التاريخ الحديث لسوريا بظل حكم آل الأسد يُجسّد واقعًا مُرًّا، حافلًا بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، من تعذيب وقتل وتشريد، لا يمكن إغفالها أو تبريرها تحت أي راية أو مبدأ كان.
لقد تحوّل مفهوم “المقاومة والممانعة”، المُستخدم بكثرة في الخطاب الرسمي للنظام السوري وفي خطابات مؤيدي النظام إلى ستارٍ يُخفي وراءه جرائم وانتهاكاتٍ ضد الشعب السوري.
هذا التناقض الصارخ بين الشعارات المُرفوعة والممارسات الفعلية يُثير تساؤلاتٍ جوهرية حول مصداقية النظام وأهدافه الحقيقية، ألقى بظلالٍ من الشك على كل ما اعلنه خلال نصف قرن من الحكم الدكتاتوري .
وتُبرز المفارقة هنا مواقف بعض المُؤيدين للنظام، خاصةً في دولٍ مثل الأردن، الذين يرفعون شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سياقاتٍ مُحددة، بينما يُغضّون الطرف عن جرائم النظام السوري، أو يُبرّرونها بتبريراتٍ واهية. هذا التباين الواضح في المعايير المُستخدمة لتقييم الأحداث والسياسات يُثير الشكوك حول نزاهة هذه المواقف، ويُكشف عن ازدواجيةٍ مُقلقة.
وفي الختام، تبقى التساؤلات حول المعايير المزدوجة والممارسات القمعية مُعلقةً في فضاء النقاش العام.
ويتطلب الأمر وعيًا جماعيًا، ورغبةً صادقةً في الفهم والتحليل النقدي للأحداث السياسية، بعيدًا عن التحيزات الأيديولوجية التي تُعيق الرؤية، وتُحجب الحقيقة عن الأنظار.
زر الذهاب إلى الأعلى