض غمار الحياة السياسية بما يسهم في تطوير المجتمع وتحقيق التقدم.
وتحدث النائب شاهر شطناوي عن ضرورة دعم الشباب في المراحل المبكرة من حياتهم المهنية والسياسية، مشدداً على أن بناء القيادات الشابة يعد ركيزة أساسية لتطوير المجتمع الأردني ودفع عجلة التنمية. وأكد شطناوي التزامه ببذل قصارى جهده ضمن اختصاصه وخبرته لوضع برامج وخطط تهدف إلى النهوض بالقطاع الصحي في الأردن، وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي ورفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة.
وفي سياق متصل، أكد النائب الدكتور محمد الجراح أن توفير فرص حقيقية للشباب يمكن أن يسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً وقدرةً على مواجهة التحديات، ودعا الجراح إلى تمكين الشباب من خلال المبادرات التي تركز على تطوير مهاراتهم القيادية والسياسية، مشيراً إلى أن الشباب في هذه المرحلة يمتلكون القدرة على خوض التجارب السياسية بجدارة.
كما شدد على دور الأحزاب في دعم الشباب وتهيئة البيئة الملائمة لهم، ونصح الشباب بالتوجه نحو البرامج الحزبية لما لها من أثر إيجابي في تعزيز فرصهم للنجاح في العمل البرلماني وتمثيل قضايا المجتمع بفاعلية.
ونوه النائب الدكتور مؤيد العلاونة إلى أهمية التفاعل المباشر بين النواب والشباب، موضحًا أن هذا التفاعل يعزز من مشاركة الشباب ويشجعهم على تبني دور إيجابي في المجتمع. وأكد العلاونة أن البرلمان يجب أن يكون منصة مفتوحة لأصوات الشباب وآرائهم، مما يتيح لهم الفرصة للتعبير عن تطلعاتهم والمشاركة بفعالية في صنع القرار.
وأشار العلاونة إلى التحديات التي يواجهها الشباب عند اتخاذهم قرار الترشح، والتي تشمل التحديات المالية ونقص الخبرة الكافية، داعيًا إلى إيجاد سبل دعم تتخطى هذه العوائق وتتيح للشباب فرصًا متكافئة لخوض التجربة السياسية بثقة وفعالية.
وأضاف النائب الدكتور عبد الناصر خصاونة أن الشباب يجب أن يكونوا جزءاً أساسياً من عملية اتخاذ القرارات، مؤكدًا أن تمكينهم في الشأن السياسي يمكن أن يحقق نتائج إيجابية على مستوى المجتمع بأسره، وشدد خصاونة على أهمية تعزيز الوعي السياسي لدى الشباب، مشيراً إلى ضرورة تزويدهم بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية المستقبلية.
كما أكد على أهمية تكوين التحالفات الحزبية بين القوى السياسية التي تتشابه أفكارها وبرامجها، مما يسهم في تحقيق رؤية مشتركة للتنمية والتقدم في الأردن.
بدوره، أشار مدير عام مركز “نحن ننهض” عامر أبو دلو، إلى أن هذه الجلسة تأتي ضمن جهود المركز لتعزيز التواصل بين البرلمان ومؤسسات المجتمع المدني، بهدف تعزيز الانفتاح البرلماني وتبادل الخبرات، وإتاحة الفرصة لأصوات الشباب لإيصال آرائهم واحتياجاتهم للمسؤولين.
كما نوّه بأن هذه الفعالية تسعى لترسيخ الدور المحوري الذي يجب أن يلعبه الشباب في المشهد السياسي الأردني، انطلاقاً من إيمان المركز بأهمية إشراكهم في صنع القرار وبناء مستقبل الأردن.
وأوضح أبو دلو أن المركز، بالشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور – مكتب الأردن، قد أطلق المدرسة السياسية للقادة الشباب قبل الانتخابات النيابية لعام 2024، بهدف تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم القيادية والسياسية، وتعزيز قدرتهم على المشاركة الفعّالة في الحياة السياسية والمدنية، حيث شارك في هذه المدرسة 20 شابًا وشابة من الناشطين السياسيين في محافظة إربد، وشملت تدريبات مكثفة حول محاكاة العملية الانتخابية، مهارات التواصل الفعّال، القيادة، تصميم المبادرات المجتمعية، وفن المناظرات، وقد وفّرت هذه المدرسة فرصة فريدة للشباب لاكتساب مهارات جديدة وتعزيز قدراتهم على الانخراط في الحياة السياسية بفعالية. وأثمرت هذه التجربة عن إطلاق ثلاث مبادرات توعوية تهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي بأهمية المشاركة السياسية.
كما بيّن أبو دلو أن هذه الجلسة تندرج ضمن مبادرة “حوار القادة”، التي تهدف إلى تعزيز التواصل بين الشباب والبرلمانيين، وتوفير منصة لهم للتعبيرعن آرائهم ومناقشة قضاياهم مع ممثليهم في البرلمان، وأكد أن المبادرة تتيح للشباب فرصة للتفاعل المباشر مع النواب، مما يساعدهم على فهم أعمق لعمل البرلمان ويعزز من شعورهم بالمسؤولية تجاه قضايا وطنهم، ويشجعهم على المشاركة المستدامة في الحياة السياسية.
وختاماً أكدّ ابو دلو على اعتزازه بالشراكة النوعية مع مجلس النواب، وقال بأننا سنواصل مدّ جسور التعاون مع كافة المؤسسات الوطنية بما يخدم تعزيز التنمية المحلية وتطويرها وفقاً لأفضل الممارسات الفضلى.