ملحم يشارك بالمؤتمر الدولي العلمي المحكم الموسوم “المنهج العلمي والمعرفي للعلوم الإنسانية أساس الانطلاق نحو بناء التنمية المستدامة”
الملف الإخباري- شارك الباحث د. مطلق احمد ملحم من المملكة الاردنية الهاشمية في المؤتمر الدولي العلمي المحكم الموسوم بـ “المنهج العلمي والمعرفي للعلوم الانسانية أساس الانطلاق نحو بناء التنمية المستدامة” والمنعقد خلال الفترة بين 23 و24 آذار 2022م في مدينة بغداد/ العراق، وقدم من خلاله دراسة علمية بعنوان “آثار التلوث والآثار الايكولوجية على التنمية” وقد شارك عدد من اساتذة الجامعات والخبراء والمختصين من بعض الدول العربية والاسلامية.
أوضح ملحم: إن تحديدَ الموضوعات العامة التي تناولتها هذه الدراسة، من الضروري إيضاح عدد من النقاطِ حول الطريقة التي ينبغي بها معالجة أي تقدير للآثارِ الاجتماعية ـــــــ الاقتصادية، ويجب أن يوضعَ في الاعتبارِ أن مثلَ هذا التقدير انما يستهدف تحديد الآثار الاجتماعية ـــــــ الاقتصادية والثقافية التي يسببها المشروع الصناعي المقترح بالنسبةِ للبيئةِ الانسانية المحلية والاقليمية والتنبؤ بها، ويبدأ بدراسةِ بعض الاعتبارات المتصلة بهذا التحليل وهي اعتبارات أكثر تفصيلاً.
في السنواتِ الأخيرة أصبحت الاعتبارات البيئية تشكل عنصراً هاماً من عناصرِ التنمية، لذلك فأن كثيراً من الدولِ المتقدمة تقوم بسن التشريعات التي من شأنها تضمين الاعتبارات البيئية في البرامجِ والخطط والسياسات المتعلقة بأنشاءِ المشروعات التنموية الكبرة.
كما أن بعضَ المشروعات التنموية الكبرى مثل المشروعات الصناعية والانشائية ومشروعات الطاقة والزراعة قد تلقي بآثارٍ بالغة على البيئةِ المحيطة بها، حيث تحدث تلك الآثار في مرحلتي الانشاء والتشغيل معاً، بل وفي أحيان كثيرة تتخطى ذلك لتبقى وتستمر إلى ما بعد نهاية عمر المشروع، وكمثال لذلك مشاريع الصرف الصحي، حيث أن من طبيعةِ تلك المشاريع استنزاف بعض مصادر الثروات الطبيعية من مياهِ وهواء وتربة كما تتسبب في توليدِ المخلفات والنفايات وافراز الغازات الضارة بالغلافِ الجوي مما يؤدي بوجه عام إلى تدهورِ البيئة.
وبما أن الخلفيةَ المطلوبة لعملِ تقييم شامل للآثارِ البيئية تتميز بكم هائل من المعلوماتِ والتي قد تتعرض لكثيرٍ من المتغيراتِ والجدل القانوني فإنه يتعين الاستعانة بالخبرةِ المتميزة في هذا المجال، بالإضافةِ إلى الاستفادةِ من الأساليبِ العلمية ذات التقنية العالية والمتطورة والتي سوف تؤدي بالضرورةِ إلى استنباطِ الأسلوب الصحيح والامثل لإعدادِ التقييم الشامل للآثارِ البيئية.
وأوضح أن تحقيقَ التنمية المستديمة يعتمد على المساندةِ الواسعة وتفاعل كل من جمهورِ مطلع والمنظمات غير الحكومية والمجتمع العلمي والصناعي، حيث يتوجب تفعيل وتوسيع دورهم ومشاركتهم في التنميةِ والتخطيط واتخاذ القرار وتنفيذ المشاريع.
إن للمنظماتِ غير الحكومية دور كبير في المحافظةِ على البيئةِ ومكافحة التلوث، وعلينا هنا الاخذ بعينِ الاعتبار أهمية دور المشاركة الشعبية من أفرادٍ ومنظمات غير حكومية ومجموعات مدنية في تحقيقِ التنمية المستديمة ومشاركة جميعهم في عمليةِ تقييم الآثار البيئية للمشاريعِ التنموية.
أن تآكلَ الغطاء الواقي من الاشعاعاتِ يسبب سرطان الجلد ويدمر المحاصيل ويتلف البيئة ولذا تبذل جهود عالمية لحمايةِ طبقة الأوزون، حيث ذكرت وكالة حماية البيئة الامريكية أن طبقةَ الأوزون الحمائية في الغلافِ الجوي للأرضِ، تتآكل بسرعةٍ كبيرة تصل إلى ضعفِ السرعة التي اشارت إليها التقديرات السابقة. وتشير التقديرات الجديدة إلى أن 200 ألف وفاة إضافية بسرطانِ الجلد قد تحدث في الولاياتِ المتحدة خلال الأعوام الخمسين القادمة بسببِ النقص غير المتوقع في الأوزونِ.
وفي ختام دراسته قدم الباحث مطلق ملحم عدد من الاستنتاجات والتوصيات حول تعريف المدخلات الايكولوجية اللازمة لتقدير الآثار البيئية الصناعية وشرحها، ويستخلص وجود علاقات تقنية أساسية بشأن الأنسان وبيئته واجراءات عملية يستفيد منها المخططون ومؤسسو المشروعات، وفرضيته هي أنه سيكون بالإمكان السيطرة على التلوث والاضطراب البيئي حتى في عالم يتزايد فيه عدد من يتمتعون بمستوى معيشي على نحو ما تتمتع به حالياً البلدان المتقدمة، وذلك بالاعتماد على التطور المستمر في بعض الاتجاهات والتطورات الاجتماعية والعلمية.