الملف الإخباري- شارك الباحث د. مطلق ملحم بدراسة علمية محكمة بعنوان” الأوراق النقاشية الملكية تخطيط استراتيجي لمستقبل أفضل” في المؤتمر الوطني الثالث الموسوم بـ “الأوراق النقاشية الملكية بين الدراسة والتنفيذ: خريطة طريق لمستقبل الدولة الأردنية”، الذي نظمه كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في جامعة اليرموك، والمنتدى الثقافي/أربد بالتعاون مع المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية لعام 2022م، على مدار يومين (24-25 تموز2022م) بمبنى المؤتمرات والندوات، وقد رعى رئيس مجلس النواب السابق المحامي عبد المنعم العودات المؤتمر.
تأتي أهمية البحث الخاص بـ “الأوراق النقاشية الملكية تخطيط استراتيجي لمستقبلٍ افضل” أن جلالتهَ يستبق الحدث دائماً ببعدِ النظر فهو يضع دائماً النقاط على الحروفِ، من خلالِ طرحه للأفكارِ والمقترحات على المستوى الوطني في الأجلِ المتوسط والبعيد، وأن جلالةَ الملك طرح سبع أوراق نقاشية في ظلِ ظروف صعبة تمر بها المنطقة، فجلالته يقول من خلالِ تلك الأوراق أن الإصلاحَ السياسي يتحقق في ظلِ أجواء ديمقراطية وبناء دولة المؤسسات والقانون، ويوجه الفعاليات المختلفة، سواء كانت سياسية أو نقابية أو شبابية، للمشاركةِ في صنعِ القرار من خلالِ الاتقاء بالوعي، حيث أصبحت الأوراق النقاشية جزءاً من فلسفةِ الحكم في الأردنِ، لما تتضمنه من رسائلِ، أهمها ضرورة مشاركة الجميع في الحياةِ السياسية، فهذه الأوراق أصبحت نبراساً لوضعِ الأمور نحو الاستقرار وتعزيز المشاركة الشبابية والشعبية في الحياةِ السياسية، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات.
وأضاف الباحث ملحم: فمن أهدافِ البحث توضيح الإطار العام للتخطيطِ الاستراتيجي للأوراقِ النقاشية الملكية، وامكانية التعرف من خلالها على كلِ ما يتعلق بهذا التخطيط، وذلك من خلالِ تناول التخطيط الاستراتيجي من حيثِ مفهومه لمستقبلٍ افضل، على الرغمِ مما شهده التخطيط الاستراتيجي من إثراءٍ نظري وسرعة انتشار في أغلبِ المؤسسات الفاعلة في الوطنِ، وتزايدت أهميته بشكلٍ أكبر، نظراً لوجودِ الكثير من التحدياتِ والمتغيرات البيئية محلياً، وإقليمياً، وعالمياً. بمعنى آخر أن التخطيطَ يعني التوقع بما سيكون عليه الوضع في المستقبلِ مع الاستعداد لهذا المستقبل، وهو رسم الأنشطة المستقبلية بالاستنادِ إلى الحقائقِ الخاصة بالمواقفِ، وبناء على تجميعِ وتحليل تلك الحقائق، باعتبارهِ عملية مستمرة تتضمن تحديد طريقة سير الأمور للإجابةِ عن الأسئلةِ مثل ماذا يجب أن نفعلَ، ومن يقوم به، وأين، ومتى، وكيف. حيث أكد جلالة الملك في الرسالةِ التي وجهها للجنةِ الملكية “أن الأوراقَ النقاشية السبع التي طرحتها للنقاشِ العام قبل سنوات، هي وثيقة استرشادية لعملكم. من شأنها الإسهام في رسمِ خارطة لمستقبلِ بلدنا وشعبنا”، ويمكن تلخيص الاهداف من هذا البحث بما يلي:
-
التعرف على دورِ مؤسسات المجتمع المدني في تنميةِ المجتمع المحلي ومدى تفاعلها مع الأوراق النقاشية وتنفيذ ما جاء فيها.
-
الكشف عن المعوقاتِ واسبابها التي تحد من دورِ مؤسسات المجتمع المدني من تأديةِ رسالتها ومدى تقبلها لمحتوياتِ الأوراق النقاشية الملكية.
-
التعرف على الوسائلِ التي تسهم في إنجاحِ دور مؤسسات المجتمع المدني في الأردنِ.
نستنتج أن جلالةَ الملك عبدالله الثاني المعظم كان سباقاُ في إدراكِ أن العالمَ مقبل على عصرِ الكيانات الكبيرة التي تتوافر لها مقومات البقاء والاستمرار، ومن أهمها:
– الاحتكام إلى منهجِ واضح يكون هو الحكم والفيصل في كلِ شأن من الشؤونِ.
– القدرة على الحفاظِ على استغلالِ القرار في ظلِ وجود قوى دولية لها قدرات الاستمالة والاستقطاب والإملاء.
– ترسيخ البناء الاداري والتنظيمي والمؤسسي وتطويره بما يجعله يتلاءم مع مستجدات العصر، ويتعامل معها بحيويته.
وقد استطاع جلالته أن يعززَ الاردن دولة عصرية ثابتة الأركان عزيزة الجانب، موطن الرجال الأوفياء الذين صنعوا المجد والإنجاز لهذا البلد بما يتوازى وقيمتها الروحية ومكانتها التاريخية والاقتصادية، فثمة حقيقة ثابتة تفرض نفسها عند استعراض تاريخ المملكة الاردنية الهاشمية: الا وهي أن الارادةَ القوية والعزيمة الصادقة في دفعِ مسيرة البناء والتقدم هي سمة متميزة وبارزة لملوكِ المملكة الاردنية الهاشمية منذ عهد المؤسس الملك عبدالله الأول (طيب الله ثراه) وحتى عهد صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني – أطال الله بعمره – حيث تمثل مسيرة المملكة مراحل ثرية حافلة بالإنجازاتِ دفعت التطور في البلادِ إلى آفاقٍ رحبة، وبنت أساساً قوياً لاقتصادِ وطني صلب وضع بلدنا في مصافِ البلدان التي تحترم انجازاتها وبقيادتها الحكيمة، حيث تحل علينا الذكرى السادسة والسبعون لاستقلال الوطن لنستلهم معاني البطولات ولغة الانتصار وتعميق المعاني لارتباطِ ذلك اليوم التاريخي بمجدِ هذا الوطن وتحولاته نحو الخير والنماء، ذلك اليوم الذي استطاع فيه الملك عبدالله الأول (طيب الله ثراه) أن يمتطي صهوة المجد ليعلنِ عن مولدِ أمة، واليوم إذ نعيش فرحته ونجني ثماره وننعم بخيراتهِ اليوم يجب ألا ينتهي بالفرحةِ والتمجيد، فالأمة هي التي تجعل لهذا اليوم مفهومه، واكمل اسس بناء الدولة صاحب الجلالة الملك حسين بن طلال (رحمه الله) من بعده.
هذه الأوراق للنقاش العام، لأنها تتضمن مرتكزات الحاكمية الرشيدة، فقد أدرك جلالته أن ضعفَ الثقة بين الشعوب والأنظمة هو أحد الأسباب الرئيسة لاندلاعِ “الربيع العربي” وقيام الانتفاضات الشعبية، وهو ما كان متوقعاً في ظلِ وجود الأنظمة الشمولية والأوتوقراطية والتي أنهكتها الحروب الأهلية، فلا حل – كما يرى جلالته- إلا بالديمقراطية المتجانسة مع الظروف الاجتماعية والتقاليد المتوارثة والمتكيفة مع التطور والتحديث، وعلى رأسها المشاركة الجماعية في الحكمِ والقرار وحرية الرأي والتعبير ومغادرة صفوف الأغلبية الصامتة التي لا جدوى منها.
وشدد جلالة الملك على أن الفجواتَ بين الحاكم والمحكوم لا بدْ من ملئها استناداً إلى واقعِ المجتمع ونسيجه الوطني ومن خلالِ تمكين المواطنين من المشاركةِ في اتخاذِ القرار ومنحهم حيزاً مريحاً من حريةِ الحركة السياسية والاقتصادية واختيار ممثليهم في المؤسساتِ الديمقراطية ومساءلة هؤلاء على برامجهم ووعودهم، أما إذا بقيت الأمور على ما هي عليه، فإن قوى التطرف، وغاسلي الأدمغة وقوى الاستقطابات الإقليمية والدولية ستملأ الفجوات لا محالة، وستضع الناس تحت وطأة التجاذبات التي لا يهمها النسيج الوطني بأي شكل من الأشكال.
وأضاف ملحم: وأكد جلالته على مراعاةِ التخطيط والتحليل السليم، وبناء الفكر لمواجهةِ التكنولوجيا في تطويرِ عملية التعليم، وبناء القدرات البشرية، كون عجلةَ التطور التقني لا حدودْ لها، فما كنا نقرأه ونشاهده في رواياتِ الخيال العلمي أصبح الآن واقعاً ملموساً، والعلماء الذين يعكفون على هذهِ الشرائح الذكية يأملون أن تتحققَ قفزة نوعية، بل ربما خيالية في قدرةِ العقل البشري. وإن كانَ العلماءُ سابقاً يسعون لتطويرِ قدرة الأجهزة الإلكترونية لتواكبِ قدرات الإنسان، فإنهم اليوم يعكسون البوصلة وهدفهم تطوير قدرات البشر ليواكبوا التقنية ويمتلكون قدرات خارقة تضاعف الذكاء البشري. ولا شكْ أن هذا التطور التكنولوجي سيكون له تبعات ومخاوف لاحتمالية اختراق مثل هذا النوع من الشرائحِ وبالتالي التحكم بها وبأصحابها وربما تنفيذ عمليات أو مخططات سيئة، ما يتطلب وجود حماية ذات فعالية عالية. وكما جرت العادة في كلِ جديد، ستكون ردود الأفعال متباينة في قبولِ مثل هذه التقنيات أو رفضها، وسيتوقف الأمر على توفيرِ الحماية اللازمة للمستخدمينِ والمحافظة على خصوصياتهم وأجسادهم خشية الوقوع في حبالِ قراصنة الكمبيوتر والناشطين في الجريمةِ الإلكترونية رغم الاحتياطات التي يوفرها المصنعون لهذهِ الشرائح. ويتساءل البعض: هل فعلًا سنجد أنفسنا أمام مجموعة من البشرِ متشابهين في كلِ شيء؟ يبدو أن حدوث مثل هذا الأمر وعلى هذا النحو بعيد الأمد، وإن حدثَ مستقبلًا فسيحدث ثورة تقنية غير مسبوقة ربما تغير كثيراً من المفاهيمِ والحقائق الحالية.
وتابع ملحم بقوله: وعند التمعن بالأوراقِ النقاشية لجلالةِ الملك الذي يبعث على الطمأنينة والسكينة، سائرون إلى مستقبلٍ مشرق وقادرون بعونِ الله على تجاوزِ الصعاب وقهر المحن، متسلحين بشجاعةِ وحكمة ملكنا وببسالة جيشنا وأجهزتنا الأمنية وبوعي الأردنيين الذين برهنوا عند الملمات كم كانوا أوفياء لملكهم ووطنهم وترابه الطهور.
وقد تضمن البحث الموسوم بـ “الأوراق النقاشية الملكية تخطيط استراتيجي لمستقبل أفضل” على المحاور التالية: المقدمة، أهمية البحث، أهداف البحث، مشكلة البحث، التخطيط السليم بناء للديمقراطية المنشودة، وخدمة الوطن والمواطن، التمكين الديمقراطي والمواطنة الفاعلة، أهم المنجزات التي تم تحقيقها، تطبيق القانون أساس التقدم في الدولة المدنية، الوساطة والمحسوبية عائق امام المسيرة التنموية ونهضة المجتمع، الألقاب المكانية في الأسماء تساعد على المحسوبية، النهوض بالعملية التعليمية وفق التقدم العلمي والتكنولوجي الحديث، الاستثمار في التعليم لمستقبل مشرق، النهوض بالعملية التعليمية وفق التقدم العلمي والتكنولوجي الحديث، الاستثمار في التعليم لمستقبل مشرق، التعليم اليوم هو اقتصاد الغد، الرؤية المستقبلية لأردن متقدم علما ومعرفة…الخ، المبادرات الملكية السامية، الخاتمة.
واضاف مطلق ملحم: في الختام وفي جوهرِ الكلام للقائدِ الإنسان الذي يتابع حاجة شعبه بنفسه، فهو الملك المثقف الشجاع ان يكونَ دائماً مع الحدث في كلِ مكان وزمان، يقدم توجيهاته الملكية السامية، ويدعم بتواجده المستمر بين أبناء قواته المسلحة الباسلة التي تذود عن الوطنِ بكلِ ما أوتيت من عزم واخلاص في الدعمِ وتلبية احتياجاتهم مما يزيد من تلاحمِ القائد مع أبناء شعبه وأفراد جيشه الباسل.
تحية الاعتزاز والفخار بقائدِ الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى، وأمد الله بعمره بالصحةِ والعافية، وحمى الأردن بترابهِ وسماءه وشعبه، وادام عليه نعمة الأمن والسلام، وتحية حب وتقدير لكافةِ العاملين في خدمةِ الوطن والمواطن كل من موقعهِ ولجهودهم المخلصة في بناءِ الوطن.
زر الذهاب إلى الأعلى