الملف الإخباري- كتبت سابقا عن محدودية وضعف التنسيق لا بل شكليته وإنعدامه بين الجامعات الاردنية او الوطنية وهنا اقصد؛ كل الجامعات الوطنية حكومية وخاصة، واشرت الى اهمية التنسيق والتشاركية وفتح فضاءات الجامعات لبعضها البعض، بهدف الاستغلال الامثل للموارد البشرية والمادية في الجامعات، مثل إستغلال التجهيزات والمختبرات، تبادل أعضاء هيئة التدريس، مشاريع بحثية مشتركة، تعاون وتشاركية في جميع المجالات، علاقات دولية مشتركة، تبادل المعرفة والخبرات وغيرها، مما يشكل إضافة نوعية لمسيرة التعليم العالي في بلدنا، والذي يعاني الكثير من القضايا والمحددات للتطوير المنشود.
ولأن الجامعات الاردنية تعيش بحالة إنفصال عن بعضها، والإدارات مهمكة في أمور إجرائية تنفيذية يومية ، ولا ارى منذ سنوات اي اتفاقيات او شراكات فاعلة ذات قيمة بين جامعاتنا، حتى ان التقويم الجامعي متفاوت بين جامعاتنا..!، الى متى ستبقى جامعاتنا تفكر بعقلية القلعة وتنغلق على ذاتها، صحيح ان لكل جامعة قانونها وتشريعاتها، وصحيح ان هنالك قانون الجامعات الرسمية والخاصة، وقانون التعليم العالي، وهي قوانين تحدد وترسم سياسات وامور تنفيذية لكنها لم تنجح للآن في خلق حالة نظامية من التعاون الاكاديمي او اللوجستي او تبادل الخبرات بين جامعات الوطن، حتى أن إجازات التفرغ العلمي أصبحت نادرة ولا يمكن الحصول عليها أحيانا إلا من خلال الواسطة… !، وبقيت كل جامعة تعمل ضمن افقها دون الاخذ بالافق الارحب جامعات الوطن.
من هنا اقترح ان تبادر وزارة التعليم العالي او مجلس التعليم العالي او الجامعات، إلى إنشاء مجلس يجمع رؤساء الجامعات الوطنية كافة، ضمن آلية لا تحتاج إلى تشريعات جديدة، لأن التعاون وعقد الاتفاقيات منصوص عليه في التشريعات النافذة، بحيث تحدد مهام لهذا المجلس من خلال محاور تؤطر آليات التعاون والتكامل بين الجامعات، للوصول الى الاستغلال الأمثل للطاقات وبناء إستراتيجيات تشاركية تدريسياً وبحثياً وإنتاجياً، بما يخدم العملية الاكاديمية وبالتالي مصلحةالوطن، ويتم تعيين رئيس للمجلس بالتناوب، وتقع على عاتق المجلس إضافة لمأسسة التعاون وتنفيذه والاشراف عليه، ان يكون هذا المجلس خلاصة الرأي والتغذية الراجعة ومرآة تعكس المقترحات والمشاكل والمحددات التي تواجه الجامعات الاردنية وكذلك اقتراح السياسات والقرارات التي تصب في مصلحة التعليم العالي وان يصبح هذا المجلس مرجعية مباشرة للتشاور من قبل مجلس التعليم العالي قبل اتخاذ قرارات مفصلية على المستوى الوطني، وان يحافظ المجلس على استقلالية الجامعات والتي لا تعني باي حال التقوقع والانغلاق على الذات، بل تعني الانطلاق وتحقيق الاهداف واعمال العقول للوصول للافضل.
هذا مقترح (مجلس رؤساء الجامعات الاردنية)، وهو ليس ترفاً بكل الاحوال، وليس مجلسا احتفاليا وبرتوكوليا، بل مجلس يجب ان يُفعل وتحكمه خطط واهداف للوصول الى تماهي جامعاتنا بحالة فاعلة من التعاون والتشارك للإستغلال الأمثل للموارد المادية والبشرية والبنى التحتية الفنية، مع ابقاء التنافس الإيجابي وابراز التميز لكل جامعة دون المساس باستقلاليتها، وعند التنفيذ اعتقد ان الخبرات في جامعاتنا كفيلة بتهذيب وتنفيذ المقترح بالصورة التي نحلم بها. …… حمى الله الأردن.
زر الذهاب إلى الأعلى