ارشيف

مسّاد يرعى افتتاح ورشة العمل “القيمة التاريخية للمسكوكات الإسلامية المعروفة والنادرة مجهولة المصدر”

الملف الإخباري- رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد افتتاح فعاليات ورشة العمل “القيمة التاريخية للمسكوكات الإسلامية المعروفة والنادرة مجهولة المصدر”، التي نظمها كرسي سمير شما لتاريخ المسكوكات والحضارة الإسلامية في الجامعة بالتعاون مع قسم الآثار في كلية الآثار والانثروبولوجيا وجامعة توبنغن الألمانية ومؤسسة جيردا هنكل في المانيا، بحضور كل من مدير عام دائرة الآثار الاردنية الدكتور فادي بلعاوي، والمدير العام للآثار والمتاحف في سوريا الاستاذ محمد نظير عوض، والدكتور لوتس أليش المؤسس لمركز أبحاث المسكوكات الاسلامية في جامعة توبنغن، والدكتور علاءالدين الشومري من مركز ابحاث المسكوكات الاسلامية في جامعة توبنغن.

وأكد مساد في بداية حديثه على فخره واعتزازه بكلية الآثار بجامعة اليرموك التي لطالما أثبت كادرها الأكاديمي تميزهم العلمي والبحثي من خلال شراكاتهم المتميزة مع الباحثين والمختصين من مختلف دول العالم لتنفيذ المشاريع والبحوث العلمية في مختلف حقول علم الآثار، مما مكن الكلية من أن تُصنف ضمن أفضل 250 كلية آثار في العالم، لافتا إلى أن احتضان اليرموك اليوم لهذه الورشة المختصةَ في علم المسكوكات، يؤكد اهتمامِ الجامعة بالدراسات التاريخية وبدراسة المسكوكات تحديدًا، من خلال كرسي سميرِ شما لتاريخِ المسكوكاتِ والحضارةِ الإسلامية الذي أرسى أسسه المرحوم سمير شما بعلمه وإدارته ودعمه.

وقال إن هذه الورشة التي تقام بالتعاون ما بين جامعة اليرموك ممثلة بكرسي سمير شما لتاريخ المسكوكات وقسم الآثار وجامعة توبنغن ومؤسسة جيردا هنكل الألمانية يشكل فكرة المؤسسة الأكاديمية المرموقة وهي مؤسسة التي تتعاون مع منظمات ومؤسسات المجتمع المحلي وتتمتع بشراكات تعاون مع مؤسسات اكاديمية دولية من اجل تنفيذ وإجراء المشاريع البحثية المتميزة التي تترك أثرها الإيجابي على المجتمعات.

وأكد مسّاد إن حب الإنسان لوطنه ومقدراته ومن ضمنها الآثار والتراث يعتبر جزء من مواطنته الصالحة، حيث يجد الإنسان نفسه مجبرا على ان يدافع عن تاريخ وطنه التراثي والحضاري ليضمن بقائه وتمكين الأجيال القادمة من التعرف على هذا الإرث، مشددا على ضرورة تعاون علماء الآثار والأنثروبولوجيا مع المختصين والباحثين من العلوم الأخرى كعلم الاجتماع والتاريخ، والعلوم الطبيعية، والعلوم الهندسية، لنتمكن من انتاج المُخرج العلمي الذي نريده من خلال الاستفادة من تداخل العلوم المختلفة وتشابكها.

ودعا مسّاد المشاركين في أعمال الورشة من مختلف الدول للخروج بتوصيات قابلة للتطبيق على أرض الواقع ويكون لها انعكاس إيجابي على علم المسكوكات وآليات تطويره.

ومن جانبه أكد البلعاوي على أهمية علم المسكوكات ودراسته سيما وأن الكثير من المعلومات التاريخية تم تصحيحها بناء على دراسة المسكوكات مما كان له الأثر الكبير في تقديم التاريخ الأكثر دقة وصحة للحضارات المختلفة، موضحا أن دائرة الآثار العامة الأردنية هي الجهة المخولة بحماية وتطوير التراث الحضاري الموجود في الأردن، بالإضافة إلى اهتمامها بتقدم المعلومات الأثرية والتراثية والحضارية للعالم.

وأوضح ان عملية دراسة المسكوكات تشهد الكثير من التطورات حيث قامت دائرة الآثار العامة بمواكبة هذه التغيرات من خلال الدراسات العلمية والتكنولوجية الحديثة التي ساعدت الدائرة بالحصول على معلومات أكثر بضرر أقل، للمحافظة على إرثنا الحضاري المميز الخاص بالمسكوكات، فهنالك استثمار كبير في الدائرة من خلال مختبرات اللااتلافية في دراسة المسكوكات، بالإضافة إلى المركز الإقليمي للصيانة والترميم في مدينة جرش، الذي سيتم افتتاحه الشهر القادم.

وأشار البلعاوي إلى أن شراكات التعاون ما بين الدائرة والمؤسسات الأكاديمية والمتاحف والقطاع الخاص أثمرت عن العديد من الدراسات والمشاريع التي من شأنها الحفاظ على الإرث التراثي والحضاري في الأردن، لافتا إلى الاهتمام بالجانب القانوني لعملية المحافظة على المسكوكات من خلال القانون الجديد للآثار الذي سيغير مسماه لقانون التراث بحيث يشمل التراث العمراني كذلك.

فيما قال عوض إن أهمية هذه الورشة تأتي لانعقادها في ظروف استثنائية تشهدها المنطقة منذ سنوات، حيث تعرض التراث الثقافي بشقيه المادي واللامادي لأخطار مختلفة حيث أثرت تداعيات الظروف الصعبة في البلدان العربية بشكل كبير على تراثهم الثقافي وأصبح مهددا وواجه تحديات مختلفة.

وأشار إلى انه هذا المشروع المهم الذي انطلق منذ ثلاث سنوات بدعم من مؤسسة جيردا هنكل الألمانية أسهم برفع الوعي للمجتمع المحلي حول أهمية المسكوكات وما تحويه من معلومات قيمة يمكن من خلالها ان نسلط الضوء على المحطات التاريخية التي مرت بها الدول.

وبدوره أكد اليش أهمية دراسة المسكوكات لفهم تاريخ الأمم وحضاراتها، لافتا إلى ان المسكوكات الإسلامية بدأت منذ القرن 13 حيث والتي نستدل من خلالها بتسلسل الحكام والخلفاء والأمراء المحليين، حيث كان من الممكن أن تحوي المسكوكة الواحدة 60 كلمة، وفيما يتعلق بالمسكوكات في أوروبا كانت ثابتة نوعا ما منذ القرون الوسطة حتى منتصف القرن 19.

ولفت إلى أنه ومنذ بداية القرن 20 زاد الاهتمام بدراسة المسكوكات وإدراك أهمية الفرق بين المسكوكات والكنوز العصرية، مشيرا إلى أنه من خلال علم المسكوكات تم تعديل وتصحيح الكثير من المعلومات التاريخية.

وبدورها ألقت شاغل كرسي سمير شما لتاريخ المسكوكات والحضارة الإسلامية عميدة كلية الآثار والأنثروبولوجيا الدكتورة لمياء خوري كلمة أشارت فيها إلى أهمية موضوع دراسة المسكوكات أو العملات القديمة ليس للمختصين بهذا المجال فحسب وإنما للهواة والجامعين للمسكوكات والعملات القديمة حول العالم، مما يحتم على المختصين في دراسة المسكوكات الحفاظ على تلك المادة العلمية وزرع الوعي والثقافة ونشر المعلومات التي تبين أهمية الحفاظ عليها.

وبينت خوري أهمية المسكوكات التي نتعرف من خلالها على العديد من مناحي الحضارات القديمة، فتدلنا بشكل خاص على الأوضاع السياسية والاقتصادية للمجتمع، كما تدلنا على أحداث مهمة صنعت من أجلها تلك المسكوكات، بالإضافة إلى التعرف على الفنون القديمة.

وأكدت على أن الاهتمام بالمسكوكات القديمة جاء منذ نشأة كلية الآثار في جامعة اليرموك حيث تم تأسيس كرسي سمير شما لتاريخ المسكوكات والحضارة الإسلامية بتمويل من السيد سمير شما، حيث أهدى المرحوم الكلية مجموعة من المسكوكات الإسلامية المهمة، كما وضعت اليرموك السياسات العامة للكرسي في مجالات التدريس والبحوث والاشراف عليها وتنظيمها وفق أنظمة الجامعة وتعليماتها، كما أغنت الكلية الآثار متحف المسكوكات بإضافة العديد من القطع القيمة.

وخلال فعاليات الافتتاح قدم كل من الدكتور علاء الدين الشومري من مركز أبحاث المسكوكات الإسلامية في جامعة توبنغن الألمانية والدكتور عماد قدور من جامعة حلب، والدكتور نشأت كيوان والدكتور خلدون الشمعة من دائرة آثار السويداء، عرضا تقديميا حول اللقى الفردية للمسكوكات الإسلامية وغيرها من خلال نتائج عمل مشروع البحث العلمي لفريق عمل سوري – ألماني حول تسجيل اللقى ومعرفة أهميتها كمصدر تاريخي.

وبين المتحدثون أهمية المشروع المتمثلة في التأكيد على أهمية اللقى الفردية للمسكوكات وفهم طريقة دراسة المسكوكات الإسلامية التي لا تعتمد على ندرة المسكوكة وإنما على أهميتها التاريخية، لافتين إلى أنه تم تنفيذ المشروع الأساسي بين عامي 2017-2019، والذي كان عبارة عن قاعدة بيانات للتسجيل السريع للعملات الإسلامية من النقود “الفلوس” التي يصدفها الناس على وجه الأرض والأطفال بشكل خاص.

فيما كان الهدف من المشروع الثاني حماية المسكوكات الإسلامية من الضياع وتأهيل عدد من المختصين بهذا المجال، حيث تم بدأ العمل عام 2020 حتي نهاية شهر تموز عام 2023، مستعرضين نتائج المشروع المتمثلة في تسليم أعداد كبيرة من النقود الإسلامية ومن فترة قبل الإسلام أيضا، والبدء بفرز المصادرات وتسجيلها وعدم اهالها في المخازن، والعمل على قاعدة بيانات مركزية للنقود الإسلامية في دمشق.

وحضر فعاليات الورشة عدد من الباحثين والمختصين في علم المسكوكات، وأعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، وجمع من طلبتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى