مقالات

مهرجان الزيتون الوطني ٢١ موروث إجتماعي وثقافي واقتصادي

كتب الدكتور حسان محمد العسوفي/ المركز الوطني للبحوث الزراعية

أن مهرجان الزيتون الوطني الواحد والعشرون ومعرض المنتجات الريفية النافذة التسويقية الاضخم في تاريخ المعارض الأردنية والموروث التاريخي العريق وسلوك اجتماعي جميل ورمز التعاون والعطاء، حيث يعد موسم قطاف الزيتون . موسم فرح المزارعين موسم عشق الشجرة وحُب الأرض . موسم الأهازيج المعبرة والأمثال الأصيلة .

شجرة الزيتون مُباركة من السماء عشقها وحُبها عفوي يعشقها زارعها ومستهلكها فيها نفعٌ للناس . فيها دواءٌ وغذاء فيها بركةٌ ووفاء .

بعيداً عن الأرقام الإحصائية من عدد الأشجار والإنتاج وغيرها يبقى عشق الزيتون عفوياً فيه راحةٌ للنفس و مُتعةٌ للناظرين . فهو تاريخ وجود وعنوان انتماء. حيث أوضحت الدراسات الأرلوكوجيه أن الأردن ومنطقة ” رم ” تحديداً أقدم مناطق العالم زراعة بالزيتون .

الزيتون أصنافه عديدة وخصائصه متباينة شكلاً وإنتاجاً وجينياً ولكن كله يجود ويكرم زراعة . وقد أثبتت الدراسات البحثية الجينية في المركز الوطني للبحوث الزراعية أن ” المهراس ” من أقدم أصناف الزيتون وتؤكد مركزيته في الأردن عبر العصور . الزيتون ولأهميته التاريخية والدينية ولقيمته الغذائية والصناعية فقد حظي بالاهتمام الرسمي والشعبي في المجتمع الأردني .

أبحاث عديدة ودراسات نفذها باحثون وأكاديميون في مراكز البحث والجامعات لدراسة الزيتون زراعةً ومناخاً وإنتاجاً وجودةً وأصنافاً وإدارةً.

الزيتون وزيت الزيتون رمز القوه في المنظور الشعبي “كُل زيت وناطح الحيط ” ورمز الأمن الغذائي ” الزيت عمود البيت ” ورمزاً للتنافسية في العطاء والجودة إذ يتباهى به المزارعون ” ما حدا يقول عن زيته عكر ” .

المركز الوطني للبحوث الزراعية ولإيمانه بأهمية الزيتون كشجرة وطنيه ذات تاريخ وقيمة اجتماعيه وغذائية أنشأت مديرية خاصة لأبحاث الزيتون ومختبرا متخصصا لفحص الزيت والتأكد من سلامته وعدم غٌشه ليكون غذاءً آمناً لكل المستهلكين .

المركز الوطني وبالتعاون مع شركائه يطلق سنوياً مهرجاناً برعاية ملكيه مباركة للزيتون ومنتجاته ليكون عنواناً للعطاء ورمزاً للانتماء . مهرجان تسوده أجواء الفرح والسرور عبر السنيين حتى أصبح مهرجاناً وطنياً ينتظره الجميع بشغف ولهف العاشقين .

ما أطيب مواسم الزيتون وأهازيجه! وما أعظم مزارعين الزيتون وعوناتهم !وما أجمل مهرجان الزيتون !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى